1637907
1637907
العرب والعالم

مئات الجرحى مع تجدد المواجهات بين «المرابطين» وقوات الاحتلال في باحات الأقصى

10 مايو 2021
10 مايو 2021

القدس - (وكالات): أصيب صباح أمس، عشرات المرابطين بالمسجد الأقصى بالرصاص المطاطي، وبالاختناق بعد اقتحام الاحتلال لباحات المسجد الأقصى، وإغلاق البوابات المؤدية له. وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات كبيرة إلى المنطقة الغربية من المسجد الأقصى، ونشرت القناصة في أماكن متفرقة من المسجد الأقصى وباحاته، وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المرابطين.

وهاجم عشرات الجنود المرابطين بوحشية ودفعوهم نحو بابي حطة والأسباط من أجل إفراغ المسجد الأقصى وسط احتمالات لاقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى.

وأشاروا إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت عددًا من المصابين لدى محاولة إخراجهم عبر باب الأسباط . وكان الهلال الأحمر الفلسطيني، أعلن تعامله مع 331 إصابة بينها 4 وصفت بالخطيرة بالوجه والأعين وأعداد كبيرة من المصابين بحالات اختناق، فيما منع الاحتلال الطواقم الطبية من دخول الأقصى.

وأضاف الهلال الأحمر في بيان صحفي، أن هناك 4 إصابات خطيرة جدا، و13 إصابة مباشرة بالعين، وباقي الإصابات متوسطة وطفيفة، وتم نقل 250 إصابة من باب الأسباط إلى مستشفيات القدس المحتلة المختلفة وجارٍ نقل إصابات أخرى، وما يحول دون ذلك هو إجراءات قوات الاحتلال.

كما وأفادت الجمعية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي، تتعمد إصابة طواقمها الطبية العاملة في محيط مسجد الأقصى المبارك.

وأشارت الجمعية إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع طواقمها في القدس من الوصول إلى المسجد الأقصى لتغطية الأحداث وتقديم الإسعافات.

وأوضحت الأوقاف الإسلامية أن قوات الاحتلال اقتحمت بشكل همجي ومفاجئ باحات المسجد دون أي سبب، وترفض السماح للطواقم الطبية بإخلاء الإصابات من المكان.

بدوره، قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني: إن الاحتلال هاجم المسجد الأقصى المبارك بشكل همجي وغير مسبوق ومبيّت مسبقا.

وأضاف الكسواني في حديث لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»: إن الاحتلال اقتحم أيضًا المصلى القبلي من المسجد ومصلى باب الرحمة وقبة الصخرة وأخرج المصلين منها.

كما اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مصلى قبة الصخرة والمصلى القبلي ومصلى باب الرحمة وأخرجوا جميع المصلين من داخله وسط إطلاق قنابل صوتية وغازية ورصاص مطاطي بشكل عشوائي تجاه المواطنين. وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني: إن الاقتحام الذي يجري للمسجد الأقصى غير مسبوق، وأن الإصابات بالمئات، مناشدا العالم التدخل من أجل وضع حد لعدوان الاحتلال المتواصل على المسجد الأقصى.

من جانبه، قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين: إن ما يجري في المسجد الأقصى هو «عدوان عن سبق إصرار، وترصد بحق المقدسيين».

وفي سياق متصل، أطلقت مآذن القدس المحتلة نداءً موحدًا لأبناء شعبنا في مختلف أماكن تواجدهم للتدخل من أجل فك الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك منذ ثلاث ساعات، ولإنقاذ المصلين المحتجزين. وناشد المؤذنون أبناء شعبنا في مختلف مدن الضفة الغربية الوقوف إلى جانب إخوانهم بالقدس كل حسب استطاعته من أجل إجبار الاحتلال على الانسحاب من باحات المسجد الأقصى.

كما أقدم مستوطن على دعس عدد من المارة قرب باب الأسباط بالقدس المحتلة. وأفاد شهود عيان، بأنه أصيب عدد من المواطنين بجروح مختلفة بعد اصطدم المستوطن بهم على طرف الشارع. وفي سياق متصل، اعتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي سطح المصلى القبلي بالمسجد الأقصى المبارك.

وأفاد شهود عيان، بأن عددًا من قناصة الاحتلال انتشروا فوق أسطح المسجد الأقصى وفوق البنايات المجاورة له. كما اقتحم جنود الاحتلال مكتب إدارة المسجد الأقصى وعيادة المسجد الأقصى وعملوا على إخلاء كل المرافق فيه. واعتدت قوات الاحتلال في وقت سابق على مئات المقدسيين الذين هبوا لنصرة المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم، قرب باب الأسباط وفي أحياء القدس القديمة.

كما اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في عدد من أحياء القدس المحتلة بالتزامن مع المواجهات المندلعة في باحات المسجد الأقصى المبارك.

