أفغان ينتظرون التسجيل البيومتري لتقديم طلبات الحصول على جوازات سفرهم في مكتب سفر في كابول أمس.  (أ ف ب)
أفغان ينتظرون التسجيل البيومتري لتقديم طلبات الحصول على جوازات سفرهم في مكتب سفر في كابول أمس. (أ ف ب)
العرب والعالم

مقتل وتسريح 30 صحفيا في أفغانستان العام الجاري فرار آلاف الأسر بسبب المعارك في قندهار واعتقال 4 للاشتباه بضلوعهم في هجوم عيد الأضحى

25 يوليو 2021
25 يوليو 2021

قندهار (أفغانستان) - كابول - (أ ف ب - د ب أ) - فرّت أكثر من 22 ألف أسرة أفغانية هربا من المعارك في قندهار، المعقل السابق لطالبان، وفق ما أعلن الأحد مسؤولون، في حين أوقفت السلطات أربعة أشخاص يشتبه بأنهم متمردون ضالعون في هجوم صاروخي استهدف كابول هذا الأسبوع.

ومنذ مطلع مايو، تزايدت أعمال العنف في ولايات أفغانية عدة بينها قندهار بعدما أطلق المتمردون هجوما واسع النطاق بعد أيام قليلة على بدء القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة انسحابها النهائي من البلاد.

وسيطرت الحركة على عشرات الأقاليم والمعابر الحدودية وحاصر مقاتلوها عواصم محافظات عدة.

وصرّح رئيس إدارة شؤون اللاجئين في قندهار دوست محمد درياب لوكالة فرانس برس "دفعت المعارك 22 ألف أسرة إلى النزوح من قندهار خلال الشهر الماضي".

وتابع "لقد نزحوا جميعا من مناطق مضطربة في المدينة إلى مناطق أكثر أمانا".

والأحد تواصلت المعارك عند تخوم مدينة قندهار.

وصرّح لالاي داستاغيري، نائب حاكم ولاية قندهار لفرانس برس أن "الإهمال الذي تعاني منه بعض القوى الأمنية، وخصوصا الشرطة، أفسح في المجال أمام اقتراب طالبان إلى هذا الحد".

وتابع "حاليا، نحن نحاول تنظيم صفوف قواتنا الأمنية".

وكانت السلطات المحلية قد أقامت أربعة مخيمات لاستقبال النازحين الذين يقدّر عددهم بنحو 154 ألف شخص.

وقال حافظ محمد اكبر المقيم في قندهار إن حركة طالبان استولت على منزله بعد فراره.

وتابع "لقد أجبرونا على المغادرة ... أنا أقيم حاليا مع عائلتي المؤلفة من 20 فردا في مجمّع لا مراحيض فيه".

مخاوف من اشتداد المعارك

ويتخوّف السكان من اشتداد المعارك في الأيام المقبلة.

وقال خان محمد الذي انتقل مع عائلته للإقامة في مخيم للاجئين "إذا أرادوا حقا القتال، فعليهم أن يذهبوا إلى الصحراء والقتال هناك، لا أن يدمروا المدينة".

وتابع "إن انتصروا، لا يمكنهم أن يحكموا مدينة أشباح".

وقندهار البالغ عدد سكانها 650 ألف نسمة، هي ثاني أكبر مدينة في أفغانستان بعد كابول.

وكانت الولاية الجنوبية معقلا لطالبان عندما حكمت الحركة البلاد بين عامي 1996 و2001.

وبعدما أطاحتها من الحكم في العام 2001 الولايات المتحدة ردا على هجمات 11 سبتمبر، قادت طالبان تمردا دمويا لا يزال مستمرا حتى تاريخه.

وفي هجومها الأخير الذي أطلقته في مطلع مايو سيطرت طلبان على نحو نصف أقاليم البلاد البالغ عددها الإجمالي نحو 400.

وهذا الأسبوع، قال رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي إن حركة طالبان اكتسبت "زخما استراتيجيا" في هجماتها في أنحاء أفغانستان.

لكن منظمة هيومن رايتس ووتش اتّهمت حركة طالبان بتهجير السكان وبنهب ممتلكاتهم وإحراق البيوت بما في ذلك في منطقة سبين بولداك المحاذية للحدود مع باكستان والتي سيطروا عليها هذا الشهر.

وقالت باتريشا غروسمان مديرة قسم آسيا في المنظمة إن "قادة طالبان ينفون مسؤوليتهم عن أي انتهاكات، لكن الأدلة المتزايدة على الطرد والتوقيفات العشوائية والقتل في مناطق خاضعة لسيطرتهم تثير مخاوف السكان".

