1636698
1636698
العرب والعالم

أكثر من 220 جريحا في صدامات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين..والبرلمان العربي يستنكر اقتحام المسجد الأقصى

08 مايو 2021
08 مايو 2021

عواصم - وكالات: أسفرت الصدامات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في القدس الشرقية ليل الجمعة- السبت عن وقوع أكثر من 220 جريحا في حصيلة جديدة، في تصعيد دانته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول إقليمية داعية الى وضع حد له.

وأطلقت «لجنة المتابعة العليا للعرب في إسرائيل»، وهي هيئة تمثيلية لعرب إسرائيل، دعوات إلى التظاهر السبت تضامنا مع فلسطينيي القدس.

واستخدمت الشرطة الإسرائيلية لمكافحة الشغب الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية في مواجهة الفلسطينيين الذين رشقوا قوات الأمن بالحجارة والزجاجات والمفرقعات حول أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الموقع الذي يقول اليهود إنه بني فوق الهيكل.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن 17 ضابطا جرحوا. وصرح الهلال الأحمر الفلسطيني أن 205 فلسطينيين أصيبوا في أعمال العنف في الأقصى وفي أنحاء القدس الشرقية، موضحا أنه أعدّ مستشفى ميداني بسبب امتلاء غرف الطوارئ في المستشفيات.

وظهرت في تسجيل فيديو نشره شهود عيان القوات الإسرائيلية وهي تداهم الباحة الواسعة أمام المسجد وتطلق قنابل الصوت داخل المبنى حيث كانت حشود من المصلين بينهم نساء وأطفال يؤدون الصلاة في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان.

وتأتي هذه الصدامات بينما تصاعد التوتر في القدس في الأسابيع الأخيرة بسبب إغلاق السلطات الإسرائيلية بعض أجزاء البلدة القديمة خلال رمضان، وفي خضم معركة قضائية حول إخلاء عائلات فلسطينية منازلها في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية لصالح مستوطنين يهود.

من جانب آخر، اعتقلت القوات الإسرائيلية السبت 13 فلسطينيا من مدينة القدس، يأتي ذلك بالتزامن مع مواجهات ليلية مع الشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) عن شهود عيان قولهم إن «الاعتقالات جاءت بعد مداهمة قوات الاحتلال عددا من المنازل في البلدة القديمة، وفي أحياء الصوانة، والعيسوية، وراس العامود، وسلوان».

وأشار الشهود إلى أن تلك القوات داهمت منزل مسؤول الشبيبة الفتحاوية في العيسوية محمد محمود، ولكنها لم تجده في المنزل.

وتشهد باحات المسجد الأقصى في شرق القدس مواجهات شبه يومية بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية منذ بداية شهر رمضان الحالي.

كما تشهد المدينة توترا على خلفية خطر ترحيل نحو 500 فلسطيني في حي الشيخ جراح من نحو 27 منزلا بفعل قرارات إخلاء أصدرتها محاكم إسرائيلية بموجب دعاوى رفعتها منظمات استيطانية بحسب مصادر فلسطينية.

الولايات المتحدة «قلقة جدا» إزاء ما يحصل

وفي سياق آخر، أعلنت الخارجية الامريكية عن قلقها إزاء ما يحصل في الاراضي المحتلة، جاء ذلك في بيان قالت فيه «من الضروري جدا أن تمارس كل الأطراف ضبط النفس وأن تمتنع عن الأعمال والتصريحات الاستفزازية، وأن تحافظ على الوضع التاريخي للحرم الشريف وجبل الهيكل، بالقول والفعل».

وأضاف البيان «إننا قلقون جدا إزاء احتمال طرد عائلات فلسطينية في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس، لا سيما أن عددا منها عاشت في هذه المنازل على مدى أجيال».

ودعت الجانبين إلى «تجنب الخطوات التي تؤدي إلى تفاقم التوترات» بما في ذلك عمليات الإخلاء في القدس الشرقية، والاستيطان، و«الأعمال الإرهابية».

وكانت الأمم المتحدة حذرت في وقت سابق من عمليات الإخلاء القسري، معتبرة أنها قد ترقى إلى مستوى «جرائم حرب».

الاتحاد الاوروبي يدعو الى التحرك « بشكل عاجل»

ودعا الاتحاد الأوروبي السبت السلطات الى التحرك «بشكل عاجل» لخفض التوتر في القدس.

وقال المتحدث باسم الاتحاد في بيان «العنف والتحريض غير مقبولين»، مضيفا أن «الاتحاد الأوروبي يدعو السلطات إلى التحرك بشكل عاجل لخفض التوتر الحالي في القدس».

وأضاف «على القادة السياسيين والدينيين وفي المجتمع من جميع الأطياف التحلي بضبط النفس والمسؤولية والقيام بكل ما هو ممكن لتهدئة هذا الوضع المتفجر».

