455455555
455455555
رأي عُمان

إغلاق جديد.. آمال جديدة

19 يونيو 2021
19 يونيو 2021

تبدأ السلطنة مساء اليوم الاحد وحتى إشعار آخر العمل بقرار منع الحركة للأفراد والمركبات وإغلاق جميع الأنشطة الاقتصادية خلال الفترة المسائية من الساعة الثامنة مساء وحتى الرابعة فجرا في محاولة جديدة لكبح جماح الانتشار الكبير لوباء فيروس كورونا، بعد أن سجلت البلاد خلال الأيام الماضية أكبر عدد وفيات خلال أسبوع منذ بدء الجائحة مطلع العام الماضي وكذلك تسجيل أرقام قياسية في جميع المؤشرات الوبائية سواء في عدد الإصابات اليومية أو في عدد المنومين بشكل يومي في المؤسسات الصحية وهو الرقم الأهم الذي يكشف عن الأعداد الحقيقية المتوقعة للإصابة اليومية على اعتبار أن الذين يحتاجون للتنويم في المستشفيات يبلغون فقط 5% من عدد المصابين بالفيروس.

ورغم استمرار الحملة الوطنية للتطعيم في جميع محافظات السلطنة إلا أن الأرقام كانت تسجل زيادة يومية مطردة ما جعل المؤسسات الصحية تصل إلى حالة متقدمة من الإنهاك الشديد جدا بعد أن وصلت إلى أقصى طاقتها الاستيعابية خاصة في وحدات العناية المركزة. وأوقفت بعض المستشفيات تقديم خدماتها للحالات غير الضرورية وأغلقت بعضها العيادات الخارجية، وضمت بعض مرافق خدماتها إلى أقسام «كورونا».

وأمام هذه المؤشرات وحتى لا تصل المؤسسات الصحية إلى حالة من عدم القدرة على تقديم خدماتها الضرورية رأت اللجنة العليا أمس أن الإغلاق ومنع الحركة من شأنه أن يساهم في الحد من الانتشار السريع للوباء خاصة وأن هذا الإغلاق يأتي هذه المرة مدعوما بحملة تطعيم وطنية توزع اللقاحات بشكل كثيف في مختلف المحافظات بعد حصول السلطنة على أعداد جيدة من اللقاحات. وأثبتت تجربة توزيع اللقاح على فئات واسعة من السكان أنها قادرة على حماية السكان وتقليل عدد المحتاجين إلى العناية الطبية إلى حدود دنيا كما هو الحال في محافظة مسندم التي عمم اللقاح على جميع سكانها ونجحت التجربة في الوصول إلى خلو مستشفى خصب، على سبيل المثال، من المرقدين في غرف العناية المركزة جراء مرض «كوفيد19».

وينتظر أن يساهم اللقاح خلال شهرين من الآن في تقليل عدد المحتاجين إلى الرعاية الصحية من المصابين بالفيروس ثم إلى خلو المستشفيات من مرضى كورونا، بإذن الله، وانتهاء حالة الطوارئ الطبية المعلنة في جميع أنحاء العالم حتى الآن.

على أن كل هذا مرهون بالتزام الناس بالإجراءات الوقائية لأنها هي الأهم في سبيل مكافحة الجائحة.