العرب والعالم

زيلينسكي يشدد على أهمية حصول أوكرانيا على الأسلحة الضرورية من الحلفاء لوقف التقدم الروسي

08 فبراير 2023
شولتس يؤكد قناعته بأن بوتين "لن يحقّق أهدافه" في الحرب
08 فبراير 2023

عواصم " وكالات": حثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء حلفاءه الغربيين على تزويده بـ "الأسلحة الضرورية" لوقف التقدم الروسي، وذلك خلال اجتماع في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.

وقالت الرئاسة الأوكرانية في بيان عقب الاجتماع إن زيلينسكي "شدد على أهمية حصول أوكرانيا على الأسلحة الضرورية من الحلفاء لوقف الهجوم الروسي وتحرير كل الأراضي الأوكرانية المحتلة مؤقتًا".

وفي بروكسل ، قال المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء إنه على قناعة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لن يحقق أهدافه" في الحرب في أوكرانيا "لا في ساحة المعركة" ولا "من خلال فرض معاهدة سلام"، مشددًا على وحدة الحلفاء الغربيين في دعمهم لكييف.

وقال شولتس في خطاب أمام نواب البوندستاغ قبل قمة لقادة دول الاتحاد الأوروبي المنعقدة في بلجيكا "هذا ما يمكننا ملاحظته بعد عام من الحرب".

وأضاف "هكذا الحال منذ اليوم الأول: التماسك داخل تحالفاتنا هو أثمن ما نملك"، مشددًا على أن الحلفاء سيساعدون أوكرانيا في الدفاع عن "سيادتها ووحدة أراضيها... طالما كان ذلك ضروريًا".

استقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ أوكراني منذ بداية التقدم الروسي في الاراضي الاوكرانية في 24 فبراير 2022 وقدمت مساعدات إجمالية قدرها 12 مليار يورو للبلاد.

وأكّد المستشار الألماني، الذي تساعد بلاده كييف على المستوى العسكري أيضًا من خلال تعاون وثيق مع شركائها، أن "هذا الدعم مستمر في العام 2023".

وتابع "نعزز هذا التماسك ونحميه من خلال إعداد القرارات بيننا بشكل سري ثمّ الكشف عنها"، في إشارة إلى إعلان ألمانيا والولايات المتحدة مؤخرًا عن تسليم دبابات إلى أوكرانيا لمساعدتها على صدّ هجوم القوات الروسية في شرق البلاد.

وحذّر من أن "أي تنافر أو أي تكهنات حول الخلافات المحتملة لا يخدم إلا بوتين ودعايته".

تعرضت برلين لانتقادات بسبب المماطلة في إعطاء الضوء الأخضر لتسليم الدبابات القتالية الثقيلة لكييف، خصوصًا بعدما قال شولتس مرارًا وتكرارًا إنه يعارض خيار تزويد كييف بمقاتلات.

وأكّد المستشار دعم ألمانيا القوي لطموحات أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس فولودومير زيلينسكي إلى تسريع محادثات انضمام بلاده إلى التكتّل.

وقال شولتس "تنتمي أوكرانيا إلى أوروبا، مستقبلها في الاتحاد الأوروبي! وهذا الوعد مهمّ".

اجتمع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي في كييف للتعبير عن دعمهم لعملية انضمام أوكرانيا إلى التكتّل.

في هذه الاثناء، تشعر ألمانيا بقلق متزايد من أن حلفاءها الأوروبيين لن يزودوا أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2 القتالية بما يكفي لإنشاء كتيبتين، مع توقع تصاعد القتال خلال الأشهر المقبلة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية فولفجانج بوشنر، في برلين يوم الاثنين الماضي، "تتوقع الحكومة الاتحادية أن يتم تنفيذ عمليات تسليم شحنات ليوبارد التي تم التعهد بها على وجه السرعة"، في إشارة إلى التصريحات التي أصدرتها عدة دول أوروبية في وقت سابق من العام الجاري، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.

وأضاف بوشنر أن ألمانيا تجري حاليا محادثات مع هذه الدول بشأن شحنات الدبابات الخاصة بها.

وحتى الآن، لم تسفر هذه المحادثات عن نجاح كبير.

وبالإضافة إلى ألمانيا، قدمت البرتغال فقط عرضا ملموسا لإرسال الدبابات الأكثر تقدما، لكنها لم تحدد عددها، حسبما قال مسؤول ألماني طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لسرية المحادثات.

ورغم إعلان دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل الدنمارك والنرويج وفنلندا وهولندا، أنها قد ترسل الدبابات، إلا انها لم تقدم التزامات واضحة حتى الآن.

ووافقت وزارة الاقتصاد الألمانية اليوم الأربعاء على تسليم ما يصل إلى 178 دبابة قتالية من الجيل الأقدم طراز "ليوبارد 1".

ومن المفترض أن تصل 100 دبابة قتالية قديمة على الأقل إلى أوكرانيا في الأشهر القليلة المقبلة.

إسقاط الطائرة "إم.إتش17." فوق شرق أوكرانيا

وفي جانب مختلف، ذكر محققون دوليون أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين اضطلع بدور نشط في إسقاط طائرة الركاب طراز "إم.إتش17."، فوق شرق أوكرانيا في يوليو 2014 ،ونتج هذا الاستنتاج عن محادثات هاتفية، تم اعتراضها، طبقا لما ذكره المحققون في لاهاي الأربعاء.

وكانت الطائرة "بوينج" التابعة للخطوط الجوية الماليزية، قد تم إسقاطها، بواسطة صاروخ دفاع جوي روسي، طراز "بي.يو.كيه"، فوق أراض متنازع عليها، في يوليو.2014 ولقي جميع ركابها وعددهم 298 شخصا حتفهم.

وهناك "مؤشرات قوية" على أن بوتين اتخذ القرار، لكن محققين قالوا إنه لم يكن هناك أدلة كافية لمحاكمته. بالإضافة إلى ذلك، كان بوتين محصنا من الملاحقة القضائية، بحكم منصبه.

ولم يكن الدليل كافيا أيضا لاتهام أشخاص آخرين. وبالتالي، فإنه سيتم وقف التحقيقات بشكل مؤقت.

وكانت روسيا نفت دوما تورطها في إسقاط الطائرة "إم.إتش17.".

الى ذلك، مازال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مقتنعا بأن الوقت في صالحه بينما يمضي قدما في حربه لأوكرانيا، مع وجود الكثير من الموارد تحت تصرفه للإنفاق على معداته الحربية، بحسب ما ذكرته الاستخبارات الإستونية.

ونقلت وكالة "بلومبرج" للانباء الاربعاء، عن جهاز الاستخبارات الخارجية في إستونيا، قوله في تقرير سنوي، إنه في حين أنه من غير المرجح أن تحقق روسيا "قفزة نوعية" في قدراتها على شن الحرب، فإن بوتين لن يتوقف، على الرغم من الانتكاسات التي واجهها خلال العام الأول للغزو.

ويعتقد الرئيس الروسي أن الاساس في الامر هو إضعاف الدعم الذي يقدمه الحلفاء، مثل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وجاء في التقرير أن "بوتين يسعى إلى كسب الوقت، معتقدا أن الانهاك سيصيب أوكرانيا والغرب قبل روسيا... بوتين يعتقد أنه يستطيع أن يقصف أوكرانيا على طاولة المفاوضات".