1639575
1639575
العرب والعالم

حماس تستهدف «مطار رامون» على بعد 220 كيلومترا وارتفاع حصيلة الشهداء بعد غارات جديدة على القطاع

13 مايو 2021
13 مايو 2021

مجلس الأمن يعقد اجتماعا طارئا اليوم.. و100 ألف فلسطيني يؤدون صلاة العيد بـ «الأقصى»

غزة - القدس - (وكالات): أطلقت حركة حماس أمس صاروخًا مداه 250 كيلومترًا في اتجاه مطار رامون في جنوب إسرائيل، وهو ثاني أكبر مطار في إسرائيل، ردًا على مقتل عدد من قادتها، وفق ما أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

ويأتي ذلك بعد إعلان سلطات مطار بن غوريون أمس تحويل مسار جميع الرحلات المتوجهة إلى هذا المطار الدولي في تل أبيب إلى مطار رامون (جنوب) حتى إشعار آخر بسبب إطلاق صواريخ من قطاع غزة.

وقال أبو عبيدة في كلمة بثتها فضائية الأقصى التابعة لحماس إنه «بأمر» من قائد القسام محمد الضيف، «انطلق اتجاه مطار رامون جنوب فلسطين وعلى بعد نحو 220 كلم من غزة، صاروخ عياش 250 بمدى أكبر من 250 كلم... بقوة تدميرية هي الأكبر».

وأضاف: إن العملية جاءت «نصرة للأقصى وجزءًا من ردنا على اغتيال قادتنا ومهندسينا الأبطال»، داعيًا «شركات الطيران العالمية إلى وقفٍ فوريٍ لرحلاتها إلى أي مطار في نطاق جغرافيًا فلسطين المحتلة».

وأطلقت حماس منذ الاثنين أكثر من 1600 صاروخ تجاه إسرائيل، وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أكثر من 600 هدف في قطاع غزة.

وقالت كتائب القسام في رسالة عممتها أنها «نفذت عدة هجمات ضد أهدافٍ إسرائيلية عبر طائراتٍ مسيرةٍ انتحارية»، مشيرة إلى أن ستعلن «لاحقًا» عن تفاصيل هذه الهجمات. ونفذت القسام بعد ظهر أمس أيضًا «رشقات صاروخية» في اتجاه مدن إسرائيلية مثل تل أبيب وبئر السبع، وفق بيانها.

وفي اليوم الرابع من التصعيد الإسرائيلي الأعنف منذ حرب 2014، لا تهدئة في الأفق بعد رغم كل الدعوات الدولية إلى خفض التوتر.

وارتفعت حصيلة الشهداء إلى 83 قتيلًا في غزة بينهم 17 طفلًا، ونحو 487 جريحًا. بينما قتل سبعة أشخاص في الجانب الإسرائيلي، ومئات الجرحى.

وفي قطاع غزة، خرج بعض السكان صباح اليوم الأول من عيد الفطر إلى الشوارع ليروا مشهدًا مأسويًا جديدًا من الخراب بعد أن دمرت الغارات الإسرائيلية أبنية كاملة، وألحقت أضرارًا جسيمة بالطرق وبأبنية أخرى.

ودوّت أمس مجددًا صفارات الإنذار في مدن إسرائيلية قريبة من قطاع غزة، مؤذنة بسقوط صواريخ جديدة، بعد أن طالت تلك التي أطلقتها حماس ومجموعات أخرى خلال الأيام الثلاثة الماضية مدينة تل أبيب وأقصى شمال إسرائيل.

وفي أول أيام عيد الفطر، أدى نحو مائة ألف مسلم الصلاة في المسجد الأقصى، وقد علّق عدد من الذين أموا المسجد صورا لقادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأعلاما لها في محيط المسجد، بينها واحدة لرئيس المكتب السياسي في حماس إسماعيل هنية كتبت عليها عبارة «كفى لعبا بالنار. القدس خط أحمر».

وكانت حماس أطلقت أول دفعة من الصواريخ الإثنين بعد أيام من اعتداءات قوى الأمن الإسرائيلية على الفلسطينيين في القدس الشرقية، لا سيما في محيط المسجد الأقصى على خلفية تهديد عائلات فلسطينية بإخلاء منازلها في حي الشيخ جراح في القدس لصالح مستوطنين يهود. وأسفرت تلك الاعتداءات عن إصابة أكثر من 900 شخص بجروح.

