فاطمة الحارثية أول حكم دولي في كرة السلة الثلاثية
فاطمة الحارثية أول حكم دولي في كرة السلة الثلاثية
الرياضية

الفتاة العمانية أثبتت أنها شريك أساسي في صناعة وتطوير الرياضة النسائية

16 أكتوبر 2021
إشادة بدور الثقافة والرياضة واللجنة الأولمبية والاتحادات
16 أكتوبر 2021

أثبتت المرأة العمانية أن دورها الحيوي لا يتمثل في الجانب الرياضي فقط وإنما في مختلف القطاعات المختلفة والمساهمة في عملية التنمية الوطنية الشاملة، واستطاعت المرأة العمانية خلال الفترات الماضية أن تثبت قدراتها العلمية وكفاءتها العملية لتبرهن جدارتها بالثقة التي منحت لها، وتعتبر الخطوات التي قطعتها المرأة العمانية في السنوات الماضية وما حققته من إنجازات أكبر دليل على أن المرأة العمانية مصدر ثقة، حيث إن تمكين المرأة ومشاركتها الكاملة أسهم في عملية صنع القرار وبلوغ مواقع اتخاذ القرار في مختلف القطاعات. كما تعددت المجالات التنموية التي أسهمت المرأة العمانية في بنائها، ومن بينها القطاع الرياضي الذي استطاعت فيه الفتاة العمانية بطموحها ورغبتها الكبيرة أن تتجاوز جميع التحديات التي تعترض مسيرتها الرياضية، وقد ظهر ذلك جليا في قدرتها على استغلال الفرص التي تتاح لها في المجال الرياضي وسعيها الدؤوب لصنع الفرص ويبقى ما حققته المرأة العمانية في المجال الرياضي مصدر فخر لكل الفتيات.

حيث لم تتوقف الفتاة العمانية يوماً عن إحراز النجاحات في مختلف الأصعدة العربية والإقليمية والدولية . كما قطعت الرياضة النسائية في السلطنة خطوات كبيرة من خلال الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة الأولمبية في هذا المجال، وذلك بدعم وتأهيل الرياضة النسائية في مختلف الأنشطة والفعاليات والمهرجانات الرياضية من خلال الندوات والمؤتمرات والدراسات المتخصصة على المستويين المحلي والدولي وتفعيل الأنشطة الداخلية وتكوين المنتخبات الوطنية التي تمثل السلطنة في المشاركات سواء التي تتم من خلال وزارة الثقافة والرياضة والشباب أو عبر اللجنة الأولمبية العمانية، وقد هدفت تلك المشاركات الإقليمية والدولية إلى تطوير رياضة المرأة من مختلف الجوانب والتنافس وحصد النتائج الإيجابية وأيضا لتبادل الخبرات الرياضية وفتح قنوات الاتصال مع الاتحادات الدولية. «عمان الرياضي» سلط الضوء في هذا التقرير على بعض الإنجازات التي حققتها الفتاة العمانية خلال الفترة الماضية.

تعزيز ودعم الفرق النسائية

حيث قالت سارة بنت نادر المسكرية لاعبة المنتخب العماني للبولينج إن دعم وتأهيل الرياضة النسائية في مختلف الأنشطة والفعاليات والمهرجانات الرياضية يكمن في توفير المدربين الأكفاء وأصحاب الخبرة العالية القادرين على تدريب المرأة على أسس الاحتراف في مختلف الألعاب التي تمارسها الفتاة، بالإضافة إلى أماكن للتدريب والتأهيل تتناسب مع الاشتراطات الدولية وتتناسب مع بنية المرأة وخصوصيتها، وكذلك تعزيز ودعم الفرق الرياضية من خلال مشاركتها في معسكرات محلية وإقليمية ودولية تبني ثقة اللاعبات وتوفر لهن فرص الاحتكاك بلاعبين ولاعبات من دول وبيئات مختلفة وبجانب ذلك لا بد من توفر الأدوات والمستلزمات الخاصة بالمرأة للممارسة الرياضة بالطريقة الصحيحة المناسبة للوصول إلى الاحترافية، وبلا شك يجب تهيئة اللاعبات بدنيا من خلال توفير اشتراكات في النوادي الرياضية وإعداد جداول تدريبية منتظمة تتناسب مع حياتهن العملية والعلمية والعائلية وتعتبر هذه واحدة من أهم الطرق والآليات لتكوين المنتخبات النسائية الوطنية لجميع الألعاب الرياضية.