وحث منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور فينيسلاند في تغريدة على تويتر جميع الأطراف على «احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة في البلدة القديمة بالقدس من أجل السلام والاستقرار». وحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية «مسؤولية» الصدامات وأعرب عن «دعمه الكامل لأبطالنا في الأقصى».

البرلمان العربي يستنكر اقتحام المسجد الأقصى

من جانبه، استنكر البرلمان العربي قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين الآمنين واقتحام منازل أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة وتهجير سكانها قسرًا، معربًا عن رفضه القاطع لاستمرار ممارسات سلطات الاحتلال التي تعد انتهاكًا صارخًا لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني.

وحذر البرلمان العربي، في بيان له من مغبة التصعيد الذي يدفع بتقويض فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مطالبًا السلطات الإسرائيلية بالكف الفوري عن الانتهاكات والاعتداءات على الفلسطينيين ووقف أي ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى. ودعا المجتمع الدولي بالضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف التصعيد والانتهاكات في المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة وفي القدس المحتلة، مؤكدًا وقوفه التام إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

ردود افعال عربية تدين بشدة التعامل الاسرائيلي

أكدت السعودية السبت رفضها خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية في القدس الشرقية، في إشارة إلى منازل عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية مهدّدة بالإخلاء لصالح مستوطنين إسرائيليين.

ودانت قطر والكويت والبحرين بشدة التعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين في المسجد الأقصى.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان رفض المملكة «لما صدر بخصوص خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها».

وشدد البيان على تنديد الرياض «بأي إجراءات أحادية الجانب، ولأي انتهاكات لقرارات الشرعية الدولية، ولكل ما قد يقوض فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».

وأعربت وزارة خارجية البحرين عن «استنكارها الشديد لاعتداء القوات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى».

ودعت المنامة الحكومة الإسرائيلية إلى «وقف هذه الاستفزازات المرفوضة ضد أبناء القدس، والعمل على منع قواتها من التعرض للمصلين في هذا الشهر الفضيل».

بينما أعربت قطر عن « إدانتها بأشد العبارات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك واعتداءها الوحشي على المصلين».

ودان الأردن ليل الجمعة السبت «الاعتداء الهمجي» الإسرائيلي في القدس، داعيا المجتمع الدولي إلى وقف «التصعيد والانتهاكات» التي ترتكبها الدولة العبرية.

وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن «بالغ إدانتها واستنكارها لقيام السلطات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين»، مؤكدةً «ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية».

وتظاهر الآلاف في عدد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة حتى باكستان تضامنا مع الفلسطينيين.

وفي بيروت، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون السبت أن القدس ستبقى تنزف ما دام مبدأ القوة والتهجير هو السائد ويعتمد على حماية دولية دون رادع.

وقال عون، في تغريدة نشرتها الرئاسة اللبنانية عبر صفحتها بموقع «تويتر»:« في يوم القدس نزفت القدس من جديد، وستبقى تنزف ما دام مبدأ القوة والتهجير وسلب الحقوق هو السائد، متكئاً على حماية دولية وعلى كسر قرارات أممية من دون رادع ولا محاسبة».

وأضاف «وإذا كان السلام هو الهدف فليتذكر الجميع وبخاصة المجتمع الدولي،أن لا سلام من دون عدالة ولا عدالة من دون احترام للحقوق».

ومع اندلاع الاشتباكات، انتقد عدد من المسؤولين الأتراك إسرائيل ودعوا الدول الأخرى إلى التنديد، في حين حث بيان لوزارة الخارجية إسرائيل على «الإنهاء الفوري لموقفها الاستفزازي والعدائي والتصرف بعقلانية».

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين على تويتر في ساعة متأخرة من مساء الجمعة «عار على إسرائيل ومن يلتزم الصمت في وجه الهجمات المشينة».

وأضاف «ندعو الجميع للوقوف في وجه سياسات الاحتلال والعدوان لدولة الفصل العنصري هذه».

وقال مدير الاتصالات الرئاسية في تركيا فخر الدين ألتون للتلفزيون الرسمي إن إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان وستدفع الثمن، كما نددت أحزاب معارضة بما حدث في مؤشر نادر على الوحدة.

وقال ألتون «مهاجمة أبرياء أثناء صلاتهم إرهاب واضح... نرى أن هذه الهجمات على الفلسطينيين انتهاك لأهم حقوق الإنسان الأساسية».

شهدت السنوات الماضية خلافا مريرا بين الحليفين السابقين تركيا وإسرائيل، رغم علاقاتهما التجارية القوية، وتبادل الطرفان طرد سفيريهما في عام 2018.

ونددت أنقرة مرارا باحتلال إسرائيل للضفة الغربية ومعاملتها للفلسطينيين ووصفت القضية بأنها «خط أحمر». وفي الشهر الماضي، نددت تركيا أيضا بما وصفتها بأنها «محاولة منهجية من إسرائيل لطرد الفلسطينيين»، في إشارة إلى القضية القانونية طويلة الأمد التي ستنظرها المحكمة العليا الإسرائيلية يوم الاثنين.