ثقافة

انطلاق المرحلة الثانية من مشروع «عمان تحت المجهر» بمحافظة الوسطى

01 مايو 2021
ميساء الهوتية: دعم كبير من الجهات الحكومية والخاصة للمشروع
01 مايو 2021

الفريق العالمي يبحث أسرار حديقة الصخور بولاية الدقم قبل 46 مليون سنة

أكدت ميساء الهوتية المديرة العامة لمشروع «عمان تحت المجهر» أن الفريق العالمي يواصل تصوير فيلم وثائقي عن السلطنة وبيئتها الساحرة والحياة الفطرية فيها وذلك بالتعاون مع قناتين عالميتين وعدد من الجهات الحكومية والخاصة الراعية للمشروع، حيث حط الفريق رحاله بمحافظة الوسطى وبالتحديد في ولايتي هيماء والدقم وذلك ضمن المرحلة الثانية من المشروع، حيث قام الفريق بتصوير المها العربي الذي يعتبر من أهم الثدييات المتواجدة في ولاية هيماء بالإضافة إلى الغزال العربي الذي يتواجد بكثرة هناك، في حين يعتبر غزال الريم أو الغزال الرملي أقل انتشارًا ويفضل غزال الريم المناطق الرملية، كما يعيش أيضًا الوعل النوبي في منخفض الحقف وهو يفضل العيش على الصخور البارزة والجروف شديدة الانحدار والتي تتوفر بها المياه والغطاء النباتي.

وأضافت: قمنا بتصوير الحياة البيئية والفطرية في محافظة الوسطى بطريقة غير الطرق التقليدية المعروفة حاليًا، قبل أن نقوم بتصوير حديقة الصخور بولاية الدقم والتي تتميز بأسرار جميلة، ومن المهم لكل زائر لولاية الدقم أن يتعرف على هذه الحديقة المتفردة في جمالها. وقالت الهوتية: إن هذا المشروع جاء بالاتفاق مع شبكات عالمية معروفة ومع الجهات الراعية للمشروع والذي سنقوم بالانتهاء منها في نهاية شهر ديسمبر من العام الجاري وذلك من أجل الترويج للسلطنة وما تحويه من كنوز عالمية، وكذلك من أجل إبراز معالم السلطنة الساحرة، وأرجو أن نقدم في هذا الفيلم الوثائقي صورة رائعة عن بلانا الغالية وهو مساهمة منا أيضا في زيادة الوعي بالبيئة في السلطنة وضرورة المحافظة عليها من التلوث، وهدفنا من هذا العمل تقريب العالم من السلطنة وبيئتها الساحرة بشكل يدفع شعوب العالم لزيارة السلطنة وأن تكون وجهة عالمية بحكم الأماكن الجميلة والمواقع الخلابة التي تمتلكها السلطنة ولا بد لنا من عمل شيء عالمي يعرّف الناس بالسلطنة وبجمال شواطئها وكذلك بهدف العمل على زيادة وعي الناس بضرورة المحافظة على بيئتنا الجميلة وأهمية حمايتها من التلوث.

المرحلة الأولى

وأضافت المديرة العامة لمشروع «عمان تحت المجهر»: إن الفريق العالمي تم اختياره بعناية من أجل تصوير هذا الفيلم الوثائقي، كما أن التصوير بمحافظة الوسطى يعتبر المرحلة الثانية من المشروع، حيث كانت المرحلة الأولى في شهر مارس الماضي بمحافظة ظفار حيث تم تصوير الحياة البحرية وأيضًا الحيوانات الثديية مثل الذئاب والثعالب والنمور هناك أيضا، قبل أن ينتقل إلى ولاية مصيرة لتصوير الطيور المهاجرة وكيفية معيشة هذه الطيور، ثم انتقلنا إلى جزر الديمانيات، والجميع يعلم بأنها تتميز بطبيعتها ومناظرها الجميلة الخلابة التي تعتبر متحفًا للطبيعة، كما تعتبر جزر الديمانيات منطقة حماية رائعة ذات أهمية وطنية وإقليمية، وتعد مركزًا إقليميًا ودوليًا مهمًا لتكاثر أعداد لا حصر لها من أنواع الطيور المهاجرة والمستوطنة حيث تعشش بها الطيور البحرية بكثافة عالية، كما قمنا بتصوير الشعب المرجانية والسلاحف والحياة البحرية والبيئية والفطرية هناك، حيث تتوجد بجزر الديمانيات 5 أنواع من السلاحف وكل نوع يتميز بنوع مختلف عن الآخر، قبل أن ينتقل مرة أخرى إلى ولاية منح لتصوير الزواحف المتواجدة هناك.

وأكدت ميساء الهوتية أن الفريق العالمي سيواصل مهمته وذلك في المرحلة الثالثة من مشروع «عمان تحت المجهر» وسيعود مرة أخرى إلى ولاية مصيرة لتصوير العديد من الجوانب الفطرية والبحرية هناك ونستهدف هناك السلاحف وأيضًا الطيور المهاجرة هناك، وبلا شك أن هذا المشروع يستهدف جميع محافظات السلطنة، والذي يستمر حتى نهاية شهر ديسمبر من العام الجاري.