تطوير القطاع الرياضي والشبابي

وذكرت المسكرية أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة الأولمبية العمانية والاتحادات واللجان الرياضية والأندية لها دور كبير في تفعيل الرياضة النسائية في السلطنة ونشر الثقافة الرياضية في المجتمع والحث على تشجيع رياضة المرأة وإبراز مشاركتها في البطولات والمسابقات والاهتمام بإعداد القيادات الرياضية، وأيضاَ من اختصاصهم توفير وتنفيذ ووضع السياسات والخطط والبرامج اللازمة التي تضمن تحقيق النجاح والتطور في مجال الرياضة النسائية، وبناء المنشآت الشبابية والرياضية وتوفير الإمكانيات اللازمة لها، والنهوض بالشباب رياضياً واجتماعياً وثقافياً وإبراز دوره في أداء واجباته والإشراف المالي والإداري والفني على الهيئات الأهلية التابعة للوزارة باعتبارها هيئات تنفيذية لمهام الوزارة وإعداد الدراسات والبحوث الهادفة لتطوير القطاع الشبابي والرياضي، كما يترتب عليهم تهيئة اللاعبات نفسيا وبدنيا وتوفير كل الاحتياجات التي تمكنهن من التنافس بكل أريحية وثقة بأنهن في المستوى المطلوب والمرضي للطموح.

تذليل الصعاب

وتابعت لاعبة المنتخب للبولينج بالقول: إن دور اللجنة العمانية لرياضة المرأة مهم جداً لأنها على تواصل مباشر مع اللاعبات فهي حلقة وصلة بين اللاعبات والهيئات والجهات المعنية برياضة المرأة العمانية في السلطنة وأيضاً من الأدوار الأساسية للجنة رياضة المرأة هو تحقيق أهداف وتصورات الفرق النسائية وتنفيذ مطالبهن وفهم احتياجاتهن الضرورية وتذليل الصعاب لتوفيرها بما يحقق تطور مستمر للفرق والمنتخبات النسائية ويعزز من قوتها ويمكنهن من تحقيق النجاحات على مختلف الأصعدة المحلية والدولية، وإذا اللجنة لم تولِ اللاعبات الاهتمام المطلوب والمنشود سيؤثر ذلك في الارتقاء بمستوياتهن ومهاراتهن ويقلل من فرص المنافسة لديهن، كما أن دور اللجان الرياضية في السلطنة في مختلف الرياضات مهم جداً لأنها حلقة الوصل المباشرة بين توطيد العلاقات الرياضية المختلفة.

إنجازات وطموح

وحول بداية مشوارها الرياضي، قالت المسكرية: بدأت رياضة البولينج في عام 2010 وفي ذلك الوقت كانت لجنة رياضة المرأة العمانية ترغب في تشكيل فريق نسائي في رياضة البولينج وكان اسمي ضمن قائمة المرشحين للفريق، ثم دخلت في تدريبات مكثفة نظمتها اللجنة لمدة سنة تقريبا وكان مستواي ومهارتي في اللعبة جيدا، وبعدها بفترة قصيرة تم رفع اسمي ضمن المرشحين للدخول إلى طاقم المنتخب وأكون إحدى لاعبات المنتخب الوطني للبولينج، وكانت أول بطولة شاركت فيها هي بطولة المرأة في عام 2014 وحققت إنجازين خلالها وهما الفوز بالمركز الأول في الفئة الفردية والمركز الثاني في الفئة الزوجي، وفي تلك الفترة واجهت عدة صعوبات وهي التوافق بين مشواري الدراسي والرياضي، وكانت الدراسة من أولوياتي الأولى فتوقفت لمدة سنتين عن ممارسة البولينج حتى تمكنت من السيطرة على الجانب الدراسي. وأضافت: وفي عام 2017 عدت للميدان الرياضي الخاص بالبولينج مرة أخرى وبدأت في تعلم اللعبة من الصفر وركزت على التمرين بشكل عميق ومكثف وبذلك رجعت للعبة بشكل قوي واحترافي والدليل على ذلك الإنجازات التي حققتها، وبعد مرور ستة أشهر على عودتي إلى ميدان اللعبة بكل عزم وإرادة وشاركت في بطولة عربية أقيمت في السلطنة حصدت خلالها المركز الثاني في فئة الزوجي والمركز الثالث في فئة الفرق،ثم شاركت في بطولة المرأة والتي أقيمت بالسلطنة وحصلت على المركز الأول في الفئة الفردية والمركز الثاني في فئة الزوجي والفرق والمركز الثالث في فئة الماسترز، وفي عام 2019 م شاركت في البطولة العربية بنسختها الخامسة وحققت المركز الثاني في فئة الفرق والمركز الثالث في فئة الماسترز وهذه البطولة كانت من البطولات التي تعني لي الكثير لأنني كنت أول لاعبة من المنتخب تحصل على المركز الثالث في فئة الماسترز، وآخر بطولة شاركت فيها كانت أيضاً في عام 2019 وهي بطولة الدورة الرياضية السادسة لرياضة المرأة وحصلت فيها على إنجازين في فئة الزوجي والفرق، وأنا فخورة بهذه الإنجازات التي حققتها، ولدي أمل وثقة مكللة بالطموح الكبير بأن تكون مشاركاتي القادمة أفضل وأقوى وأحقق فيها المزيد من المراكز المتقدمة.

