1637886
1637886
العرب والعالم

تفاؤل أوروبي بإمكانية تحقيق السلام في اليمن

10 مايو 2021
10 مايو 2021

صنعاء - «عمان» - جمال مجاهد:-

في نبرة تفاؤل أكد الاتحاد الأوروبي أن السلام لا يزال ممكنا في اليمن، وأن اليمنيين قد انتظروا بما فيه الكفاية.

وقال سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن هانس جروندبرج في بيان بمناسبة يوم أوروبا (9 مايو) إن إمكانية السلام في اليمن «ليست خيالاً بعيد المنال. إنها فرصة في الواقع، فرصة قائمة في ظل الجهود التي يرعاها المبعوث الخاص للأمم المتحدة».

وحثّ الأطراف المتحاربة على «اتخاذ القرار الصائب الآن واختيار السلام»، وأضاف «كأقرانهم الأوروبيين، يستحق الجيل القادم من اليمنيين رؤية الحرب في بلدهم على أنها شيء لا يمكن التفكير فيه».

وأفاد بأنه «يمكن للحرب في اليمن أن تنتهي ويمكن إعادة بناء اليمن ليسوده السلام والازدهار، فقط في حالة وجود إرادة سياسية لدى الأطراف المعنية الكثيرة التي تنظر اليوم إلى مصالحها بدلاً عن مصلحة جميع اليمنيين».

وأوضح السفير الأوروبي «سنواصل تشجيع الأطراف السياسية والعسكرية في تبنّي السلم، وفي الأثناء سندعم اليمنيين الذين يرغبون في رؤية قادتهم يقدّمون السلام والازدهار لشعبهم».

ولفت إلى أن «السلام ممكن إن كانت هناك إرادة سياسية وقيادة شجاعة. إن الروح الأساسية للتوافق والتعاون والثقة بين الخصوم السياسيين هي اليوم أمر شديد الإلحاح في اليمن. وللأسف فإن الأصوات المنادية اليوم بالسلام في اليمن ليست هي من يمتلك المنصّات الأعلى صوتا والأكثر ظهورا».

واستطرد جروندبرج «لهذا السبب ندعم منظّمات المجتمع المدني اليمني. ندعم هذه المنظّمات الشجاعة وذات الإرادة، والتي تحمل مطالب النساء والشباب الذين ينادون دون كلل بالسلم، إلا أن العنف والمعاناة يستمران في تهميش أصواتهم». وذكّر بأنه «جرت محاولات مبهرة في الماضي كمؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في الفترة 2013- 2014 والذي أكد ثقتنا في الرغبة اليمنية في البحث عن بداية جديدة سلمية وديمقراطية للبلاد».

ويأتي هذا الموقف الأوروبي عقب إخفاق المبعوث الأممي الخاص مارتن جريفيث والأمريكي تيمليندر كينغ في التقريب بين وجهات نظر طرفي الصراع المتعلّقة بالنقاط الخلافية، ووقف التصعيد العسكري في محافظة مأرب (شرق صنعاء).

المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، اختتم أخيراً جولة من الاجتماعات استمرّت أسبوعاً مع مجموعة من المعنيين اليمنيين والإقليميين والدوليين في المنطقة، في الوقت الذي تتواصل المعارك العنيفة في مأرب بين قوات «أنصارالله» والقوات الحكومية، والتي أوقعت مئات القتلى والجرحى والأسرى في صفوف الطرفين، بالتزامن مع غارات جوية مكثّفة تنفّذها مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية.

وقال جريفيث في بيان إنه يسعى من أجل التوصّل إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد بهدف التقليل من المخاطر التي تهدّد حياة المدنيين في اليمن، بما يتضمّن وقف هجوم «أنصارالله» على مأرب الذي دام لأكثر من عام.

كما يواصل جهوده الرامية إلى رفع القيود المفروضة على موانئ الحديدة وفتح مطار صنعاء للتخفيف من حدّة الوضع الإنساني المتردّي.

ورأى جريفيث أن هذه التدابير من شأنها توفير بيئة مواتية لاستئناف عملية سياسية تشمل الجميع وتنهي النزاع في اليمن بشكل شامل.

وأضاف «لقد استمر نقاشنا حول هذه القضايا لما يزيد على العام، وكان المجتمع الدولي داعما بشكل كامل في أثناء ذلك. ولكننا للأسف لسنا حيث نود أن نكون فيما يتعلّق بالتوصّل إلى اتفاق. في الوقت نفسه، استمرت الحرب بلا هوادة وتسبّبت في معاناة هائلة للمدنيين».

وتعهد المبعوث الخاص بمواصلة العمل مع أطراف النزاع وكل الجهات المعنية والفاعلة وأصحاب المصلحة لمنحهم الفرص لإيجاد أرضيات مشتركة للمساعدة في دفع جهود السلام إلى الأمام.

من جهته، علّق الناطق الرسمي لجماعة «أنصار الله» رئيس الوفد المفاوض محمد عبدالسلام على التحرّكات الأممية والدولية لحل الأزمة اليمنية في منشور على حسابه الرسمي بموقع «تويتر» قائلاً «يتحدّثون عن معركة جزئية (مأرب) ويتركون اليمن المحاصر، وهذا اختزال للصراع لا يعالج مشكلة بل يفاقمها، ولا يفيد في تحقيق سلام بل يطيل أمد الحرب».

وشدّد على أن «أي نشاط مستجدّ لمجلس الأمن لن يكون قابلاً للتحقّق إلا ما يلبي مصلحة اليمن أولاً، وشعبنا اليمني ليس معنياً بمراعاة من لا يراعي حقه في الأمن والسلم والسيادة».

في المقابل طالبت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي «بموقف حازم وواضح من رفض أنصار الله المتكرّر لكل مبادرات ومقترحات السلام، وإصرارهم على المضي في تنفيذ أجندتهم دون اعتبار لحياة ودماء ومعاناة اليمنيين»، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).

واعتبرت في اجتماع افتراضي برئاسة رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك أن «المواقف الضبابية لن تزيد هذه الجماعة وداعميها إلا إصراراً على تعميق المعاناة والكارثة الإنسانية في اليمن، وكذا ما تمثّله من خطر متزايد على الجوار الإقليمي والملاحة الدولية في أحد أهم ممرّات التجارة العالمية».

وقال مجلس الوزراء إن «تفاعل الحكومة مع مبادرات السلام وما تقدّمه من تنازلات في سبيل ذلك ليس من منطق ضعف، بل لحرص على حقن الدماء ورفع المعاناة والكارثة الإنسانية عن الشعب اليمني»، مؤكداً في ذات الوقت أن الحكومة و»انطلاقاً من مسؤوليتها تجاه شعبها والتضحيات الجسام التي قدّمت، لن تقبل بسلام يؤسّس لدولة هشّة وعنصرية».