1638558
1638558
العرب والعالم

تجدد المواجهات العنيفة بين إسرائيل والفلسطينيين في الأراضي المحتلة

11 مايو 2021
11 مايو 2021

غارات إسرائيلية وصاروخان للمقاومة ونتانياهو يهدد بتكثيف الهجمات على حماس -

الأمم المتحدة تعرب عن قلقها وتدين كل أشكال العنف والاستفزازات -

القدس-وكالات- تجدد تبادل القصف العنيف أمس بين إسرائيل وقطاع غزة حيث قتل 26 فلسطينيًا وإسرائيليتان في غارات إسرائيلية، وانفجر صاروخان في مدينة عسقلان جنوب إسرائيل، في تصعيد دراماتيكي أشعلته المواجهات في القدس الشرقية المحتلة فيما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس بـ«تكثيف» الهجمات على حركة حماس بعد مقتل إسرائيليتين في هجومين صاروخيين منفصلين انطلقا من قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة الإسلامية.

وقال نتانياهو في مقطع مصور وزعه مكتبه «نفذ الجيش منذ أمس مئات الهجمات على حماس والجهاد الإسلامي في غزة وسنكثف قوة هجماتنا». وأضاف أن حماس «ستتعرض لضربات لم تكن تتوقعها».

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي مقتل قياديَين ميدانيَين في سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة في غارة إسرائيلية أمس، مشيرة إلى إصابة قيادي ثالث في سرايا القدس بغارة عدوانية استهدفتهم في شقة غرب غزة».

وأبدت الأمم المتحدة أمس «قلقا كبيرا» حيال تصاعد أعمال العنف الدائرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس الشرقية وإسرائيل.

وأفاد المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل الصحفيين في جنيف «ندين كل أشكال العنف وأشكال التحريض على العنف والانقسامات القومية والاستفزازات».

وتجدد تبادل القصف العنيف أمس بين إسرائيل وقطاع غزة حيث قتل 26 فلسطينيًا في الضربات الإسرائيلية التي جاءت ردًا على إطلاق صواريخ من القطاع الفلسطيني المحاصر، في تصعيد دراماتيكي أشعلته المواجهات في القدس الشرقية المحتلة.

وبين القتلى تسعة أطفال. وأصيب أيضا 125 شخصًا بجروح في الضربات الإسرائيلية، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وهو التصعيد الأعنف بين الجانبين منذ سنوات.

ونفذت إسرائيل غارات كثيرة ومكثفة ظهر أمس على قطاع غزة. وكانت دفعات من الصواريخ أطلقت منذ الصباح في اتجاه إسرائيل، وفق ما أفاد صحفيون لفرانس برس في القطاع، مشيرين إلى أن الصواريخ كانت تخرج من كل مكان.

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان «في ضربة صاروخية هي الأكبر من نوعها، استهدفت كتائب القسام أشدود وعسقلان ب137 صاروخًا من العيار الثقيل خلال خمس دقائق، وما زال في جعبتنا الكثير».

وأفادت صحفية في وكالة فرانس برس في عسقلان أن دوي انفجار ضخم هز المدينة أمس. وشاهدت الناس يركضون في اتجاه الملاجئ مع انطلاق صافرات الإنذار بلا توقف».

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن ما لا يقل عن 40 صاروخًا أطلقت خلال دقائق باتجاه أشدود وعسقلان والمناطق المحيطة بقطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 300 صاروخ أُطلقت من غزة منذ الاثنين، وأن نظام القبة الحديدية الدفاعي اعترض أكثر من 90 بالمائة منها. وأصيب عشرة إسرائيليين بجروح في هذه الصواريخ. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن صباحًا أنه قصف 130 «هدفًا عسكريًا» في غزة، مشيرًا إلى مقتل 15 عنصرًا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وأوضح المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس لصحفيين أن غالبية الأهداف لحركة حماس.

وأضاف «نحن في المراحل الأولى من ضرباتنا المضادة، سوف تستمر، نحن مستعدون لمواجهة تصعيد».

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي مقتل قياديَين ميدانيَين في سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة في غارة إسرائيلية الثلاثاء، مشيرة إلى أن غارة إسرائيلية ضربت «هدفا كان يتمركز فيه المقاومون»، و«يوجد لدينا شهداء ومفقودون».

وكانت حركة حماس أعلنت الاثنين مقتل قيادي فيها في غارة إسرائيلية شمال غزة.

وبدأ التصعيد في غزة بعد تصاعد المواجهات في القدس الشرقية لا سيما في محيط المسجد الأقصى بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية التي تسببت منذ أيام مئات الجرحى.