ثقافة ممارسة الرياضة

من جانبها قالت فاطمة بنت حمود الحارثية أولة حكم دولي في كرة السلة الثلاثية: من خلال حضوري لمؤتمر رياضة المرأة، عرفت أن بعض الدول الشقيقة تمتلك صالات رياضية نسائية ولكن وللأسف الشديد لا يوجد من يستخدمها من هنا أدركنا بأن ثقافة ممارسة الرياضة بشكل يومي وانتشارها والاقتناع بها هو أهم من الصالات الرياضية في الوقت الحالي وبعد أن تصبح هذه الممارسة ركنا أساسيا من أركان الحياة اليومية للفتيات منها وبكل تأكيد ستتم المطالبات لإيجاد حلول نحو إمكانية توفير أماكن خاصة لممارسة الرياضة النسائية بحرية أكثر.

وأضافت الحارثية: إذا أردنا أن تكون لدينا رياضة تنافسية نسائية فإنه يجب أن تكون هناك استراتيجية واضحة الأهداف تبدأ من البطولات المدرسية إلى المنصات الدولية وذلك من خلال التعاون بين وزارة الثقافة والرياضة والشباب والاتحادات الرياضية ووزارة التربية والتعليم، وأيضاً إشراك الناشئات في الأندية الرياضية وإجراء المنافسات بين الأندية عبر الاتحادات الرياضية ومنها تكوين الفرق الرياضية حسب المواهب الرياضية من مختلف محافظات السلطنة والعمل على توفير المدربين المؤهلين لتدريب هذه الفرق حتى نتمكن من المشاركة التنافسية في البطولات والمحافل الرياضية.

مجتمع متقبل لرياضة المرأة

وعلى الصعيد الشخصي قالت فاطمة الحارثية: الرياضة تعني لي الكثير وقبل كل شيء هي أسلوب حياة يجب أن تعيشها الفتاة بجميع تفاصيلها، حيث إنني نشأت في كنف عائلة كانت الداعم الرئيسي لي في هذا المجال مما أزاح عني بعض الصعوبات التي قد تواجهها بعض من فتيات المجتمع، وبالنسبة لي أصبحت الرياضة جزءا لا يتجزأ من يومي وأسعى وبكل جهد إلى نشر هذه الثقافة بين مختلف فئات المجتمع، وعلى الرغم من أن هناك بعض التحفظ من بعض فئات شرائح المجتمع فيما يخص رياضة المرأة خلال الفترة الماضية، إلا أننا نلاحظ أنه في الفترة الحالية وجود ثقافة ممارسة الرياضة كالمشي عند النساء والتي استطاع المجتمع أن يتقبلها برحابة صدر ونستطيع أن نقول بأن هناك تطورا ملحوظا جدا في هذا الجانب وهذا يبشر بالخير خلال الفترة المقبلة.

