العرب والعالم

موسكو لن تغير خططها حول نشر أسلحة نووية.. وأوكرانيا تطالب بجلسة طارئة لمجلس الأمن

27 مارس 2023
كييف تستلم قريبا دبابات بريطانية بعد انتهاء تدريب جنودها
27 مارس 2023

عواصم «وكالات»: أكدت روسيا اليوم أنها لن تغير خططها القاضية بنشر أسلحة نووية «تكتيكية» في بيلاروس، رغم الانتقادات الغربية الشديدة التي أثارتها.

وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافة «بالطبع، إن ردود فعل كهذه لا يمكن أن يكون لها تأثير على خطط روسيا».

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه حصل على موافقة مينسك لنشر أسلحة نووية «تكتيكية» في الدولة المجاورة التي يقودها أقرب حلفائه ألكسندر لوكاشينكو منذ عام 1994.

وأوضح بوتين أن التحضيرات ستبدأ اعتبارا من الشهر المقبل لنشر هذه الأسلحة.

وأثار الإعلان انتقادات شديدة من الغربيين، فندد حلف شمال الأطلسي بـ«خطاب خطر وغير مسؤول» من جانب روسيا فيما توعد الاتحاد الأوروبي مينسك بعقوبات جديدة في حال نفذت الخطة.

وطالبت أوكرانيا من جهتها الأحد في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي للتصدي لـ«الابتزاز النووي» الذي اتهمت روسيا بممارسته.

ولم تشارك بيلاروس مباشرة في النزاع في أوكرانيا، إلا أنها سمحت لموسكو بشن هجومها من أراضيها على كييف العام الماضي، بحسب السلطات الأوكرانية.

وبرر بوتين قراره السبت بنية لندن إرسال ذخائر باليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا، وفق تصريحات صدرت مؤخرا عن مسؤولة بريطانية.

ووجه مسؤولون في روسيا مرارا تهديدات مبطنة باستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا في حال حصول تصعيد كبير في النزاع.

أوكرانيا تطالب بعقد

جلسة طارئة لمجلس الأمن

من جهتها، طالبت أوكرانيا بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لبحث إعلان روسيا نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس المجاورة.

وقالت الخارجية الأوكرانية في كييف اليوم: إن هذه الخطط تعد «خطوة استفزازية جديدة من جانب النظام الروسي التابع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين»، وأضافت أن من شأن هذه الخطط أن تقوض بوجه عام مبادئ معاهدة حظر الأسلحة النووية وهيكل نزع التسلح النووي ونظام الأمن الدولي.

وتعد روسيا من بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، أقوى هيئة تابعة للأمم المتحدة.

وناشدت أوكرانيا الدول الأربع الأخرى الدائمة العضوية، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا إقرار تدابير لمواجهة «الابتزاز النووي»، كما طالبت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى والاتحاد الأوروبي بتحذير بيلاروس من تداعيات مثل هذا النشر للأسلحة النووية.

كان بوتين أعلن في التلفزيون الرسمي أن القيادتين في موسكو ومينسك اتفقتا على مثل هذه الخطوة، وأشار بوتين إلى أن روسيا لا تنتهك بذلك المعاهدة الدولية لحظر الأسلحة النووية.

من جانبها، رفضت الحكومة الألمانية إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس، معتبرة ذلك «محاولة أخرى للتهديد النووي».

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية اليوم خلال المؤتمر الصحفي الاتحادي في برلين: إن هذا الخطاب يعتبر غير مسؤول، وأضافت: «بالطبع لن ندع هذا يمنعنا من مسار دعمنا لأوكرانيا في دفاعها عن نفسها».

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية إن إعلان بوتين لم يغير تقييم الموقف.

في تصريح يعزز تلويحه المتكرر باللجوء إلى ترسانته النووية مع استمرار الحرب في أوكرانيا دون نهاية تلوح في الأفق لها حتى الآن، أعلن بوتين يوم السبت الماضي عن عزم بلاده نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس.

