اناس يتلقون جرعة من لقاح فيروس كورونا في مركز رياضي، بمقدونيا الشمالية
اناس يتلقون جرعة من لقاح فيروس كورونا في مركز رياضي، بمقدونيا الشمالية
العرب والعالم

واشنطن وموسكو تؤيدان رفع براءات اختراع اللقاحات المضادة لكورونا

06 مايو 2021
دراسة: فايزر "يحمي بنسبة 95%".. ونتائج إيجابية لتجارب موديرنا
06 مايو 2021

عواصم - (وكالات): أعلنت الولايات المتحدة وروسيا أنهما تؤيدان رفع براءات اختراع اللقاحات المضادة لكورونا، في موقف استثنائي يأتي فيما تعاني الدول الفقيرة من نقص كبير من الجرعات ومع تفاقم الوضع الوبائي في الهند حيث سجلت حصيلة وفيات قياسية بلغت أربعة آلاف في الساعات ال24 الماضية.

وسجلت الهند 412 ألف إصابة جديدة بالوباء في 24 ساعة بحسب أرقام رسمية نشرت الخميس. وهذا يرفع الحصيلة الاجمالية في الهند الى أكثر من 230 ألف وفاة و21 مليون إصابة، وهو رقم يعتبر الخبراء انه قد يكون أعلى بكثير.

وقالت ممثلة التجارة الأمريكية كاثرين تاي في بيان إن حقوق الملكية الفكرية للشركات مهمة، إلا أن واشنطن "تدعم التنازل عن تلك الحماية للقاحات كوفيد-19"، وأضافت "هذه أزمة صحية عالمية، والظروف الاستثنائية لجائحة كوفيد-19 تستدعي اتخاذ تدابير استثنائية".

من جهته، أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس امس الاول الأربعاء بـ"قرار تاريخي".

وقال داميان اوكونور الوزير النيوزلندي للزراعة والأمن الحيوي "نرحب بشدة وندعم بقوة اقتراحات رفع براءات اختراع اللقاحات. نعمل بشكل فاعل مع شركائنا لاحراز تقدم في هذا الملف".

حتى الآن، تملك المختبرات الأمريكية بشكل أساسي براءات الاختراع وهي تعارض عموما هذا الأمر لأنه سيحرمها من عائدات مالية ضخمة تدرها اختراعاتها.

واتصلت وكالة فرانس برس بشركات الأدوية الأمريكية جونسون آند جونسون وفايزر وموديرنا بعد ظهر الأربعاء، لكنها لم تتلق ردا.

في بيان له الأربعاء، اعتبر "الاتحاد الدولي للمصنعين والجمعيات الصيدلانية" أن قرار الولايات المتحدة "مخيّب للآمال".

وأضاف "نتفق تماما مع الهدف المتمثل في مشاركة اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بشكل سريع وعادل في جميع أنحاء العالم. ولكن كما قلنا مرارا وتكرارا، فإن التعليق (لبراءات الاختراع) هو الحل السهل ولكن الخاطئ لمشكلة معقدة".

من جهته، اعتبر ستيفن اوبل رئيس الاتحاد الأمريكي لصناعة الأدوية ان هذا القرار يمكن أن "يضعف بشكل أكبر سلسلة الإمداد التي تشهد صعوبات أساسا ويشجع انتشار لقاحات مزورة".

وأضاف أنه يجب بدلا من ذلك معالجة مشكلة التوزيع والتوفير "المحدود" للمواد الأولية.

من جهته، أيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس الخميس فكرة إلغاء براءات الاختراع للقاحات كوفيد-19 وحض حكومته على النظر في إلغائها بالنسبة للقاحات الروسية.

وازداد زخم حملة لإلغاء براءات الاختراع للقاحات كوفيد-19 الخميس، إذ أعلن قادة فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي أنهم على استعداد لمناقشة مقترح في هذا الشأن طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أن يضم بوتين صوته إليهم.

وقال بوتين في اجتماع متلفز "نسمع من أوروبا فكرة جديرة بالاهتمام في رأيي، وهي إلغاء براءات الاختراع عن اللقاحات المضادة لكوفيد-19 برمتها"، مضيفا أن "روسيا ستدعم بالتأكيد خطوة كهذه".

وتابع "كما قلت مرّات عديدة.. علينا ألا نفكر في كيفية تحقيق الحد الأقصى من الأرباح، بل في كيفية ضمان سلامة الناس".

ويأتي إعلان واشنطن وموسكو فيما تتزايد الهوة بين الدول المحرومة والدول الغنية حيث تتسارع حملات التلقيح- ستصل قريبا في الولايات المتحدة الى شريحة المراهقين وفي كندا الى الأطفال فوق سن 12 عاما- ما يتيح رفع القيود الصحية تدريجيا.

كما حصل في الدنمارك حيث بات الوضع الوبائي تحت السيطرة وسيتم فتح دور السينما والمسارح ومراكز الرياضة مع إبراز وثيقة كورونا، وهي جواز صحي يثبت نتيجة فحص سلبية لا تزيد مدتها عن 72 ساعة او تلقي اللقاح او شفاء من كورونا في الآونة الأخيرة.

في لندن بحث وزراء خارجية دول مجموعة السبع في اول اجتماع حضوري منذ سنتين، كيفية توزيع اللقاحات بشكل أكثر عدلا.

ويواجه برنامج "كوفاكس" الدولي المدعوم من منظمة الصحة العالمية والذي يوزع بشكل خاص لقاح استرازينيكا صعوبات. ولم يتمكن حتى الآن من تسليم سوى 49 مليون جرعة في 121 دولة ومنطقة مقابل هدف ملياري جرعة في 2021.