طموح نسائي رياضي كبير

وحول مشوارها الرياضي قالت فاطمة الحارثية: بدأت بممارسة الرياضة في المنزل والحارة والمدرسة ومنها مواصلة الطريق لتحقيق هدف التخصص في هذا الجانب من خلال دراسة مادة التربية الرياضة والعمل كمعلمة رياضة ولتحقيق أهداف على مستويات أعلى اكتشفت خلال ذلك القدرات القيادية والإدارية التي امتلكها ورغبة مني في صقلها التحقت بالعديد من الدورات في هذا الجانب إلى أن نلت الدبلوم العالي من اللجنة الأولمبية العمانية بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الدولية في مجال الإدارة الرياضية المتقدمة ومنها واصلت الطريق لأصبح أخصائية نشاط رياضي بالمديرية وإقامة العديد من المناشط والبرامج الرياضية التي تسعى إلى نشر الرياضة واكتشاف الطلاب المجيدين لصقل مواهبهم والمشاركة في العديد من الأنشطة على مستوى السلطنة، ونحو السعي إلى تحقيق الأهداف لنشر الثقافة الرياضة اجتزت دورة إعداد مدربي القيادات الرياضية الشابة والتي تسعى إلى تدربين المعلمين والطلبة الشباب ليصبحوا قادة رياضيين يفيدون مجتمعهم ووطنهم ويعملون على نشر ثقافة الرياضة.

وعن طموحها قالت: في الوقت الحالي أسعى إلى الاستمرار في برنامج إعداد القادة الرياضيين الشباب حيث إن ظروف جائحة كورونا أبطأ من تنفيذ البرامج المقترح تنفيذها في السلطنة حيث تم الانتهاء من 4 محافظات وهي مسقط والظاهرة والوسطى وظفار، وتبقى باقي المحافظات الأخرى وعلينا وضع خطة بعد استقرار الأوضاع وإتاحة الفرص لهولا الشباب لصقل مواهبهم من خلال البرامج الرياضية في المدارس أو الأندية أو الأعمال التطوعية.

وأضافت: من ناحية أخرى، ركزت على وضع الأهداف حول نشر لعبة كرة السلة الثلاثية في السلطنة حيث أصبح لهذه اللعبة شأن دولي وأولمبي خاص وهي من الألعاب التي لا تتطلب ميزانيات كبيرة حيث إن عدد اللاعبين قليل وبطولاتها قصيرة مقارنة بلعبة كرة السلة العادية، ومنها إمكانية المنافسة في البطولات القارية والعالمية والعمل على إعداد قاعدة من الإداريين والحكام المختصين باللعبة في محافظات السلطنة حتى تسهل عملية إقامة البطولات والجولات فيها.

رسالة لكل فتاة رياضية

ووجهت فاطمة الحارثية رسالة إلى الفتيات عبرت فيها: إن استغلال الفرص المتاحة ضروري جداً لكل فتاة رياضية لديها طموح في هذا المجال، وما نشاهده من تطور مجتمعي في الوقت الحالي يسهم وبشكل كبير في حرية ممارسة الرياضة لدى الفتيات، ما يجب أن يعلمه الجميع بأن الرياضة ركن أساسي من أركان الحياة اليومية ولا يجب أن تكون الرياضة جانبا تنافسيا فقط بل يجب أن تكون جانبا صحيا ترويحيا قبل أي شي، وعليه فإن جانبا كبيرا من الصعوبات التي كانت تواجهها المرأه في السنوات الماضية قد أزيح وبشكل كبير أمام الجيل الحالي من الفتيات وعليهن استغلال هذه الفرص، وفي حال عدم وجود أماكن بها خصوصية لممارسة الرياضة فلا يجب أن يكون هذا عائق أمام تحقيق الطموحات وإنما يجب البحث عن البدائل الموجودة والتي يمكن استغلالها في الوقت الحالي سواء بالتعاون مع الأندية الرياضية أو المدارس الحكومية أو الخاصة التي توجد بها صالات خاصة ويمكن استغلالها في الفترات المسائية.

وتابعت فاطمة الحارثية حديثها بالقول: على المواهب الرياضية من الفتيات السعي نحو تحقيق أهدافهن من خلال الالتحاق بالاتحادات الرياضية واللجان المعنية كلجنة رياضة المرأة لإيحاد الآلية المناسبة للتدريب وصقل المواهب حتى تتمكن من المشاركة في البطولات الدولية والخارجية وتمثيل السلطنة خير تمثيل حيث تمتلك الفتيات العمانيات مواهب وقدرات تؤهلها وبشكل كبير إلى المشاركة والتنافس وهناك العديد من الأسماء الرياضية العمانية التي حققت إنجازات كبيرة في المجال الرياضي وعلى مستويات خليجية وعربية ودولية أيضا وهذا لا يعني بأن المجال كان مفتوحا لهن وإنما واجهن العديد من الصعوبات والعراقيل ولكن الأهم من ذلك هو الإصرار والعزيمة اللذين دفعهن وبكل قوة نحو تحويل تلك الصعوبات إلى فرص لتحقيق الأهداف.