العرب والعالم

الأمم المتحدة: عمليات الإخلاء في القدس الشرقية ترقى إلى "جرائم حرب"

07 مايو 2021
استشهاد شابين فلسطينييْن برصاص الاحتلال شمالي الضفة
07 مايو 2021

عواصم - (وكالات): حثت الأمم المتحدة إسرائيل امس الجمعة على إنهاء جميع عمليات الإخلاء القسري بحق الفلسطينيين في القدس الشرقية، محذرة من أن أفعالها قد تشكل "جرائم حرب".

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان روبرت كولفيل خلال مؤتمر صحفي دوري في جنيف "ندعو إسرائيل إلى إنهاء كل عمليات الإخلاء القسري على الفور".

وتأتي الدعوة إثر اعتقال 15 فلسطينيا ليلا في أعقاب اشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية ومحتجين على إجلاء عائلات فلسطينية من القدس الشرقية، بحسب الشرطة.

واندلعت الاشتباكات في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية في خضمّ معركة قضائية محتدمة حول مصير عائلات فلسطينية مهددة بالإخلاء لصالح مستوطنين إسرائيليين.

وأضاف كولفيل "نود أن نؤكد أن القدس الشرقية لا تزال جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويسري عليها القانون الإنساني الدولي".

ويدور التوتر الحالي حول ملكية أراض بنيت عليها منازل تعيش فيها أربع عائلات فلسطينية.

وأصدرت محكمة منطقة القدس في وقت سابق من هذا العام قرارا لصالح عائلات يهودية تطالب بحقوق الملكية في هذا الحي من القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها.

وفقا للقانون الإسرائيلي، إذا تمكن يهود من إثبات أن عائلاتهم كانت تعيش في القدس الشرقية قبل الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، يمكنهم المطالبة باستعادة "حقهم في الملكية". ولا يشمل القانون الفلسطينيين الذين فقدوا ممتلكاتهم خلال الحرب.

وأثار قرار المحكمة غضب الفلسطينيين الذين طعنوا فيه ونظموا احتجاجات أدت في كثير من الأحيان إلى صدامات مع الشرطة.

وشدد كولفيل على أن "إسرائيل لا تستطيع فرض منظومتها التشريعية في الأراضي المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية".

وتابع المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان "ندعو إسرائيل كذلك إلى احترام حرية التعبير والتجمع، وهذا يشمل المحتجين على عمليات الإخلاء، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس في استخدام القوة".

الاردن: إسرائيل تلعب بالنار

واعتبر الأردن، امس الجمعة، أن "استمرار إسرائيل في ممارساتها اللاشرعية وخطواتها الاستفزازية في القدس المحتلة وانتهاك حقوق الفلسطينيين، وبما في ذلك حق أهل الشيخ جراح في بيوتهم، لعب خطير بالنار".

جاء ذلك في سلسة تغريدات لوزير الخارجية أيمن الصفدي، رحب فيها ببيان لفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا دعا إلى وقف سياسات الاستيطان في الضفة الغربية.

كما أشار الصفدي إلى أن "بناء المستوطنات وتوسعتها ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وترحيل الفلسطينيين من بيوتهم ممارسات لا شرعية تكرس الاحتلال وتقوّض فرص تحقيق السلام العادل والشامل الذي يشكل ضرورة إقليمية ودولية".

وأوضح أن "ترحيل أهل الشيخ جراح من منازلهم جريمة يجب أن يمنع العالم حدوثها"، وأردف: "الفلسطينيون المهددون بالرحيل هم المالكون الشرعيون لبيوتهم، كما تثبت وثائق سلمها الأردن للأشقاء في دولة فلسطين. وبصفتها القوة القائمة بالاحتلال، إسرائيل ملزمة وفق القانون الدولي بحماية حقوق الملكية هذه".

والشهر الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية المصادقة على 14 اتفاقية مع أهالي حي "الشيخ جراح" في مدينة القدس، وتسليمها إلى السلطات الفلسطينية.

كما سبقت تلك الخطوة بتسليم فلسطين وثائق تاريخية، هي عبارة عن مراسلات وعقود إيجار وحدات سكنية تعود لأهالي الحي.

ويشهد حي الشيخ جراح، منذ أكثر من أسبوع، مواجهات شبه ليلية، بين الشرطة الإسرائيلية وسكان الحي الفلسطينيين، ومتضامنين معهم.

مئات الأردنيين يعتصمون تضامنا مع حي الشيخ جراح

شارك مئات الأردنيين عقب صلاة الجمعة في اعتصام وسط عمان تضامنا مع عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية مهدّدة بالإخلاء لصالح مستوطنين إسرائيليين.