وتسبب الوباء بوفاة أكثر من 3,2 مليون شخص في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور كوفيد-19 في نهاية ديسمبر 2019 بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس الأربعاء.

لقاح "سبوتنيك لايت" ذو الجرعة الواحدة

اعلنت روسيا امس الخميس انها سجّلت رسميا لقاح "سبوتنيك لايت" ذو الجرعة الواحدة المضاد لكوفيد خلافا للقاحها التقليدي "سبوتنيك في" الذي يؤخذ في جرعتين.

ووفق بيان صادر عن الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة الذي يمول تطوير اللقاح، فإن فعالية "سبوتنيك لايت" تصل إلى 79,4% مقابل 91,6% ل"سبوتنيك في".

فايزر "يحمي بنسبة 95%"

أكدت أكبر دراسة على أرض الواقع حتى الآن بِأن لقاح فايزر/بايونتيك أنه وفّر حماية بلغت نسبتها أكثر من 95 في المئة ضد كوفيد-19 لكنها وجدت أن مستواها انخفض بشكل كبير عندما تلقى الأشخاص جرعة واحدة فقط من الجرعتين الموصى بهما.

وقال معدو الدراسة استنادا إلى حملة التلقيح الوطنية في إسرائيل إن هناك دليلا واقعيا على أن الوباء يمكن القضاء عليه من خلال برامج التطعيم العالمية السريعة.

وأشاروا إلى أنه في إسرائيل كانت حملة التلقيح "المحرك الرئيسي لانخفاض عدد الإصابات بكوفيد-19".

ومع ذلك، يجب توخي الحذر في تعميم هذه الاستنتاجات على الدول الأخرى لأن سرعة برامج التلقيح وتطور الوباء يختلفان من دولة إلى أخرى، وفق معدي الدراسة.

وأظهر تحليل بيانات صحية من إسرائيل، إحدى البلدان التي لديها أعلى نسبة من البالغين الذين تم تطعيمهم بشكل كامل، أن اللقاح كان فعالا جدا في حماية المسنين فيما كانت النسخة البريطانية من الوباء الأشد عدوى مهيمنة، وفقا للنتائج التي نشرتها مجلة "ذي لانسيت" الطبية.

وبحلول بداية أبريل، تلقى حوالى خمسة ملايين شخص في إسرائيل جرعتين من لقاح فايزر/بايونتيك، أي أكثر من 70 في المئة من السكان.

ووجدت الدراسة أن جرعتين وفرتا حماية من العدوى نسبتها 95,3 % وحماية من الوفاة نسبتها 96,7 % بعد سبعة أيام من الجرعة الثانية.

وبعد 14 يوما، ازدادت نسبة هذه الحماية إلى 96,5 في المئة و98 في المئة على التوالي.

لكن نسبة الحماية كانت أقل بكثير لدى الأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة فقط من اللقاح.

وبعد الجرعة الأولى بما بين سبعة و14 يوما، بلغت نسبة الحماية من العدوى 57,7 في المئة ونسبة الحماية من الوفاة 77 في المئة.

وقال مؤلفو الدراسة إن جرعة واحدة قد توفر نافذة حماية أقصر خصوصا في بيئة تظهر فيها متحورات جديدة من الفيروس.

وأشار جوناثان بال أستاذ علم الفيروسات الجزيئية في جامعة نوتنغهام والذي لم يشارك في البحث إلى أن "الأهم من ذلك أن الدراسة تظهر أن جرعتين من اللقاح تزيدان بشكل كبير من المناعة والحماية"، وأضاف "هذا هو السبب في أنه من المهم أن يحصل الأشخاص على الجرعتين".

وخلال فترة الدراسة، كان في البلاد 232,268 إصابة مؤكدة بكوفيد-19، وتبيّن أن نحو 95 في المئة من العينات التي تم اختبارها هي النسخة البريطانية من الفيروس "بي117". ومن بينها، كانت 4481 حالة خطرة و1113 وفاة.

وقال الفريق الذي يقف وراء البحث إنه لم يتمكن من دراسة تأثير المتحور الجنوب إفريقي والذي اكتشف أيضا في إسرائيل.

نتائج إيجابية لتجارب موديرنا

نشرت مجموعة موديرنا الامريكية للتكنولوجيا الحيوية الأربعاء النتائج الإيجابية الأولى المتعلقة بتجارب نسخة معدلة من لقاحها تم تطويرها خصيصا ضد المتحور الجنوب إفريقي من فيروس كورونا، وكذلك تأثير جرعة ثالثة من لقاحها الأولي المضاد لكوفيد-19.

وقال ستيفان بانسيل رئيس شركة موديرنا في بيان "شجعتنا هذه البيانات الجديدة التي تعزز ثقتنا في فكرة أن استراتيجيتنا الخاصة بتعزيز الجرعات يجب أن توفر الحماية ضد هذه المتحورات الجديدة".

وشارك أربعون شخصا ممن تلقوا جرعتين من لقاح موديرنا قبل ستة إلى ثمانية أشهر من هذه التجارب، فيها.

وتلقى البعض جرعة ثالثة من تركيبة جديدة تم تطويرها ضد النسخة الجنوب إفريقية فيما تلقى البعض الآخر جرعة ثالثة من اللقاح الاساسي.

وقالت موديرنا إن هذين الخيارين "زادا من مستويات الأجسام المضادة ضد السارس-كوف-2 ونسختين (من الفيروس) مثيرتين للقلق" والجنوب إفريقية والبرازيلية.

وأضافت أن تركيبة اللقاح التي تم تطويرها خصيصا ضد النسخة الجنوب إفريقية من فيروس كورونا كانت أكثر فعالية من اللقاح الأصلي ضدها.