العرب والعالم

بدعوة من بوتين .. شي يزور موسكو الأسبوع المقبل للمرة الأولى منذ بدء الحرب

17 مارس 2023
روسيا : سندمر المقاتلات المُرسلة إلى أوكرانيا
17 مارس 2023

روسيا تزود الغواصات بصواريخ تفوق سرعة الصوت -

الكرملين: روسيا قررت تمديد اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود 60 يوما -

الأمم المتحدة: المناقشات بشأن اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود لا تزال جارية -

خبير نمساوي ينتقد الخطط الأوروبية للتخلي التام عن الغاز الروسي -

عواصم «وكالات»: يزور الرئيس الصيني شي جين بينج موسكو الأسبوع المقبل للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في زيارة دولة هي الأولى له إلى روسيا منذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وتقدم الصين -التي عززت علاقاتها مع موسكو في السنوات الماضية في إطار معارضة مشتركة للغرب- نفسها طرفا محايدا في النزاع في أوكرانيا.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان «بدعوة من رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين، يقوم الرئيس شي جين بينج بزيارة دولة لروسيا بين 20 و22 مارس».

واعتبرت وزارة الخارجية أنها «زيارة من أجل السلام» تهدف إلى «ممارسة التعددية الحقيقية ... وتحسين الحوكمة العالمية والإسهام في التنمية والتقدم في العالم».

من جهته قال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن بعد غد «سيشهد لقاء ثنائيا، سيكون هناك غداء غير رسمي. واعتبارا من 21 مارس، سيعقد يوم مفاوضات».

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية وانج وينبين خلال مؤتمر صحفي أنّ شي جين بينج «سيُجري تبادلا معمّقا لوجهات النظر مع الرئيس بوتين بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك».

وأضاف «حاليا، تتطور بسرعة تغيرات لم نشهدها خلال قرن، ودخل العالم فترة جديدة من الاضطراب». وتابع أن «الصين ستتمسك بموقفها الموضوعي والعادل من الأزمة الأوكرانية وستؤدي دورا بنّاء في تعزيز محادثات السلام».

صداقة «بلا حدود»

خلال هذه الزيارة، سيبحث الرئيسان «ترسيخ الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي بين روسيا والصين» ولا سيما «على الساحة الدولية»، حسبما أعلن الكرملين في بيان، مشيرا إلى أنه سيتمّ «توقيع وثائق ثنائية مهمّة».

العلاقات بين بكين وموسكو كانت مضطربة خلال الحرب الباردة لكن الجارين تقاربا بشكل كبير في العقود الماضية لتشكيل جبهة مشتركة في مواجهة نفوذ الولايات المتحدة.

وسبق أن التقى الرئيسان في سبتمبر على هامش قمة لمنظمة شنجهاي للتعاون في أوزبكستان، وكان هذا أول اجتماع بينهما منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا أواخر فبراير 2022. وأعلنا في هذه المناسبة عزمهما على تعزيز العلاقات بينهما وسط أزمة مع الغرب.

وكان بوتين زار بكين قبل ذلك ببضعة أشهر لمناسبة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، وأعلن الرئيسان في ذلك الحين صداقة «بلا حدود» بين البلدين.

وبعد ذلك بقليل شنّ بوتين هجومه على أوكرانيا.

يأتي الإعلان عن زيارة شي جين بينج لروسيا غداة محادثة هاتفية بين وزيري الخارجية الأوكراني والصيني.

وقال وزير الخارجية الصيني تشين جانج في بيان نشرته وزارته، إنّ «الصين تخشى أن تتصاعد الأزمة وتخرج عن نطاق السيطرة».

وأضاف الوزير «تأمل الصين في أن تحافظ جميع الأطراف على الهدوء، وضبط النفس وتستأنف محادثات السلام في أقرب وقت ممكن وتعود إلى طريق التسوية السياسية».

لكن هذا الأمل يبدو في الوقت الراهن بعيدا، فقد صعّدت موسكو اليوم لهجتها بعدما أعلنت سلوفاكيا عن تسليم أوكرانيا قريبا 13 مقاتلة ميج-29 لتصبح بذلك ثاني دولة عضو في حلف شمال الأطلسي بعد بولندا تتخذ مثل هذا القرار.