دعم كبير للمشروع

وأكدت المشرفة العامة على مشروع «عمان تحت المجهر» ميساء الهوتية أن المشروع ما كان ليرى النور دون الدعم الذي تلقيناه من كلا القطاعين العام والخاص، حيث كان الدعم كبيرًا وإضافة حقيقية لنجاح المشروع، ونقدم الشكر للشريك الرئيسي في المشروع وهو الشركة العمانية العالمية للتنمية والاستثمار (أومنفست)، كما نقدم الشكر للرعاة الاستراتيجيين وهم مكتب حفظ البيئة وديوان البلاط السلطاني ووزارة التراث والسياحة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وهيئة البيئة ووزارة الإعلام وصحار الدولي وشركة تنمية نفط عمان وشركة أو كيو والطيران العماني والشركة العمانية للتنمية السياحية (عمران)، كما نقدم الشكر للرعاة البلاتينيين وهم المنطقة الاقتصادية الخاصة (الدقم) والموج مسقط وشركة مزون للألبان والشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة (بيئة)، وأيضًا الشكر للرعاة الفضيين وهم شركة عمان للسياحة البحرية والبنك الأهلي والشركة العمانية الهندية للسماد (أوميفكو) والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وجمعية البيئة العمانية واللولو.

أسرار حديقة الصخور

تتميز ولاية الدقم بمحافظة الوسطى بالكثير من المميزات في مختلف الجوانب ومن بينها وجود حديقة الصخور الطبيعية، وفي هذا الجانب قال المهندس يحيى بن خميس الزدجالي المكلف بتسيير أعمال المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم: تمكن عدد من العلماء الجيولوجيين في عام 2005 من اكتشاف هذه الحديقة الطبيعية للصخور المتشكلة على أشكال حيوانات منقرضة وبعض الأشكال الطبيعية وغيرها من الأشكال الغريبة، وكان أول من اكتشف الحديقة هي بعثة استكشافية أجرتها شركة أسرار الأرض وبالتعاون مع الرابطة العالمية للبيئات. وأضاف: حديقة الصخور هي عبارة عن جبل بركاني متناثر وتعتبر أيضًا أحد أبرز مواقع المقومات السياحية بالدقم، وتعمل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم على المحافظة عليها وتطويرها وتوظيفها سياحيًا باعتبارها موقعًا جيولوجيًا أثريًا يحتضن مجموعة متنوعة وثرية ونادرة من الصخور التي ترسم لوحة جمالية وفريدة من نوعها.وقال الزدجالي: تصنف الحديقة اليوم بأنها واحدة من أندر الحدائق الصخرية الطبيعية في العالم وأكثرها غرابة، ومنذ أن تم الإعلان عن اكتشاف الحديقة سعت السلطنة لاستغلال المكان وتسويقه سياحيًا وتهيئته ليتناسب مع تدفق السياح والزائرين، كما قامت جمعية الجيولوجيين بالسلطنة بإصدار كتاب خاص بهذه الحديقة وتضمن عددا من الصور، وتبلغ مساحة الحديقة ما يقدر بثلاثة كيلومترات وكأن الزائر يشعر بأنه على سطح القمر من حيث الطبيعة المشابهة للفضاء الخارجي وتضم حديقة الصخور في ولاية الدقم الكثير من الأحجار الجيرية والهياكل الرملية، التي يُعتقد أنها شكلت مستودعًا للمياه الجوفية العذبة منذ 46 مليون سنة، ومع مرور الوقت، تشكلت الهياكل الصخرية من خلال العديد من العوامل الطبيعية، ويضم المكان كذلك أنواعا من حجر الصوان وبعض المقتنيات الجيولوجية التي تحتاج إلى الكثير من الدراسات والاستكشافات. الجدير بالذكر أن الصخور الموجود في الحديقة تصل أعمارها قرابة 46 مليون سنة تحكي التاريخ الجيولوجي لتطور الكائنات البحرية والحياة النباتية بالسلطنة، كما تمثل هذه الحفريات والأشكال الهندسية عامل جذب للسياح الباحثين والمتخصصين في علوم الجيولوجيا، كما ينجذب السائح العادي للأشكال الطبيعية التي شكّلتها عوامل طبيعية على الصخور.وختم الزدجالي المكلف بتسيير أعمال المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم حديثه بالقول: حديقة الصخور تشكل عاملًا ملهمًا ليس للزوار فقط وإنما للجميع ولبعض الشركات والمستثمرين الذين يتنافسون في تقديم أفضل تصميم من قبلهم لهذه الحديقة وكيفية إبرازها بشكل أفضل خلال المرحلة المقبلة، كما أن هناك تعاونًا وثيق بين المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والشركة العمانية للتنمية السياحية (عمران)، حيث قام المسؤولون بشركة (عمران) بزيارة لهذه الحديقة وأخذ الصور، كما قاموا برفع مساحي لهذه الحديقة ونتوقع منهم خلال المرحلة المقبلة تقديم تصور لهذه المنطقة، وهناك زيارات يقوم بها بعض الجيولوجيين من مختلف دول العالم من أجل التقاط الصور والبحث في معالم هذه الصخور والتعريف بها في مختلف دول العالم.