وفي قطاع غزة، استهدفت الغارات الإسرائيلية الأخيرة مواقع عدة بينها مبان مرتبطة بعمليات «مكافحة التجسس» لحماس في القطاع ومنزل القيادي في الحركة إياد الطيب.

وأعلنت حماس الأربعاء مقتل أحد أبرز قياديي جناحها العسكري في غزة، كبرى مدن القطاع، وقياديين آخرين.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف الأربعاء برجًا مكونًا من أكثر من عشرة طوابق يضم مكاتب قناة الأقصى الفلسطينية التي أسستها حماس قبل بضع سنوات، فدمره بالكامل.

وفي مواجهة استمرار التصعيد، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا ثالثًا حول المسألة الجمعة. ودعت تونس والنروج والصين مساء الأربعاء إلى عقد اجتماع طارئ جديد لمجلس الأمن الدولي اليوم بشأن النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين على الرغم من تحفظات الولايات المتحدة على دور للأمم المتحدة لإعادة الهدوء إلى الشرق الأوسط.

وخلال أول اجتماعين عبر الفيديو عقدًا في جلستين مغلقتين، عارضت الولايات المتحدة تبني إعلان مشترك يدعو إلى وقف التصعيد، معتبرة أنه «يأتي بنتائج عكسية» في هذه المرحلة، كما قال دبلوماسيون.

وأعربت الصين التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن امس الخميس عن «قلقها العميق» إزاء التصعيد.

وقالت: إن بيانًا مشتركًا يدعو إلى وقف الاشتباكات جاهز لكن بعض الدول «تعرقل» تبني النص.

وأعلنت واشنطن إرسال مبعوث إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للحث على «وقف التصعيد»، في حين دعت موسكو إلى اجتماع طارئ للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط التي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي تحدث إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر الهاتف مساء الأربعاء، إنه يريد «المضي» في ضرب «القدرات العسكرية» لحركة حماس.

وأجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس من جهته محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ليطلب منه العمل على «وقف الهجمات الإسرائيلية».

وأثارت التطورات الأخيرة غضبًا بين عرب الداخل الإسرائيلي الذين خرجوا للاحتجاج، واصطدموا غالبًا مع متطرفين يهود أو مع القوى الأمنية. وتخللت المواجهات أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات. ولم تشهد هذه المناطق أعمال عنف كهذه منذ سنوات طويلة.

وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أمس بإرسال «تعزيزات مكثفة» من القوى الأمنية إلى هذه المدن. وقال في بيان «نحن في وضع طوارئ بسبب العنف الوطني، ومن الضروري الآن تعزيز القوات بكثافة على الأرض، وسيتم إرسالها فورًا لتطبيق القانون والنظام».

وكانت المواجهات تأججت ليل الثلاثاء الأربعاء في مدينة اللد المختلطة بعد مقتل عربي بالرصاص، واتهم العرب يهودي يميني متطرف بقتله.

وتظاهر ليل الأربعاء الخميس ناشطون من اليمين المتطرف في عدد من أنحاء إسرائيل وساروا في مدينة حيفا مرتدين ملابس سوداء، وحملوا عصيا وهتفوا «الموت للعرب» وقاموا بتكسير وتحطيم سيارات يملكها عرب.

وبُثّت في إسرائيل مساء الأربعاء لقطات تلفزيونيّة مباشرة على قناة «كان»، تُظهر حشدًا من الإسرائيليّين اليمينيّين المتطرّفين يُهاجمون بالقرب من تلّ أبيب في مدينة بات يام رجلاً قيل إنه عربي. وتظهر في الصور حشود تجبر رجلاً على الخروج من سيّارته ثم يتعرّض للضرب على أيدي عشرات الأشخاص، حتّى فقد وعيه.

سيرت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية أمس أولى قوافل المساعدات الطبية العاجلة إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) أنه «تنفيذًا لتوجيهات ملكية سامية، سيرت الهيئة الخيرية الهاشمية بالتعاون مع الحكومة والقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، أمس، أولى قوافل المساعدات الطبية العاجلة للأشقاء الفلسطينيين».

وحملت القافلة التي انطلقت صباح أمس أدوية ومضادات حيوية، وأجهزة ومعدات طبية.

ونقلت الوكالة عن رئيس الوزراء بالوكالة توفيق كريشان أنه «سيتم تسيير عدة قوافل لاحقًا» وذلك ضمن «جسر بري بيننا وبين إخوتنا في الضفة وقطاع غزة لتزويدهم بكل ما يحتاجونه».