في الأثناء أعلنت السلطات أنها أوقفت أربعة رجال قالت إنهم ينتمون لطالبان، واتّهمتهم بالضلوع في هجوم صاروخي استهدف كابول هذا الأسبوع.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية ميرويس ستانكزاي في بيان صحفي إن "القيادي في طالبان المدعو مؤمن هو من المخططين الرئيسيين للهجوم الصاروخي" مضيفا "أوقف مع ثلاثة من رجاله، وجميعهم عناصر في طالبان".

وسقطت ثلاثة صواريخ على الأقل في نطاق كيلومتر واحد من القصر الرئاسي فيما كان عدد من المسؤولين يؤدون الصلاة في حديقته مع الرئيس أشرف غني قبل دقائق من إلقائه خطابا بمناسبة عيد الأضحى.

إلا أن الهجوم تبنّاه تنظيم داعش.

إعتقال 4 من "طالبان"

من جهتها أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أمس توقيف أربعة أشخاص عرفت عنهم على أنهم من طالبان للاشتباه بضلوعهم في الهجوم الصاروخي على القصر الرئاسي في أول أيام الأضحى، وبينهم المخطط للعملية.

وأطلقت ثلاثة صواريخ في 20 يوليو في اتجاه القصر الرئاسي في كابول فيما كان عدد من المسؤولين يؤدون الصلاة في حديقته مع الرئيس أشرف غني قبل دقائق من إلقائه خطابا بمناسبة عيد الأضحى.

وسقطت القذائف الثلاث التي انفجرت اثنتان منها فقط، في دائرة كيلومتر تقريبا حول القصر الرئاسي الواقع في "المنطقة الخضراء" المحصنة أمنيا والتي تضم القصر الرئاسي وعددا من السفارات بينها السفارة الأميركية وبعثة الأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية ميرويس ستانكزاي في بيان صحفي إن "القيادي في طالبان المدعو مؤمن هو من المخططين الرئيسيين للهجوم الصاروخي" مضيفا "أوقف مع ثلاثة من رجاله، وجميعهم عناصر في طالبان".

وتبنى تنظيم داعش الهجوم الثلاثاء.

وغالبا ما تنسب الحكومة الأفغانية إلى طالبان هجمات يتبناها تنظيم داعش، مؤكدة أنه تم القضاء على التنظيم إلى حد بعيد في 2019 في ولاية نانغرهار، معقلها السابق في شرق البلاد.

وتشن طالبان منذ مطلع مايو هجوما كاسحا على القوات الأفغانية تمكنت خلاله من احتلال مناطق ريفية شاسعة، مغتنمة انسحاب القوات الدولية من أفغانستان الذي سيستكمل نهاية أغسطس.

وفي غياب الإسناد الجوي الأمريكي الأساسي لها، لم تتمكن القوات الأفغانية من الصمود في وجه طالبان ولم تعد تسيطر سوى على عواصم الولايات والمحاور الرئيسية.

ومع تعثر المفاوضات التي بدأت في سبتمبر في الدوحة وانسحاب القوات الدولية والنكسات التي تلحق بالقوات الأفغانية، تتزايد المخاوف من سيطرة طالبان مجددا على السلطة بعدما حكمت أفغانستان بين 1996 و2001.

وتسعى حركة طالبان منذ عدة أشهر لإعطاء صورة حديثة ومعتدلة ولا سيما تجاه الخارج، فتبدي تأييدها لـ"اتفاق سياسي" ينهي النزاع في البلد.

30 صحفيا

في سيا ق مختلف ذكرت منظمة غير حكومية تدعم حرية الإعلام في أفغانستان في أحدث تقرير لها أن أكثر من 30 صحفيا وعاملا بوسائل الإعلام إما قتلوا أو أصيبوا على أيدي متشددين أو تعرضوا للتعذيب من قبل مسؤولين حكوميين أو الإقالة من قبل أصحاب مؤسسات إعلامية، طبقا لما ذكرته وكالة "خاما برس" الأفغانية للأنباء أمس.

وطبقا للتقرير الصادر عن منظمة "ناي" غير الحكومية، فقد قتلت صحفية في كابول وصحفي محلي في انفجار قنبلة وخلال صراع على التوالي وأصيب مدير إحدى الإذاعات المحلية على أيدي أحد أمراء الحرب في إقليم غزني، الذي مازال في المستشفى.

كما تم إقالة 26 موظفا من مؤسسة "باوار" الإعلامية من عملهم بإقليم بلخ شمال البلاد وتم إقالة أربعة موظفين من قبل نائب الرئيس، أمر الله صالح في وزارة الشؤون الداخلية ، الذين تم اتهامهم بتبادل معلومات مع منافذ إعلامية.

وأضافت منظمة "ناي" في تقرير صحفي في هذا الصدد أن الصحفيين المحليين كانوا يشكون بشأن عدم حصولهم على معلومات من مسؤولين محليين بإقليم بلخ.

وأدان التقرير الصحفي للمنظمة أيضا إطلاق النار بشكل جماعي على عاملين بوسائل الإعلام.