ثقافة

مهرجان سينمانا الدولي يسلط الضوء على مفهوم «الإنتاج السينمائي والسيناريو»

07 فبراير 2023
في ثالث أيامه بمحافظة مسندم
07 فبراير 2023

شهد مهرجان سينمانا الدولي بنسخته الرابعة وفي ثالث أيامه تنظيم عدد من حلقات العمل، إضافة إلى عروض الأفلام السينمائية.

ومن بين حلقات العمل التي أقيمت في ولاية خصب بمحافظة مسندم ندوة قدمها الفنان السوري القدير دريد لحام بعنوان «التمثيل السينمائي» وأدارها الدكتور عبدالكريم جواد، وذلك على مسرح المجمع الرياضي بخصب أمس الاثنين، بحضور معالي السيد إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم البوسعيدي محافظ مسندم وعدد من ضيوف سلطنة عمان والمهتمين بالشأن الثقافي والسينمائي.

في البداية تحدث الفنان دريد لحام عن التمثيل في المسرح بشكل عام عبر المحطات الزمنية فقال: «في السابق كان العمل الفني يصطدم بجملة من التحديات والصعاب فلم تكن التقنيات التي تسهل عملية أداء العمل تسير بطريقة سلسلة وإنما تعتريها محطات صعبة، ففي السابق كان يتم التصوير منفردا وتركيب الصوت منفصلا وهكذا بالنسبة للموسيقى، مما جعل العمل صعبا وشاقا ويؤثر حتما على أداء الممثل فيصيبه الإجهاد والإرهاق، أما في الوقت الحاضر فاختلفت الأساليب وتوفرت الأدوات والطرق واختصرت كل شيء بما في ذلك الزمان والمكان والشكل والمضمون فصار على الفنان أن يستغل هذه الأدوات في تقديم كل ما بوسعه، وعليه أن يجاهد ويقاتل لإيصال الرسالة الهادفة للجميع وعليه أن يحقق حلمه كونه اختار هذا المجال، والدفاع عنه وصولا لتحقيق الأهداف التي يرمي لها».

وأضاف: «إن أي فيلم يبدأ بفكرة، ثم يبني عليها عمل فني منسجم مع الواقع المعاش».

وأعطى الفنان دريد لحام على ذلك مثالا للفيلم الذي أنتجه عام 1984 والذي كان بعنوان «الحدود» الذي مر بقصة حدثت معه مصادفة خلال رحلته من دمشق إلى بيروت عندما تعرض عام 1984 لحادث ليلي في يوم ماطر تتساقط فيه الثلوج، وفقد كل ما يملكه من وثائق تسببت في عدم استطاعته دخول دولة أخرى بدون إثباتات، وقال: «الفكرة كلما كانت كبيرة يخرج العمل ناجحا وكبيرا»، سواء كان مسرحا أو فيلما أو عملا دراميا.

مهرجان مثرٍ

وأكد معالي السيد إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم البوسعيدي محافظ مسندم لوسائل الإعلام خلال حضوره ندوة «التمثيل السينمائي»؛ أهمية المهرجانات الثقافية في تعزيز الجوانب السياحية والثقافية وقال: «الفعاليات الثقافية هي عادة ما تشكل إضافة ذات قيمة كبيرة لأن الثقافة شيء مهم في حضارة الشعوب، وهذا الحدث بوجود فنانين كبار من مختلف أقطار الوطن العربي وممثلين من بعض دول العالم؛ يعد حلقة وصل مع الفنانين الموجودين أو الراغبين بالدخول إلى هذا الفن سواء كان السينما أو في التمثيل على الصعيد الشاشة الصغيرة، ويقرب لهم هذا الكم من الإبداع ويستطيعون من خلال المشاركة به أن ينالوا منه الكثير ولربما تضيف في تجربتهم وفي ثقافتهم وفي مستقبلهم الفني الكثير».

وأضاف: «هناك خطط كبيرة مرتبطة بالترويج السياحي للمحافظة، وتعطي للجانب الثقافي وزنا أكبر في أنشطتنا وبرامجنا في المحافظة، وموسم شتاء مسندم يتضمن برامج كثيرة ومتعددة، ومن أهم الفعاليات هو استضافة مهرجان سينيمانا الدولي الرابع؛ سينما خاصة في الشأن الثقافي، وبوجود قامات الفنية العربية اليوم هنا، فهي فرصة كبيرة للتعريف بالمقومات السياحية بمحافظة مسندم وسلطنة عمان بشكل عام».

