يابانيون يقفون في طابور لتلقي لقاح مودرينا خلال حملة تطعيم في طوكيو أمس.  (أ ف ب)
يابانيون يقفون في طابور لتلقي لقاح مودرينا خلال حملة تطعيم في طوكيو أمس. (أ ف ب)
العرب والعالم

إجمالي إصابات العالم تتخطى 5ر178 مليون... مع إعطاء 63ر2 مليار جرعة لقاحتركيز العلماء ينصب على كيفية التعايش مع فيروس كورونا بعد تراجع أعداد الإصابات والوفيات

21 يونيو 2021
21 يونيو 2021

وفي المملكة المتحدة، ارتفعت أعداد حالات الاصابة بسلالة الفيروس التي تحمل اسم «دلتا»، حيث تم إيداع المزيد من المصابين في المستشفيات. وحصل نحو 46 بالمائة من سكان المملكة المتحدة على اللقاح كاملا، مما يساعد في تقليل حالات الوفاة التي يتم تسجيلها يوميا إلى أدنى مستوى منذ الصيف الماضي.

إلا أن هيئة الصحة العامة في إنجلترا قالت الجمعة الماضية إن حالات الاصابة بسلالة «دلتا» الأكثر قابلية للانتقال والتي تم اكتشافها لأول مرة في الهند، تضاعفت تقريبا في الأسبوع الماضي. كما ارتفعت أعداد الحالات التي تم إيداعها في المستشفيات، رغم من أن أغلب المرضى لم يتم تطعيمهم بشكل كامل.

من ناحية أخرى، أرجأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاثنين الماضي، إنهاء إجراءات الإغلاق المفروضة، لمدة أربعة أسابيع، وذلك للسماح لمزيد من البالغين بالحصول على جرعة ثانية من اللقاح، وهو الأمر الذي تظهر البيانات أنه يزيد من الحماية ضد السلالة الجديدة بصورة كبيرة.

ولكن حتى في حال انتشر الفيروس بصورة أكبر بين الأطفال والشباب ممن لم يحصلوا على اللقاح، فإن الاختبار الحقيقي لحملة التطعيمات سيكون ما إذا كانت حالات الإيداع في المستشفيات وحالات الوفاة ستظل منخفضة. فإذا ظلت منخفضة، سيبدأ مرض «كوفيد- 19» في الظهور بدرجة أقل أنه جائحة غير قابلة للسيطرة عليها ، وسيكون أشبه بمرض موسمي مثل «الإنفلونزا».

وتقول «بلومبرج» إن هذا يعد الهدف بالنسبة لواضعي السياسات، حيث قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أمام البرلمان في الأسبوع الماضي: «نهدف إلى التعايش مع هذا الفيروس مثلما نفعل مع الإنفلونزا».

ويقول العلماء إن المقارنة بين انتشار مرض «كوفيد- 19» والإنفلونزا، التي تتسبب في وفاة نحو 650 ألف شخص حول العالم سنويا، ستصبح معيارا مهما خلال فصلي الخريف والشتاء المقبلين. لقد أسفر مرض «كوفيد- 19» عن وفاة أكثر من 8ر3 مليون شخص منذ مطلع عام 2020، إلا أنه يجب في النهاية أن تتمكن الدول التي حصل سكانها على اللقاح من التعامل مع عودة ظهوره بصورة دورية بنفس الطريقة التي يتعاملون بها مع الأنفلونزا، وأن تتخذ قرارات سياسة وفقا لذلك.

وتقول نوزو، عالمة الاوبئة: «يعتبر عقد مقارنة مع حجم تأثير الإنفلونزا الموسمية، أمرا مناسبا عند الحديث بشأن أمور مثل إغلاق المدارس... فماذا نفعل مع الأنفلونزا؟ هل سنقوم بذلك في موسم الإنفلونزا العادي؟»

ومع ذلك، فإن مسؤولي الصحة في الكثير من أنحاء العالم، لا يرفعون أعينهم عن أعداد حالات الاصابة حتى الآن. ورغم تمكن الصين وتايوان من تقليص حجم الإصابات الجديدة إلى الصفر تقريبا، إلا أن نقص توفر اللقاحات يعني أنه حتى حالات التفشي البسيط للمرض يجب التعامل معها على أنها تهديدات كبيرة.

