1665210
1665210
العرب والعالم

توافق في ختام قمة مجموعة السبع على تعزيز حملات التلقيح سعيا للقضاء على الجائحة

13 يونيو 2021
13 يونيو 2021

عواصم - (وكالات): أكد قادة دول مجموعة السبع أمس عزمهم على وضع حد لجائحة كوفيد-19 من خلال توزيع اللقاحات، كما تعهّدوا التصدي للتغير المناخي، وذلك في قمة شهدت دفعا باتّجاه دينامية جديدة تقوم على تعدد الأقطاب على رأسها الولايات المتحدة.

والقمة التي استمرت ثلاثة أيام في كورنوال في جنوب غرب إنجلترا هي الأولى منذ نحو عامين، وشهدت العودة إلى التواصل الحضوري المباشر بعدما اعتماد المؤتمرات عبر الفيديو لأشهر طويلة.

وبقيادة واشنطن سعى قادة دول المجموعة إلى إظهار وحدة صف حول الملفات الكبرى التي تواجه العالم بدءا بالتغيّر المناخي مرورا بالجائحة ووصولا إلى ممارسات روسيا والصين.

وإزاء الدعوات المتزايدة في الأشهر الأخيرة للتضامن، توصّلت دول المجموعة إلى تعهّد بتوزيع أكثر من مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بحلول نهاية العام 2022 على أمل القضاء على الجائحة، وفق ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في ختام القمة.

واعتبرت جهات عدة من منظمات غير حكومية إلى منظمة الصحة العالمية أن التعهّد ضئيل جدا، معتبرة أن العالم بحاجة إلى 11 مليار جرعة لقاحية للقضاء على الجائحة.

وأعد قادة دول مجموعة السبع خطة ترمي إلى تهيئة العالم لتمكينه من التصدي لجائحة جديدة في غضون أقل من مائة يوم، كما طالبوا منظمة الصحة بتحقيق أكثر تعمّقا حول منشأ فيروس كورونا في الصين لمعرفة ما إذا نجم عن حادثة في مختبر.

وكانت للمقاربة الدبلوماسية حيال الصين وروسيا حصة وازنة خلال القمة.

ودعت مجموعة السبع الصين إلى «احترام حقوق الإنسان» في كل من إقليم شينجيانج (غرب) حيث تتهم بكين بارتكاب انتهاكات ضد الأقليات، وهونج كونج حيث تستهدف الناشطين المدافعين عن الديموقراطية.

وخلال جلسات العمل سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رص صفوف حلفائه في مواجهة موسكو وبكين، وهو ما يشكل هدفا رئيسيا لجولته الأوروبية التي يفترض أن تؤكد «عودة» الولايات المتحدة إلى الساحة الدولية بعد انتهاء عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وأكد الرئيس الأمريكي أمس أن بلاده عادت حاضرة في الدبلوماسية الدولية عبر قمة مجموعة السبع التي عكست «تعاونا وإنتاجية استثنائيين».

واعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض أعطى «زخماً جديداً» لأعمال المجموعة.

وتطرّقت مجموعة السبع أيضاً إلى الشقّ البيئي من خطة عالمية واسعة النطاق للبنى التحتية طُرحت السبت من أجل الدول الفقيرة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، للتشجيع على نمو مراعٍ للبيئة عبر تحفيز الاستثمارات في موارد الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة.

موسكو وبكين على جدول الأعمال

وأُطلق هذا المشروع بناء على مبادرة تقدّم بها بايدن. ويُفترض أن ينافس المشروع «طرق الحرير الجديدة»، وهو خطة استثمار ضخمة تنشرها الصين بهدف زيادة نفوذها في الخارج.

لكن هذه المقاربة أثارت استياء بكين التي نددت بقرارات «مجموعة صغيرة من البلدان» على حد تعبيرها.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأحد أن مجموعة الدول السبع «ليست ناديا مناهضا للصين»، وقال إن الدول الصناعية السبع تمثّل «تجمع ديموقراطيات» تسعى إلى «العمل مع الصين بشأن كافة القضايا العالمية» بمعزل عن الخلافات.

وأكد بايدن بعد القمة أن صندوق البنى التحتية العالمي الذي أعلن عنه قادة مجموعة الدول السبع سيكون «أكثر إنصافا بكثير» من «مبادرة حزام وطريق» الصينية، داعيا بكين لاحترام المعايير الدولية.

وكرّر القادة أيضاً التزامهم بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى النصف بحلول عام 2030 ووقف المساعدات الحكومية لمحطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم اعتباراً من هذا العام.

والهدف هو الحدّ من ارتفاع حرارة الأرض إلى ما دون 1,5 درجة مئوية مقارنة بالمستوى المسجل قبل الثورة الصناعية، وهو عتبة يعتبر العلماء أنه بتخطيها يصبح التغيّر المناخي خارج السيطرة.

وفي هذا الإطار يعتزم قادة الدول توفير ملياري دولار لمؤازرة العملية الانتقالية نحو طاقة مراعية للبيئة في الدول الأكثر فقرا.

وستزداد مساهمات مجموعة السبع من أجل إيجاد تمويل يصل إلى مئة مليار دولار سنويا حتى العام 2025 للسياسات البيئية للدول الفقيرة.