وتوعّد الكرملين اليوم بأن هذه المقاتلات «ستُدمَّر»، مشددًا على أن شحنات الأسلحة الغربية لكييف لن تغيّر أهداف روسيا العسكرية.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف «لن يغيّر توفير هذه المعدات العسكرية -كما سبق أن قلنا- نتيجة العملية العسكرية الخاصة»، وهو المصطلح الرسمي الذي تستخدمه موسكو للإشارة إلى حربها. وأضاف «ستُدمَّر كل هذه المعدات».

ونشرت بكين الشهر الماضي وثيقة من 12 نقطة تحض موسكو وكييف على الدخول في مفاوضات سلام.

ويعارض النص أي استخدام للسلاح النووي ويدعو إلى احترام وحدة وسلامة أراضي جميع الدول، ما يعني ضمنا أوكرانيا التي تسيطر روسيا على قسم من أراضيها.

وقد تلقى الغربيون بحذر هذه الوثيقة لأن الصين لم تدِن علنا روسيا.

وقال جا-يان شونج الخبير في السياسة الخارجية الصينية في جامعة سنغافورة الوطنية لوكالة فرانس برس إن «مسألة معرفة ما إذا كانت الصين تكثف فعليا جهودها لأداء دور في صنع السلام سيكون رهنا بمضمون ما ستقترحه خلال اللقاءات مع قادة روسيا وأوكرانيا».

منذ بداية النزاع، لم يتحدّث الرئيس الصيني مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ولكن وفقا لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، من الممكن إجراء محادثة بعد زيارة شي جين بينج لموسكو.

وأعرب الرئيس الأوكراني الشهر الماضي عن رغبته في تبادل وجهات النظر مع نظيره الصيني. وقال زيلينسكي «أنوي لقاء شي جين بينج. سيكون ذلك مهمّا للأمن العالمي. الصين تحترم وحدة الأراضي ويجب أن تفعل كل شيء لضمان مغادرة روسيا أراضي أوكرانيا».

صواريخ تفوق سرعة الصوت

وذكر قائد البحرية الروسية في مقابلة نشرت اليوم أن البحرية تعتزم تزويد غواصاتها بأسلحة حديثة تفوق سرعة الصوت.

وأضاف الأدميرال نيكولاي إيفمينوف، في مقابلة نشرت في صحيفة «كراسنايا زفيزدا» الناطقة بلسان القوات المسلحة «لا تدع أحد يشك في أننا سنفعل ذلك» ولم يكشف إيفمينوف عن موعد لتحويل أسطول الغواصات لتجهيزها بالصواريخ الجديدة.

وتابع أن هناك حاليا عشرة أنواع من الغواصات في الخدمة.

وتابع أن الصواريخ الحديثة الموجهة، طراز «كاليبر»، تم اختبارها على غواصات الجيل الثاني. واليوم يمكن تجهيز جميع الغواصات في الخدمة بهذه الصواريخ بما في ذلك طرادات الغواصات الاستراتيجية».

وتابع أن الخطوة المقبلة سوف تكون التحديث بصواريخ، تفوق سرعة الصوت.

كما أعلن إيفمينوف، بأن الغواصات النووية التابعة للبحرية الروسية، ستقوم بإطلاق صواريخ باليستية لأغراض الاختبار.

وأوضح إيفمينوف: «تدريبات البحرية الروسية في القطب الشمالي ستستمر، ومن المقرر العمل على صعود الغواصات في منطقة القطب الشمالي».

ووفقا للقائد العام للقوات البحرية الروسية، القطب الشمالي هو أحد المسارح الرئيسية للغواصات الروسية، «ليست منطقة مناخية فحسب، بل لا تزال أيضا ساحة تدريب ومنزل».

واستطرد إيفمينوف: «اليوم، تعد الملاحة تحت الجليد واستخدام الأسلحة في الجليد فنا رائعا، يتقنه أطقم الغواصات في عدد محدود جدا من البلدان ونحن الأفضل بينهم».

تدمير المقاتلات

قالت روسيا اليوم إن جميع الطائرات المقاتلة التي ترسلها دول الغرب إلى أوكرانيا ستُدمر بعدما تعهدت بولندا وسلوفاكيا -العضوان بحلف شمال الأطلسي- بإرسال مقاتلات ميج-29 إلى كييف.