ففي تايوان على سبيل المثال، وبعد مرور عام من الهدوء النسبي وتسجيل حالات إصابة يومية بأرقام فردية، ارتفعت أعداد الإصابات اليومية إلى 723 حالة خلال شهر مايو. وأمرت الحكومة بغلق أماكن الترفيه وقصرت أعداد التجمعات في الاماكن المغلقة على خمسة أفراد فقط، للحد من انتشار المرض.

الهند: حملة مجانية لتطعيم جميع البالغين

بدأت الهند أمس حملة مجانية لتلقيح جميع البالغين ضد فيروس كورونا وذلك بعد أسابيع من انتقادات بأن الحملة التي اتسمت بالفوضى ساهمت في نقص شديد في اللقاحات وتفاقم موجة ثانية قاتلة من الفيروس أودت بحياة مئات الآلاف في أبريل ومايو.

وتراجع رئيس الوزراء ناريندرا مودي هذا الشهر عن سياسة تقوم الولايات بموجبها بشراء ما يلزمها من شركات الأدوية، وتنظم إلى جانب المستشفيات الخاصة عمليات التطعيم للسكان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاما.

وبينما أغلقت معظم الولايات مراكز التطعيم أمام الشباب بسبب نقص اللقاحات، تحولت الغالبية إلى المستشفيات الخاصة التي تتقاضى ما يتراوح بين تسعة دولارات و24 دولارا مقابل الجرعة الواحدة، واتسعت فجوة الإمدادات بين المناطق الحضرية والريفية.

ورغم انخفاض الإصابات اليومية هذا الشهر، حذر الخبراء من موجة ثالثة محتملة مع تطعيم نحو خمسة في المائة فقط من جميع الأشخاص المؤهلين البالغ عددهم 950 مليونا بجرعتي اللقاح.

وسجلت الهند 53256 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهو أدنى مستوى منذ 24 مارس . وبلغت الإصابات ذروتها عند نحو 400 ألف في اليوم في مايو ، وارتفعت الوفيات إلى حوالي 170 ألفا في أبريل ومايو.

ومع إقدام معظم المدن على رفع القيود المفروضة لمكافحة الجائحة، حذر الخبراء من أن ذلك قد يؤدي إلى تعقيد برنامج التطعيم الذي يجب أن يكون أسرع مما هو عليه بأربع مرات على الأقل.

الحصيلة العالمية

أظهرت بيانات مجمعة أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم اقترب من 5ر178 مليون حتى صباح أمس فيما اقترب عدد جرعات اللقاحات المعطاة حول العالم من 63ر2 مليار جرعة.

وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة «جونز هوبكنز» الأمريكية، عند الساعة 0700 بتوقيت جرينتش، أن إجمالي الإصابات وصل إلى 178 مليونا و 491 ألف حالة.

كما أظهرت البيانات أن إجمالي الوفيات ارتفع لثلاثة ملايين و865 ألف حالة.

وفيما يتعلق بإعطاء اللقاحات، كشفت البيانات المجمعة لوكالة «بلومبرج» للأنباء عن إعطاء نحو مليارين و 625 مليون جرعة من اللقاحات المضادة للفيروس حول العالم.

وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات، تليها الهند ثم البرازيل وفرنسا وتركيا وروسيا والمملكة المتحدة والأرجنتين وإيطاليا وكولومبيا وإسبانيا وألمانيا وإيران وبولندا والمكسيك.