ويرى الناشطون البيئيون أن هذه القرارات ضعيفة ويطالبون بأفعال وليس بأقوال، وهو ما شددوا عليه خلال تظاهرات في كورنوال.

وندّدت منظمة غرينبيس بـ«وعود قديمة» أعيد إطلاقها فيما وصفت «إكستينكشن ريبيليون» القمة بأنها «فاشلة».

وبعد البيان الختامي والمؤتمرات الصحفية التقليدية، يتناول بايدن الشاي مع الملكة إليزابيث الثانية في قصر ويندسور. ويجتمع بعدها مع حلفائه الأساسيين خلال قمة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، قبل لقاء ينتظر بترقب شديد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء في جنيف.

تعميق التعاون

أكدت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أمس أن وزيري خارجية كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أكدا مجددا على هدف إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بالكامل واتفقا على تعميق التعاون بشأن توزيع لقاحات فيروس كورونا وأزمة ميانمار.

وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشونج إيوي يونج ونظيره الأمريكي، أنتوني بلينكين، أجريا مباحثات على هامش قمة مجموعة السبع في بريطانيا أمس السبت لمناقشة مجموعة من القضايا، بما في ذلك إجراءات المتابعة لقمة الشهر الماضي بين الرئيسين مون جاي إن وجو بايدن.

وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان صحفي إن الوزيرين «اتفقا على بلورة نتائج القمة من خلال التنفيذ الأمين لإجراءات المتابعة في مختلف المجالات، بما في ذلك اللقاحات والتقنيات المتطورة وسلاسل التوريد والطاقة الذرية».

وأضافت أنه «بمناسبة مشاركة كوريا الجنوبية في قمة مجموعة السبع، اتفق الوزيران على تعميق التعاون في القضايا الإقليمية والعالمية العالقة، بما في ذلك قضية ميانمار وتوزيع اللقاحات في أنحاء العالم».

وصرح تشونج بأن بلينكين أعاد التأكيد على هدف نزع السلاح النووي بالكامل وإحلال سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية ووافق على التعاون الوثيق لتشجيع كوريا الشمالية على العودة إلى الحوار، وفقا للوزارة.

وبالإضافة إلى ذلك، أكد الوزيران مجددا أهمية التعاون الثلاثي بين بلديهما مع اليابان.

إصابات العالم

أظهرت بيانات مجمعة أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم ارتفع لنحو 7ر175 مليونا حتى صباح أمس، فيما تجاوز عدد جرعات اللقاحات المعطاة حول العالم 3ر2 مليار جرعة.

وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة «جونز هوبكنز» الأمريكية، عند الساعة 0700 بتوقيت جرينتش، أن إجمالي الإصابات وصل إلى 175 مليونا و 661 ألف حالة.

كما أظهرت البيانات أن إجمالي الوفيات ارتفع لثلاثة ملايين و 795 ألف حالة.

وفيما يتعلق بإعطاء اللقاحات، كشفت البيانات المجمعة لوكالة «بلومبرج» للأنباء عن إعطاء نحو مليارين و 335 مليون جرعة من اللقاحات المضادة للفيروس حول العالم.

وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات، تليها الهند ثم البرازيل وفرنسا وتركيا وروسيا والمملكة المتحدة وإيطاليا والأرجنتين وإسبانيا وكولومبيا وألمانيا وإيران وبولندا والمكسيك.

وتتصدر الصين دول العالم من حيث عدد الجرعات التي تم إعطاؤها، تليها الولايات المتحدة ثم الاتحاد الأوروبي والهند والبرازيل والمملكة المتحدة والمكسيك وتركيا وروسيا وإندونيسيا وكندا. ولا يعكس عدد الجرعات التي تم إعطاؤها نسبة من تلقوا التطعيم بين السكان، بالنظر لتباين الدول من حيث عدد السكان.

تجدر الإشارة إلى أن هناك عددا من الجهات التي توفر بيانات مجمعة بشأن كورونا حول العالم، وقد يكون بينها بعض الاختلافات.

شرطة باريس تفض حفلات

قامت الشرطة في العاصمة الفرنسية خلال اليومين الماضيين بفض حفلات مزدحمة أقيمت في الهواء الطلق بمشاركة المئات دون الالتزام بتدابير مواجهة كورونا.

ووفقا لتقارير إعلامية، فقد انتشرت دعوة على وسائل التواصل الاجتماعي للتجمع في «إسبلاناد» أمام كاتدرائية إنفاليد.

وتدخلت الشرطة خلال الليلتين الماضيتين عند الساعة 11 مساء لفض التجمعات، وتردد أنها ألقت القبض على العديد من الأشخاص ليلة السبت.

وتشهد البلاد فرض حظر تجول ليلي، في مسعى للسيطرة على تفشي فيروس كورونا. ولا يمكن للأفراد الخروج بعد الساعة 11 مساء دون مبرر وجيه في فرنسا. ولا يُسمح لأكثر من عشرة أشخاص بالتجمع في الأماكن العامة، كما أن هناك التزاما عاما بارتداء الكمامات، حتى في الأماكن المفتوحة.

وتراجع معدل الإصابة في باريس بشكل كبير مؤخرا، تماما كما هو الحال في بقية أنحاء فرنسا.