وأفاد شهود عيان أن مواجهات اندلعت في أحياء وادي الجوز القريب من المسجد الأقصى وقرب باب العمود والساهرة وفي شارع السلطان سليمان بعد قمع الاحتلال للمصلين الذين أجبرهم الاحتلال على الخروج من المسجد الأقصى المبارك. وكانت قوات الاحتلال قد فشلت في إدخال أي مستوطن لباحات المسجد الأقصى بسبب المقاومة التي يقوم بها المعتكفون وأهالي القدس المحتلة ضد قوات الاحتلال التي هاجمت المسجد بشكل وحشي. وحاصرت قوات الاحتلال البلدة القديمة من القدس المحتلة، منذ ساعات الصباح وأغلقت عددًا من الطرقات والشوارع المحيطة بالبلدة القديمة، من أجل تأمين مرور المستوطنين الذين يحتفلون بذكرى احتلال القدس.

وأفاد شهو دعيان، بأن المئات من جنود الاحتلال انتشروا في مختلف أرجاء المدينة المقدسة وفي الأحياء والطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى وأجبروا أصحاب المحلات التجارية على أغلاقها، ودققوا في هويات المارة للتضييق عليهم وتسهيل مرور المستوطنين.

ومع تدهور الوضع، يعقد مجلس الأمن الدولي الاثنين جلسة مغلقة بطلب من تونس يتناول الوضع في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل قبل خمسين عامًا.

وفي حين تزايدت الدعوات الدولية إلى احتواء التصعيد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دعمه للشرطة في ما قال إنه «نضال عادل»، منددًا بما اعتبره «تغطية خادعة وخاطئة لوسائل الإعلام الدولية» لما يحصل في القدس. ووصفت الرئاسة الفلسطينية الأحداث في المسجد الأقصى بأنها «اعتداء وحشي على المصلين... وتحد جديد للمجتمع الدولي» في حين أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن «المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي ستكون كلمتها هي كلمة الفصل في المعركة». وتوعدت «حماس»، إسرائيل، بـ«دفع الثمن غاليًا» جراء اقتحام قواتها المسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين داخله، واعتبرت أن تل أبيب تشن «حربًا دينيةً» على الفلسطينيين.

وقال محمد حمادة، الناطق باسم الحركة عن مدينة القدس، في تصريح: «إن إسرائيل تشنّ حربًا دينيةً ضد المصلين والمعتكفين الفلسطينيين في المسجد الأقصى».

وحمّل «حمادة» إسرائيل المسؤولية جرّاء «تغوّلها على المسجد الأقصى والمصلين فيه»، متوعدًا بالقول: «سيدفع الاحتلال الثمن غاليًا».

وأمهلت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إسرائيل حتى مساء الإثنين لسحب قواتها والمستوطنين من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة.

وقال الناطق باسم الكتائب أبو عبيدة على تويتر: إن «قيادة المقاومة في الغرفة المشتركة تمنح الاحتلال مهلةً حتى الساعة السادسة من مساء اليوم لسحب جنوده ومغتصبيه من المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح، والإفراج عن كافة المعتقلين خلال هبة القدس الأخيرة، وإلا فقد أعذر من أنذر».

من جهتها، توعدت حركة الجهاد الإسلامي، بأن «الاعتداء الإرهابي» الإسرائيلي على المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة «لن يمر دون رد رادع».

وقالت «الجهاد»، في تصريح: إن هذا «الاعتداء الإرهابي (الإسرائيلي) لن يمر دون رد رادع».

وأضافت: «ندعو إلى تصعيد الانتفاضة، تلبية لصيحات ونداءات أهلنا المستضعفين في المسجد الأقصى، ونحث الكل الفلسطيني على مؤازرة المقدسيين، والاشتباك مع العدو في كل نقاط التماس والمواجهة».

وحثت الحركة سكان القدس على «المزيد من الصمود أمام العدوان، ومواصلة الرباط في المسجد الأقصى، لإفشال مخططات العدو».

واستنكرت الحركة الفلسطينية صمت المنظّمات الدولية الذي وصفته بـ«المريب»، إزاء ما يحدث في مدينة القدس المحتلّة.

الأحد، أرجأت المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة كانت مقررة امس الاثنين بشأن طرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح إلى موعد لاحق يحدد خلال ثلاثين يومًا وبالتالي تجميد مؤقت لقرار الإخلاء الذي كان قد صدر في وقت سابق من العام. ويشكل هذا الملف أحد الأسباب الرئيسية للتوتر في القدس الشرقية في الأسابيع الأخيرة.وأعلن الجيش الإسرائيلي أن أربعة صواريخ أطلقت الأحد من غزة على جنوب إسرائيل، وكذلك بالونات حارقة مما أدى إلى اندلاع 39 حريقا في الأراضي الإسرائيلية، وفق جهاز الإطفاء. وصباح أمس أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه «قصف أهدافًا تابعة لحماس في غزة ردًّا على البالونات الحارقة وأربعة صواريخ أطلقت من غزة على إسرائيل أمس» من دون مزيد من التفاصيل.