هلال السيابي
هلال السيابي
ثقافة

في وداع رمضان

09 مايو 2021
09 مايو 2021

أترحلُ يا فجراً من الله أسفرا

علينا ، وشهراً بالجلال مشهرا

وتتركنا في عتمة غيهبية

وأنت أخو "بدر" وحسبك مفخرا

سفرت علينا ذات يوم فرحبت

بك الأرض وارتجٌَ السماء مكبرا

وقبٌلَ شرق الأرض بالحب غربها

وإن روٌع العالين كسرى وقيصرا

وقيل أتى للكون أحمد هاديا

نذيرا بآيات الهدى ومبشرا

تفوح بريٌَاه الصبا ما تنسمت

وتهفو به في البيد مسكاً وعنبرا

شجا الجنٌَ والكهانَ لحنٌ حديثه

وهاج بقاعَ الأرض ناياً ومزهرا

إلى أن تجلت "بدر" عنوانَ رحلة

تسير مع التاريخ نصرا مؤزرا

يُكَبٌِر فيها الصحب تكبيرَ مهتد

وقد كاد منهم صخرها أن يُكبٌِرا

وظل رسول الله يدعو إلهه

فيخترق السبع السماوات مظهرا

رآه أبو بكر وقد ألحفَ الدعا

وقد كاد منه القلب أن يتفَطٌَرا

يقول إلهي إن دينك إنْ يهن

ببدر، فما أحراه أن يتقهقرا

لتسمو عصابات الضلال بكفرهم

ويشمخ أنف منهم قد تصعرا

فنصراً ألهي ساحقاً لهم ولا

تدع بعد هذا اليوم منهم مظفرا

فقال أبو بكر: على الرٌَسل سيدي

فنصرُكَ من فوق السماء تَقرٌَرا

فإنك خيرُ الخلق جئت بخير ما

أتى الرٌُسل وضٌاحَ الجبين مبشٌرا

تكادُ نجومُ الأفقِ تأتيكَ نجدةً

لتقتلع الكفر البغيض وتقهرا

وقد جاءت الأملاك من سبحاتها

إليك تقود العز نصراً مؤزرا

ومثلك من تجري السيوف بأمره

أما كان عيسى قبلُ أحيا وانشرا

وإنك ختم الرسل صفوة جمعهم

فقد جئت طهراً للحياة مطهرا

أغرٌَ كمثل السيف إن حميَ الوغى

ومثل السحاب الجون إن بات ممطرا

رويداً أبا بكر خليفة أحمد

دع المصطفى يزجي الدعاء المكررا

فما ذاك منه غير محض عبادة

تفوح بمحضِ الفضل نداً معطرا

وتخترقُ السبع الطباق لغايةٍ

ترى النصرَ منها في الأسنٌة نيرا

فهذي وجوه الشرك عفٌرَها الردى

وهذي خيولُ الكفر قد بتن عقٌَرا

ولكنما حبٌُ الحبيب وودٌٌه

بقلبك قد أنساك ما كان أجدرا

وذلك في المعنى جلالُُ وزلفةُُ

إلى الله، فلتشرب كؤوسك كوثرا !!

<<>>

لك الله شهرَ الخيرِ والنورِ والهدى

رويداً ..فما أحراك أن تتأخرا

ألم تر ما يجري لأمة أحمد

من الهول حتى بات أمرا محيرا

تئن بقاع القبلتين لهوله

ويجري له دمع العروبة أحمرا

أجل بلغ السيل الزبا في اندفاعه

وبات كما يرجو الأعادي مُدمٌِرا

وقد أصبح الإسلام في شر موقف

وأضحت عرى الإسلام محلولة العرى

فهلا بريح منك أو بعض نفحة

تعيد بها ذاك الجلال المطهرا

وتحمي بها الإسلامَ من شر أهله

فقد أصبح الإسلام للقوم متجرا

فكن – يا ابنَ ليلِ القدرِ - منجدَ أمٌَة

النٌَبيٌِ كما قد كنتً دهراً وأعصرا

أقمْ في ربانا أو ترى النصرَ ساطعاً

يلوح علينا منك درعاً ومِغْفَرا

<<>>

إلهيَ يا جبٌَارُ باسمٍ محمد

نناشدك النصرَ المبينَ المظفٌرا

نلحٌُ وندعو أو نرى نصرَك الذي

وعدت، و"بدراً" منك آخرَ نيرا

لعلٌَ به الإسلام يفترٌُ ثغرُه

فقد بات من فعل الكوارث أكدرا

إلهي كما أحسنت بدء حياتنا

به، فاجعل النصرَ الختامَ المنوٌرا !!

٢١ رمضان ١٤٤٢ هجرية