24% من وفيات كورونا خلال شهر!

تصاحب أيام عيد الأضحى المبارك القادمة الكثير من الأسئلة نظرا لأن أيام العيد ستأتي ولأول مرة في ظل منع تام لحركة الأفراد والمركبات وإغلاق كامل لجميع الأنشطة التجارية دون استثناء. الأمر الذي يعني أن على الجميع البقاء في منازلهم وعدم الخروج أبدا إلا للذهاب للمؤسسات الصحية التي ستكون وحدها مفتوحة خلال أيام العيد. وأثار هذا الأمر أسئلة كثيرة منها ما هو فقهي ومنها ما هو اجتماعي. وقد أكد علماء الدين أن الدين الإسلامي دين يسر وأن مبادئه تعلي من قيمة حفظ النفس من الذهاب بها نحو التهلكة. وصار هذا الأمر واضحا جدا خاصة بعد أن تحدث فيه سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة وأوضح بشكل جلي رأي الدين فيما يتعلق بالأضحية.

أما الأسئلة الاجتماعية فرغم أهميتها إلا أنها لا يمكن أن تكون أهم من الأمن الصحي للمجتمع. لقد عانى الناس كثيرا من الانتشار الكبير لفيروس كورونا بعد إجازة عيد الفطر المبارك الأمر الذي يعني أن بعض التجمعات التي حدثت خلال العيد من غير الملتزمين بالتعليمات خلقت مشكلة صحية كبرى تكشف عن عظم تأثيرها الأرقام المعلنة. حيث توفي خلال شهر يونيو الذي أعقب العيد 755 شخصا متأثرين بإصابتهم بفيروس كورونا، وهذا الرقم يمثل 24.3% من مجمل وفيات كورونا خلال عام ونصف العام! كما بلغت حالات العدوى بالوباء خلال شهر يونيو 51.323 إصابة وهو يمثل 19% من مجمل الإصابات التي سجلت في السلطنة حتى نهاية شهر يونيو، وهذا الرقم لا يعطي الحقيقة كاملة لأنه يكشف عن عدد الإصابات التي تم تشخيصها مخبريا فيما هناك أعداد أكبر تصاب بالفيروس ولا تجرى لها فحوصات مخبرية نظرا لأن أعراضها خفيفة أو نظرا لتفشي الفيروس داخل الأسرة الواحدة.

وحتى لا يتكرر المشهد نفسه بعد عيد الأضحى على الناس الالتزام بالتعليمات بل وبفرض تعليمات أشد قسوة على أنفسهم حتى نتجاوز هذه المرحلة الصعبة.. ومن فقد عزيزا عليه يعرف ماذا يعني عدم الالتزام.