وقوبل تلويح موسكو بهذا السلاح باستهجان عالمي حتى من جانب الصين، الحليف المقرب لروسيا، التي عبرت عن رفضها لاستخدام السلاح النووي بأية حال.

يذكر أن بيلاروس تقع على الحدود مع روسيا وأوكرانيا التي تتعرض للحرب من جانب القوات الروسية منذ أكثر من عام.

ويرى مراقبون روس مستقلون في خطوة بوتين أنها «رد فعل يتسم بالذعر» في ضوء عمليات تسليم الأسلحة من الغرب إلى أوكرانيا.

ويقول الخبير السياسي عباس جالياموف: إن بوتين لم تعد لديه استراتيجية. وقال: إن «هذا هو السبب في أنه يتردد ذهابا وإيابا».

وقالت نائبة الرئيس البلغاري، إيلينا يوتوفا: إن الوضع أصبح «خطيرا ومخيفا بشكل متزايد»، مضيفة: إن هذا هو سبب أنها لا تزال هي والرئيس البلغاري رومين راديف يدعوان إلى إجراء مفاوضات بين كييف وموسكو.

ووفقا لوكالة الأنباء البولندية «بي أيه بي»، قال متحدث باسم الخارجية البولندية: إن هذه الخطوة «تصعيد لتهديدات السلم في أوروبا والعالم».

وقال معهد دراسات الحرب الأمريكي في أحدث تقييمه إنه يستمر «في التقييم بأن بوتين طرف فاعل يكره المخاطرة، ويهدد مرارا وتكرارا باستخدام الأسلحة النووية دون أي نية لمتابعة ذلك لكسر التصميم الغربي».

وقال: إن «من المرجح أن يختار بوتين الترويج لهذه الروايات الآن على أمل إضعاف الروح المعنوية الأوكرانية وتقليص المساعدات الغربية لتقليل فعالية الشائعات بشن هجوم مضاد أوكراني وشيك».

كما يشكك المعهد في مزاعم بوتين بأن روسيا ستقوم ببناء أو تحديث 1600 دبابة جديدة هذا العام.

ألمانيا تطلق منصة

لإعادة الإعمار في أوكرانيا

من جهة أخرى، أطلقت الحكومة الألمانية اليوم منصة لتعزيز التزامها بإعادة إعمار أوكرانيا، وذلك عبر تحسين التشابك بين المنظمات والمبادرات الحكومية والخاصة أو الإقليمية.

وقالت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه خلال مؤتمر صحفي مع السفير الأوكراني أوليكسي ماكييف في برلين اليوم: إن الأعمال التحضيرية لإعادة إعمار أوكرانيا وإصلاح أضرار الحرب يجب أن تبدأ.

وذكرت شولتسه في معرض تقديمها للمنصة أن «من يؤمن بمستقبل أفضل ويعمل من أجل ذلك، سوف ينجو بشكل أفضل من هذه الأوقات الصعبة»، أضافت: «من التجربة مع إعادة الإعمار في جميع أنحاء العالم، نعلم أن الاستعداد الجيد مهم للغاية، بحيث تتناسب المساعدات الطارئة بشكل جيد وفعال قدر الإمكان مع إعادة الإعمار على المدى الطويل».

وقال ماكييف: «الأضرار التي سببها الغزو الروسي ضخمة وتقدر حاليا بنحو 135 مليار دولار»، مضيفا: إن أوكرانيا ستحتاج إلى أكثر من 400 مليار دولار، منها 14 مليار دولار هذا العام. وردا على سؤال قال ماكييف: إن أوكرانيا ستضمن الاستخدام السليم للأموال وستحارب الفساد.

وقالت شولتسه: إن عمل هيئة مكافحة الفساد الأوكرانية ملحوظ، وأضافت: «هي التي كشفت النقاب عن أحدث الحالات، وتم تطبيق عواقب فورية، وهذا مهم للغاية».