وتجمع نحو 500 شخص امام المسجد الحسيني الكبير وسط عمان مشاركين في اعتصام تحت عنوان "القدس عنوان الصمود" نظمته جماعة الإخوان المسلمين في الاردن.

وهتف هؤلاء "اسرج خيلك لا ترتاح، نحن فداء الشيخ جراح" و"يا مرابط يا حبيب صوتك ارعب تل أبيب"، اضافة الى "زمن الذل ولى وراح، احنا رجال الشيخ جراح".

وحملوا لافتات كتب عليها "انقذوا حي الشيخ جراح" و"ارض الشيخ جراح عربية اسلامية"، و"الى فلسطين .. كل فلسطين، نحن عائدون".

وقال النائب الإسلامي صالح العرموطي خلال الإعتصام لفرانس برس إن "اخلاء حي الشيخ جراح مخالف لقوانين الشرعية الدولية والقانون الدولي ويوائم وصف جريمة حرب"، وأضاف أن "على الأنظمة العربية أن تتحرك وتحرك قضايا امام المحكمة الجنائية الدولية".

وقال العرموطي "نحيي اهلنا في الشيخ جراح. امة العروبة والإسلام معكم وستنتصر لكم بالارادة والعزيمة، نحيي قوتكم وبسالتكم".

استشهاد شابين فلسطينيين

من جهة ثانية، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" إن شابين استشهدا، فيما أُصيب ثالث بجراح خطيرة، برصاص الجيش الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية المحتلة.

ونقلت الوكالة عن مصدر أمني فلسطيني قوله إن الشابين استشهدا قرب سياج معسكر للجيش الإسرائيلي، فيما أُصيب آخر بجروح حرجة، وجرى نقله إلى مستشفى "العفولة" الإسرائيلي"، وأضافت الوكالة إن هوية الشابين لم تتضح بعد.

وفي وقت سابق امس الجمعة، قالت الشرطة الإسرائيلية، ووسائل إعلام عبرية، إن قوات الجيش أطلقت، النار على 3 فلسطينيين قرب موقع استيطاني في شمالي الضفة الغربية.

وأدانت الرئاسة الفلسطينية "التصعيد الإسرائيلي الخطير"، وحثت الولايات المتحدة الأمريكية على الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لوكالة الأنباء الرسمية: "إن استمرار ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المتواصلة لحقوق الشعب الفلسطيني واعتداءاته المستمرة على المواطنين سواء في الشيخ جراح أو من خلال عمليات القتل اليومية، وآخرها ما جرى اليوم على حاجز سالم، وخرقه لقواعد القانون الدولي، ستخلق توترا وتصعيدا خطيرا".

وحثّ أبو ردينة الإدارة الأمريكية على "الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، لكي لا تصل الأمور إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها".

70 ألفا في الجمعة الاخيرة من رمضان بـ"الأقصى"

أدى نحو 70 ألف فلسطيني، صلاة الجمعة الرابعة والأخيرة، من شهر رمضان في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة رغم القيود الإسرائيلية.

وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس، لوكالة الأناضول إن 70 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة.

وعقب الصلاة، نظّم آلاف الفلسطينيين وقفة، ومسيرات في ساحات المسجد. وردد المتظاهرون هتافات مشيدة بالجناح المسلح لحركة حماس (كتائب القسام) وبقائده محمد الضيف.

وانتهت المسيرة دون حدوث اشتباك، مع الشرطة الاسرائيلية المتواجدة على البوابات الخارجية للمسجد.

وكان الآلاف من المصلين قد بدأوا بالتوافد إلى المسجد الأقصى منذ مساء أول من أمس، حيث اعتكفوا بالمسجد.

ومنعت السلطات الإسرائيلية، سكان الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد لأداء الصلاة، باستثناء عدة آلاف منهم، نجح الكثير منهم من الوصول إلى المسجد عبر طرق التفافية. كما منعت جميع سكان قطاع غزة، من الوصول إلى المسجد.

وانتشرت قوات من الشرطة الإسرائيلية في شوارع المدينة، منذ ساعات صباح امس، وأغلقت العديد من الشوارع في محيط البلدة القديمة.

وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، قد علّقت في شهر رمضان العام الماضي، قدوم المصلين إلى المسجد بسبب انتشار فيروس كورونا.

وقد طلبت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس من الوافدين إلى المسجد، الالتزام بالتعليمات الصحية بما فيها ارتداء كمامات، والتزام التباعد وجلب سجاجيد الصلاة. وانتشرت فرق النظام والكشافة وحراس وحارسات وسدنة المسجد الأقصى، لتقديم المساعدة للمصلين. وشهدت أسواق البلدة القديمة في مدينة القدس، حركة تجارية نشطة.