وتتصدر الصين دول العالم من حيث عدد الجرعات التي تم إعطاؤها، يليها الاتحاد الأوروبي ثم الولايات المتحدة والهند والبرازيل والمملكة المتحدة وتركيا والمكسيك وإندونيسيا وروسيا وكندا. ولا يعكس عدد الجرعات التي تم إعطاؤها نسبة من تلقوا التطعيم بين السكان، بالنظر لتباين الدول من حيث عدد السكان.

تجدر الإشارة إلى أن هناك عددا من الجهات التي توفر بيانات مجمعة بشأن كورونا حول العالم، وقد يكون بينها بعض الاختلافات.

إندونيسيا تشدد القيود

قال إيرلانجا هارتارتو، وزير تنسيق الشؤون الاقتصادية الإندونيسي إن بلاده ستشدد قيود التباعد الاجتماعي لأسبوعين اعتبارا من اليوم الثلاثاء في محاولة لاحتواء زيادة في إصابات فيروس كورونا المستجد، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الإصابات مليوني حالة.

وإندونيسيا رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.

وأضاف هارتارتو في مؤتمر صحفي أمس أن القيود ستطبق على «المناطق الحمراء» التي ارتفعت فيها الحالات بشكل حاد هذا الشهر، ومن بينها العاصمة جاكرتا.

ويعني تشديد الإجراءات أن المكاتب والمطاعم والمقاهي ومراكز التسوق في تلك المناطق سيسمح لها بالعمل بربع طاقتها الاستيعابية فقط. وسيتم تعليق الأنشطة الدينية في دور العبادة بالمناطق الحمراء وإغلاق المزارات السياحية.

وستتمكن القطاعات الحيوية مثل الخدمات الأساسية من العمل بكامل طاقتها لكن بتطبيق إجراءات سلامة صحية أكثر صرامة، بينما ستعمل المكاتب في المناطق غير المصنفة على أنها حمراء بنصف طاقتها.

وشهدت إندونيسيا زيادة حادة في حالات الإصابة بكورونا هذا الشهر، وسجلت أمس 14536 حالة جديدة، في أعلى زيادة يومية منذ بدء الجائحة ليبلغ إجمالي الإصابات لديها مليونين و4445 حالة.

كما سجلت وزارة الصحة 294 وفاة جديدة ليبلغ إجمالي الوفيات في البلاد 54956.

كوريا الجنوبية: أول حالة

وفاة بعد اللقاح

أقرت السلطات الصحية في كوريا الجنوبية أمس بتسجيل أول حالة وفاة بعد تلقي لقاح مضاد لفيروس كورونا في البلاد، بعد أن توفي رجل بسبب حالة نادرة لتجلط الدم في أعقاب تلقيه اللقاح الأسبوع الماضي .

وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أنه تم التأكد من إصابة الرجل، وهو في الثلاثينات من عمره وتوفي الأربعاء الماضي، بأعراض جانبية نادرة جدا ولكنها خطيرة، تسمى تجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات، بعدما تلقى التطعيم في 27 مايو.

وظهرت على المريض أعراض صداع شديد وغثيان بعد تسعة أيام من تلقي التطعيم، وتم نقله لاحقا إلى مستشفى، ثم تم تشخيص إصابته بالمتلازمة يوم 8 يونيو.

وتعطي كوريا الجنوبية لقاح أسترازينيكا للوقاية من فيروس كورونا لمن هم في سن 30 عاما فأكثر فقط منذ منتصف أبريل، وسط مخاوف من تجلط الدم.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها الحكومة بتسجيل حالة وفاة مرتبطة باللقاح، بعد أن بدأت البلاد برنامج التطعيم في أواخر فبراير.

ووفقات ليونهاب، حققت السلطات الصحية في كوريا الجنوبية بشأن 224 حالة وفاة ذات صلة محتملة بلقاحات كورونا حتى الآن.

ومن بين الحالات المشتبه فيها، خلصت الدولة إلى أن 210 حالات منها لم تكن ناجمة عن التطعيم، بينما تحتاج 13 حالة أخرى لمزيد من التحقيق.

وأكملت كوريا الجنوبية تطعيم نحو 9ر7% من سكان البلاد، مع تلقي نسبة 2.29% الجرعة الأولى.