كييف تستلم قريبا

دبابات بريطانية

وفي سياق آخر، أنهى جنود أوكرانيون تدريبهم في المملكة المتحدة على استخدام 14 دبابة من طراز تشالنجر 2 قدّمتها لندن لأوكرانيا لمواجهة الحرب الروسية، ما يمهّد الطريق لتسليم كييف هذه الآليات قريبا، على ما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية الاثنين.

وبدأ التدريب بُعيد إعلان المملكة المتحدة في مطلع يناير عن إرسال هذه الدبابات لأوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان اليوم «ترسل المملكة المتحدة دبابات تشالنجر 2 التي ستكون قريبًا في أيدي القوات المسلحة» الأوكرانية.

وكانت لندن قد تحدثت سابقا عن تسليم كييف الدبابات في مارس.

وقال وزير الدفاع البريطاني بين والاس: إن الجنود الأوكرانيين الذين خضعوا للتدريب ولم يُحدَّد عددهم، يعودون إلى أوكرانيا «مجهّزين بشكل أفضل لكن من دون أن تراجع مستوى الخطر» الذين يواجهونه.

وأضاف في بيان: «نواصل الوقوف إلى جانبهم والقيام بكل ما في وسعنا لدعم أوكرانيا طالما اقتضت الحاجة».

وقال أحد الجنود الأوكرانيين الذين خضعوا للتدريب، في مقطع فيديو لوزارة الدفاع البريطانية: «أنا أقاتل من أجل مستقبلي ومستقبل بلدي ومستقبل عائلتي».

وأعلنت المملكة المتحدة مطلع فبراير أنها ستدرّب طيّاري مقاتلات أوكرانيين، ما يفتح الباب على المدى الطويل أمام إرسال طائرات لأوكرانيا تتمتع بمعايير حلف شمال الأطلسي.

وتعتبر الدول الغربية أن أوكرانيا لها الحقّ في الدفاع عن نفسها، لكن البعض يتردد في تسليم أسلحة من شأنها تصعيد النزاع من خلال السماح لأوكرانيا بضرب روسيا.

الأسبوع الماضي، أرسلت سلوفاكيا أربع مقاتلات ميغ-29 وعدت أوكرانيا بها، فيما وعدت بولندا كييف بالقيام بخطوة مماثلة.

أوكرانيا تسحب موظفي

البلدية في مدينة أفدييفكا

وفي تطور لافت، أعلن مسؤول أوكراني في مدينة أفدييفكا الواقعة على خط المواجهة في منطقة دونيتسك (شرق) اليوم، إنه تم سحب موظفي البلدية، فيما تقول القوات الروسية أنها حققت مكاسب إضافية في الجوار.

وقال رئيس إدارة المدينة فيتالي باراباش في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي: «من المؤسف أن نعترف بذلك، لكن أفدييفكا تشبه أكثر وأكثر مشهدا من أفلام ما بعد نهاية العالم. لذلك، اتخذ قرار صعب بإجلاء عمال البلدية الذين كانوا يحاولون على الأقل الحفاظ على نظافة المدينة والنشاط فيها».

وتسعى القوات الروسية للسيطرة على كل منطقة دونيتسك منذ أشهر، ويتركز القتال على باخموت في شمال أفدييفكا.

وأضاف باراباش في البيان: «أوصي بشدة بمغادرة أفدييفكا، لأن الصواريخ والقذائف الروسية لا تستثني أحدا».

ونشر صورا على فيسبوك تظهر مبانيَ سكنية متضررة بشدة وأنقاضا وحطاما منتشرا في مبان معظمها مهجور.

وتقع المدينة على مسافة 13 كيلومترا من دونيتسك، المركز الإداري للمنطقة الذي تسيطر عليه روسيا. وقبل الغزو الذي بدأ في فبراير 2022، كان يبلغ عدد سكان هذه المدينة 30 ألف نسمة.

وكان باراباش قال في وقت سابق من هذا الشهر إنه بعد أكثر من عام من القتال، لم يتبق سوى 2300 شخص، بما في ذلك 1960 يعيشون على المساعدات.