السينما والإنتاج

كما تضمن المهرجان إقامة ندوة «السينما بين الإنتاج التجاري والمستقل» التي أقيمت بالمجمع الرياضي بخصب، وتحدثت عن أبرز التحديات التي تواجه عملية الإنتاج للأفلام السينمائية القصيرة والطويلة، شارك في الندوة عدد من الفنانين المشاركين في المهرجان وهم نجم عاكف من الأردن وسعد العصاني من العراق والمخرجة رشا بركات من سوريا والفنانة الهندية جوري ناريل والمخرج الهندي زكريا محمد، تحدث كل منهم عن تجارب دولهم في الإنتاج السينمائي سواء التجاري أو المستقل موضحين أن السينما المستقلة هي عبارة عن جهود ومبادرات فردية غير مدعومة، وبالتالي فالمخرج والمنتج ينتج الأفلام خارج منظومة الدعم، فهي بذلك تعاني من قلة التمويل المالي المؤسسي، كما أن هذا النوع من الإنتاج نادرا ما يتاح له العرض في أدوار العرض العالمية كونه يضم نجوما مغمورين.

وأوضحت التجربة الهندية أن إنتاج الأفلام القصيرة والطويلة التجارية أو المستقلة لها نصيب من الدعم الحكومي والمؤسسي، كما أن الإنتاج الهندي ارتبط بالمناطق المختلفة واللغات التي يتحدث بها المجتمع الهندي، لذلك فإن الإنتاج الهندي وفيرٌ، فكل منطقة كانت تنتج عددا كبيرا من الأفلام.

وأكدت التجربة الهندية أن وفرة الأعمال الهندية جاء نتيجة دعم الحكومة والمؤسسات للمنتجين حيث تقدم للمنتجين دعم من 3 % إلى 50 %.

السيناريو السينمائي

وقدم الفنان المصري طارق زمزم ندوة «المبادئ الأساسية لكتابة السيناريو السينمائي»، تحدث فيها عن كتابة السيناريو التي تعد إحدى الخطوات المهمة لإعداد الفيديو؛ وهو سلسلة متتابعة من الحوارات والمشاهد التي تُشكّل الفيديو وترسم هيئته العامة، وتحوّل الأفكار والرسائل التي تريد إيصالها للجمهور إلى قصة ممتعة محبوكة تجذب اهتمامهم، وتُعدّ مهارة كتابة السيناريو من المهارات الضرورية للمسوقين والمدونين، لأن السيناريو الجيد هو أساس أي عمل ناجح، وتتطلب مهارة كتابة السيناريو حسًّا أدبيًا، وخبرة في تحويل الأفكار إلى سيناريوهات ذات حبكة مناسبة.

مهرجان مهم

وقال الفنان الأردني عاكف نجم رئيس لجنة الأفلام القصيرة: «مهرجان سينيمانا الدولي يثبت أنه مهرجان مهم، مهرجان يجمع نجوم الفن العربي والعالم، وفيه يلتقي الأصدقاء والمبدعون، وهو أمر مشرف أن يستمر هذا المهرجان وأن يقدم كل عام مجموعة من الأفلام المميزة التي تبرز المعنى الحقيقي لصناعة السينما بمضمونها وبشكلها وبتقنياتها المتطورة التي حدثت فيها مع مجريات التاريخ، لذلك المهرجان فرصة جميلة لالتقاء المبدعين، وفيه من الشغف الذي يترك بصمة في داخل قلوبنا كفنانين، ونتمنى أن يستمر المهرجان في كل عام وأن يقدم كل ما هو جديد وأن يكون هناك تواصل بين الثقافات وتبادل في الخبرات بين الأجيال بشكل خاص».

وأضاف: «مشاركة الكم الهائل من الأفلام الطويلة والقصيرة والروائية التي قدمت محتوى مختلفا في المضمون والشكل وفي المدارس السينمائية، في الدورة الرابعة من مهرجان سينيمانا؛ يؤكد أن السينما بخير في الوطن العربي وأن هناك شيئا مبشرا بتقديم أفلام مميزة».

وأوضح: «صناعة السينما تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة، وشبابنا الذي لا يستطيع إنتاج فيلم سينمائي طويل؛ يستطيع بالأدوات المتوفرة إنتاج أفلام قصيرة بأقل التكاليف، وهذه الندوات والورش في المهرجان تؤكد هذا الشيء وهو جانب مهم يفتح أمام الشباب آفاقا ليصنعوا أفكارا تمكنهم من إيجاد الفرص والوسائل لصناعة سينما مميزة».

واختتم حديثه لـ«$» قائلا: «كان لي شرف زيارة سلطنة عمان في بداية التسعينيات للمشاركة في مسلسل (عمان في التاريخ) وتقمص دور أحد سلاطين عمان الذين مروا على تاريخ الإمبراطورية العمانية، وأنا سعيد اليوم بالعودة لزيارة سلطنة عمان التي شهدت تطورا كبيرا في كافة المجالات، ونسأل الله أن يديم على سلطنة عمان الأمن والرخاء والازدهار لهذا البلد الجميل بقيادتها وشعبها».