وتستخدم الدولة حاليا ثلاثة لقاحات مختلفة، وهي لقاحات أسترازينيكا وفايزر وجونسون.

ماليزيا : 4611 إصابة جديدة

أعلنت ماليزيا أمس تسجيل 4611 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، مما يرفع إجمالي عدد حالات الإصابة في البلاد إلى 701 ألف و19 حالة.

ونقلت صحيفة «ذا ستار» الماليزية أمس عن المدير العام لوزارة الصحة، الدكتور نور هشام عبد الله قوله إن ولاية سيلانجور سجلت معظم حالات الإصابة الجديدة وهي 1346 حالة.

وكانت ماليزيا قد سجلت أمس 5293 حالة إصابة جديدة.

هونج كونج تستعد

لتقليل فترة الحجر

تستعد هونج كونج لتقليل فترة الحجر الصحي الإلزامي داخل الفنادق، التي تفرضها على المسافرين الدوليين القادمين من معظم الأماكن، طالما ثبتت تكوينهم للأجسام المضادة لفيروس كورونا، وذلك بحسب ما ورد في تقارير إعلامية محلية نقلتها وكالة «بلومبرج» للانباء أمس.

ويشار إلى أن هونج كونج، التي التزمت أثناء تفشي الجائحة بواحدة من أكثر سياسات الحجر الصحي صرامة، تخطط لخفض فترة العزل الإلزامي داخل الفنادق لتصل إلى سبعة أيام، بحسب ما ذكرته صحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست».

وتدرس حكومة هونج كونج بعناية ما إذا كان هناك فرصة لتخفيف قيود التباعد الاجتماعي بعد انتهاء سريان القواعد الحالية هذا الأسبوع.

وسجلت هونج كونج عدم وجود حالات منقولة محليا لأكثر من 10 أيام.

عواصم - (وكالات)- بدأ علماء الأوبئة في تحويل تركيزهم إلى اتخاذ إجراءات أخرى مع ظهور المرحلة التالية من تفشي الوباء وذلك بعد أكثر من عام من تتبع أعداد حالات الاصابة بمرض «كوفيد- 19» بقلق شديد.

وذكرت وكالة «بلومبرج» للأنباء في تقرير لها أنه مع قيام الدول الغنية بإعطاء اللقاح المضاد للفيروس لنسب متزايدة من سكانها المعرضين للخطر، يبدو أن الصلة بين أعداد الإصابات والوفيات آخذة في التضاؤل . أما الآن، فإن التركيز ينصب على تعلم كيفية التعايش مع الفيروس، وعلى البيانات الأكثر أهمية من أجل تجنب فرض قرارات إغلاق جديدة.

ومن جانبها، تقول جينيفر نوزو، وهي عالمة أوبئة في مركز معلومات فيروس كورونا بجامعة جونز هوبكنز، والذي أسس واحدة من أكثر المنصات شمولا لتتبع الفيروس وحجم تأثيره: «من الممكن أن نصل إلى مرحلة مراقبة إيداع الحالات في المستشفيات فقط».

وكان ارتفاع مفاجئ تم تسجيله في أعداد حالات الاصابة، تُرجم قبل بدء إطلاق حملات التطعيم في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا، إلى زيادة في أعداد حالات الدخول إلى المستشفيات وحالات الوفاة على مدار عدة أسابيع.

ولم يترك الضغط الذي فُرض على الأنظمة الصحية خيارا أمام القادة سوى فرض قيود على الحياة العامة، وتعطيل عجلة الاقتصاد، وإجبار من يعانون من حالات مرضية أخرى على تأخير إجراءات مهمة بالنسبة لهم.

أما الآن، فيحرص العلماء ومسؤولو الحكومة على معرفة ما إذا كان سيؤدي توسيع نطاق إعطاء اللقاحات في النهاية إلى الخروج من هذه الدائرة، بحسب وكالة «بلومبرج».