وحذرت كتائب القسام الاثنين إسرائيل بضرورة أن تسحب قبل السادسة مساء قواتها الأمنية من باحات المسجد الأقصى. ومع انتهاء المهلة، أطلقت فصائل فلسطينية مسلحة، ومن بينها حركة حماس، وابلًا من الصواريخ على جنوب الدولة العبرية.

ونتيجة ذلك، ألغيت مسيرة كان سيقوم بها يهود في القدس في «يوم القدس» السنوي الذي يحتفل خلاله الإسرائيليون بضم الشطر الشرقي بعد احتلاله عام 1967.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الاثنين «المنظمات الإرهابية في غزة تخطت خطا أحمر مساء يوم القدس عبر إطلاق صواريخ حتى منطقة القدس»، مضيفا أن «إسرائيل سترد بقوة، من يهاجم سيدفع الثمن غاليا، أقول لكم أيها المواطنون الإسرائيليون، إن الصراع الحالي قد يستمر لفترة معينة».

وتحاصر إسرائيل قطاع غزة الذي يعيش فيه قرابة مليوني شخص منذ 2007. وحدثت ثلاثة حروب مدمرة منذ ذلك الوقت بين حماس وإسرائيل في 2008 و2012 و2014.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية من جهته «لن نقبل ولن يقبل شعبنا تمرير مخططات الاحتلال في القدس، وسيستمر العمل الميداني المقاوم، وسيتصاعد لمنع الاحتلال ومستوطنيه من تحقيق أهدافهم».

وأضاف «المقاومة مستعدة ومتحفزة ولن تقف مكتوفة الأيدي، وستكون كلمتها هي كلمة الفصل في المعركة إن لم يتراجع الاحتلال ويضع حدًا لمخططاته الشيطانية».

وتشهد القدس الشرقية منذ أكثر من أسبوعين مواجهات بدأت مع احتجاجات فلسطينيين على قرار قضائي بإخلاء أربعة منازل تسكنها عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين. وتتدخل الشرطة الإسرائيلية لتفريق التجمعات والتظاهرات، مستخدمة القوة والأعيرة المطاطية وقنابل الصوت. بينما يستخدم الفلسطينيون المفرقعات والحجارة.

وتوسعت المواجهات إلى باحات المسجد الأقصى، وهي الأعنف منذ 2017. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ أكثر من 520 فلسطينيًا أصيبوا بجروح ، قسم كبير منهم أصيبوا في أعينهم ورؤوسهم، في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية سقوط 32 جريحا في صفوفها.

وأبدت الأمم المتحدة «قلقًا كبيرًا» حيال تصاعد أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس الشرقية وإسرائيل. وأدان المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل «كل أشكال العنف والتحريض على العنف والانقسامات القومية والاستفزازات».

وانتقلت المواجهات مساء وليل الثلاثاء إلى الضفة الغربية المحتلة، فجرت مسيرات حاشدة في مدينة جنين في شمال الضفة وفي طولكرم وقلقيلية ونابلس ورام الله حيث مقر السلطة الفلسطينية. كما توجهت أخرى نحو حاجز قلنديا وفي مدينة الخليل وقراها. وتخللتها مواجهات بين قوات الجيش الإسرائيلي وشبان فلسطينيين.

واتهمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني القوات الإسرائيلية «باستهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف التابعة للجمعية»، مشيرة إلى أن إحدى سياراتها تعرضت «لإطلاق رصاص أدى الى إصابة الزجاج الأمامي على حاجز حوارة في نابلس»، بالإضافة الى «استهداف سيارة إسعاف أخرى بالغاز وتحطم زجاجها الجانبي في القدس الشرقية».

وقال إنه تم «الاعتداء على أحد متطوعيها بالقدس الشرقية ما أدى الى إصابته بشكل مباشر في معدته».

وجرت تظاهرات ووقفات احتجاجية في مدن وقرى عربية في إسرائيل، ووصفت الشرطة الإسرائيلية التظاهرات بـ«العنيفة».

وأعلنت الشرطة مقتل عربي إسرائيلي في اللد متأثرا بجروح أصيب بها خلال مواجهات مع إسرائيليين يهود، من دون إعطاء تفاصيل إضافية.

وأفاد متحدّث باسم الشرطة الإسرائيلية عن توقيف 67 مشتبهًا «بإضرام النار المتعمّد ورشق الحجارة» ستتمّ إحالتهم إلى المحكمة للنظر في طلب الشرطة تمديد توقيفهم على ذمّة التحقيق.