وأرسلت الدول الأعضاء بالحلف مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا بمليارات الدولارات منذ بدء الحرب الروسية في العام الماضي، وذلك في ظل مطالبة كييف بأسلحة تقول إنها ضرورية لصد التقدم الروسي.

واتهمت موسكو الغرب بالمشاركة مباشرة في الصراع من خلال إمداد أوكرانيا بالأسلحة وحذرت من قبل أن أسلحة الحلف ستكون أهدافا مشروعة لقواتها.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين «خلال العملية العسكرية الخاصة، ستكون كل هذه المعدات عرضة للدمار».

وأضاف «إن هذه الدول تتخلص من معدات قديمة غير ضرورية».

وطلبت سلوفاكيا مقاتلات إف-16 من الولايات المتحدة في 2018 لتحدث طائراتها المتقادمة من طراز ميج-29. وتوقفت سلوفاكيا في الصيف الماضي عن العمل بأسطول طائراتها طراز ميج-29 المؤلف من 11 طائرة.

تمديد اتفاق الحبوب

قال الكرملين اليوم إن روسيا قررت تمديد اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود لمدة 60 يوما، مؤكدا تصريحات سابقة لوزارة الخارجية. وذكرت أوكرانيا إن الاتفاق، الذي سينتهي قريبا، يجب أن يتم تجديده بالكامل بموجب الشروط الحالية والتي تنص على تمديد لمدة 120 يوما.

وقال مكتب الأمم المتحدة في جنيف اليوم إن المناقشات لا تزال جارية بشأن تجديد اتفاق يسمح بتصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.

وتهدف مبادرة حبوب البحر الأسود، التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا بين روسيا وأوكرانيا في يوليو الماضي، إلى منع حدوث أزمة غذاء عالمية من خلال السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية بأمان من ثلاثة موانئ أوكرانية. وينتهي الاتفاق اليوم.

انتقاد خطط الأوروبي

انتقد الخبير الاقتصادي النمساوي، جابريل فيلبيرماير، الخطط الأوروبية للتخلي التام عن الغاز الروسي. وقال رئيس المعهد النمساوي للبحوث الاقتصادية (دابليو آي إف أو) في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن التخلي التام يخلق تبعيات جديدة.

وأضاف الخبير، الذي ترأس معهد «كيل» الألماني للاقتصاد العالمي من عام 2019 حتى عام 2021 «يجب أن تكون هناك محفظة مختلطة معينة في عالم ما بعد الحرب المأمول لاحقا، دون أن يقتصر الأمر فقط على الغاز الأمريكي المسال».

وذكر فيلبيرماير أنه من الواضح أن النمسا، التي لا تزال تتلقى الغاز الروسي على عكس ألمانيا، تراهن على عامل الوقت وانتهاء الحرب على المدى المتوسط، وقال: «يأمل الكثيرون أن تنتهي حرب أوكرانيا بحلول عام 2027 وأن يتم الاتفاق على وضع عيش مشترك جديد». ويعتقد الباحث أنه من الخطأ افتراض أن النمسا تعتمد على الغاز الروسي نظرا لارتفاع حصتها من الواردات، وقال: «في صيف 2022 أثبتت البلاد أنها تستطيع ملء مرافق التخزين بدون الغاز الروسي».

وفي يناير الماضي كان الغاز الروسي يشكل قرابة 50% من إجمالي واردات الغاز النمساوية، وقال فيلبيرماير: «ما لا نريده جميعا هو أن يربح الكرملين الكثير من النقد الأجنبي من مبيعات الغاز»، موضحا أنه لذلك لا يزال يؤيد فرض رسوم جمركية على استيراد على الغاز الروسي، والتي من شأنها أن تجعل الغاز الروسي أقل جاذبية لإبرام عقود جديدة مع موسكو.

وفي ضوء مرافق تخزين الغاز المملوءة جيدا في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي -في النمسا لا تزال مرافق التخزين ممتلئة بنسبة 67% (في مارس 2022 كانت تبلغ نسبتها 12% فقط)- لا يرى فيلبيرماير خطورة تهدد بارتفاع سريع في أسعار الغاز، مشيرا إلى أن مستوى السعر حاليا هو ضعف ما كان عليه قبل حرب أوكرانيا، وقال: «السعر لا يمكن أن ينخفض أكثر من ذلك بكثير، لكنه لن يقفز أي قفزات مماثلة لتلك التي حدثت في عام 2022».