رئيسة وزراء آيسلندا كاترين جاكوبسدوتير تدلي بصوتها  في مركز اقتراع في العاصمة ريكيافيك أمس. (أ ف ب)
رئيسة وزراء آيسلندا كاترين جاكوبسدوتير تدلي بصوتها في مركز اقتراع في العاصمة ريكيافيك أمس. (أ ف ب)
العرب والعالم

انتخابات تشريعية في ايسلندا والائتلاف الحكومي مهدد

25 سبتمبر 2021
25 سبتمبر 2021

ريكيافيك - (أ ف ب) - صوّت الايسلنديون أمس لاختيار نوابهم، بعد أربعة أعوام من تحالف غير مسبوق بين اليسار واليمين تمكن من وضع حدّ لأزمات وفضائح لكن قد يخسر أغلبيته وسط تشرذم سياسي.

يهدد تشكيل تحالف جديد بتعقيد الموقف في هذه البلاد التي يقطنها 370 ألف نسمة بينهم 255 ألف ناخب، والتي تشهد منذ ستة أشهر ثورانا بركانيا يمكن رؤيته من العاصمة ريكيافيك.

تواجه رئيسة الوزراء كاترين جاكوبستودير، وهي زعيمة حركة بيئية يسارية لم يسبق لها أن حكمت أيسلندا، صعوبة في الفوز بولاية ثانية في مشهد سياسي يشهد انقساماً أكثر من أي وقت مضى.

وقال جون سيغوردسون، وهو رجل أعمال يبلغ 47 عامًا ومن بين أوائل الذين صوتوا بعد الساعة التاسعة صباحا بتوقيت غرينتش، في ريكيافيك، "تهدد الكثير من الأحزاب برفع الضرائب وهذا ليس بالشيء الجيد، لقد فاض بنا الامر".

ومن المتوقع أن تتقاسم تسعة أحزاب من أصل عشرة متنافسة مقاعد البرلمان، وفقاً لاستطلاعات الرأي، مما يجعل من الصعب التنبؤ بالتحالف الحكومي الذي سينبثق عنه.

وقال ثورستين ثورفالدسون، وهو أيسلندي يبلغ 54 عاماً، "إنه أمر صعب على السياسيين، لكنني أعتقد أنه من الأفضل أن يكون الجميع على الطاولة".

ويُعد التحالف المنتهية ولايته، مع 33 نائباً من أصل 63، ائتلافاً متنوعاً يضم حزب الاستقلال (محافظ، 16 مقعداً) برئاسة السياسي المخضرم بيارني بينيديكتسون، وحزب التقدم (اليمين الوسط، 8 مقاعد) بزعامة سيغورور إنجي جوهانسون وحزب جاكوبستودير "حركة اليسار-الخضر" (انخفض من 11 إلى 9 مقاعد بعد انشقاقين).

أعطت بعض استطلاعات الرأي للفريق المنتهية ولايته أغلبية ضئيلة للغاية، لكن يتوقع البعض الآخر خسارته، إلا في حال حصوله على دعم من حزب رابع.

واشارت رئيسة الوزراء في مقابلة مع وكالة فرانس برس هذا الأسبوع إلى "أنه نظراً لوجود أحزاب كثيرة، أعتقد أنه ستكون هناك عدة احتمالات مختلفة لتشكيل حكومة".

ورغم أنها تتمتع بشعبية كبيرة، إلا أن حزبها يحوم حول 10-12% في استطلاعات الرأي وهو مهدد بفقدان العديد من المقاعد، وبالتالي على رئاستها للحكومة.

خلال فترة حكمها، جعلت ضرائب الدخل تصاعدية وزادت ميزانية السكن الاجتماعي ومددت إجازة الأبوة. وتمت الاشادة بادارتها لازمة كوفيد، مع تسجيل 33 حالة وفاة فقط في البلاد.

وكان يتعين على جاكوبستودير، وهي من القادة الاوربيين النادرين المنتمين لحزب البيئة اليساري، التنازل لإنقاذ تحالفها، مثل وعدها بإنشاء حديقة وطنية في وسط بلد يوجد فيه 32 نظاماً بركانياً نشطاً و 400 جبل جليدي.

ومنذ الأزمة المالية لعام 2008، هذه هي المرة الثانية فقط التي تكمل فيها حكومة تفويضها في هذا البلد غير العضو في الاتحاد الأوروبي.

أجريت خمسة انتخابات تشريعية بين عامي 2007 و 2017، على خلفية انعدام الثقة في الطبقة السياسية، التي تتوارث الانهيار المالي والفضائح المتكررة.

حزب الاستقلال، الذي يتمتع بما بين 20 و 24% من نوايا التصويت، مهدد بخسارة مقاعد لكن من المتوقع أن يحافظ على التشكيل السياسي الأكبر.

يخوض وريث عائلة هيمنت على اليمين الأيسلندي، هو زعيمه ورئيس الوزراء السابق يناير نوفمبر 2017) ووزير المالية الحالي بيارني بينيديكتسون، الناجي من عدة فضائح فجرها التحقيق الصحفي "اوراق بنما" في عام 2016، اقتراعه الخامس.

وصرح لوكالة فرانس برس "بالطبع اذا كان يتحتم علينا تقديم المعارضة الضرورية للحكومة الجديدة فسنقوم بذلك. لكننا الى حد بعيد الحزب الاكبر وانا متفائل".

وفي اثرهما، حصدت خمسة أحزاب سياسية على الأقل من 10 إلى 15% من الأصوات: بالإضافة إلى "حركة اليسار-الخضر" و "حزب التقدم" - في وضع يسمح له بانتزاع المركز الثاني - هناك التحالف الاشتراكي الديموقراطي (يسار) و "القراصنة" و "الإصلاح" (يمين الوسط). وفي اقصى اليسار، من المتوقع أن يحقق الحزب الاشتراكي الايسلندي الجديد اختراقاً.

اعتبر الخبير السياسي إيريكور برغمان أنه "لا يوجد بديل واضح من هذه الحكومة. إذا سقطت ولم تستطع (الأحزاب الثلاثة) الاستمرار، فسيكون هناك مجرد خلط عام وتشكيل تحالف جديد".

ومن المقرر اعلان النتائج الجزئية الأولية السبت بعد فترة وجيزة من إغلاق مراكز الاقتراع عند الساعة العاشرة مساءً بتوقيت غرينيتش، لكن الكشف عن الأغلبية سيتطلب بالتأكيد عمليات فرز تستمر اكثر من ليلة.