جانب من لقاء المنتخب الوطني والصومال
جانب من لقاء المنتخب الوطني والصومال
الرياضية

الأحمر يقهر عناد الصومال في التصفيات التمهيدية لكأس العرب

21 يونيو 2021
21 يونيو 2021

كتب - فيصل السعيدي -

نجح منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في ترويض بطاقة الصعود المؤهلة إلى دور المجموعات من منافسات مسابقة كأس العرب لكرة القدم المزمع إقامتها في دولة قطر الشقيقة شهر نوفمبر المقبل .وجاء تأهل منتخبنا الوطني على خلفية الفوز المحتشم الذي حققه على حساب نظيره المنتخب الصومالي الصديق بشق الأنفس بهدفين مقابل هدف في المواجهة التي جرت مساء امس على ملعب استاد جاسم بن حمد بنادي السد في العاصمة القطرية الدوحة حيث قدم الأحمر شوطا أول ظهر فيه بشكل رائع في كافة الخطوط نجح من خلاله في تسجيل هدفيه عبر محسن الغساني في الدقيقة ١٢ وصلاح اليحيائي في الدقيقة ٣٦ من علامة الجزاء قبل أن يتراجع منتخبنا الوطني في الشوط الثاني ويفسح المجال للمنتخب الصومالي في العودة لنتيجة اللقاء حيث نجح فعليا في تقليص الفارق عند الدقيقة ٥٥ برأسية محكمة من مسافة قريبة نجح من خلالها ابيل جيجلي في مغالطة حارس منتخبنا فايز الرشيدي .

وصمد منتخبنا الوطني حتى صافرة النهاية متمكنا من الحفاظ على هدفيه اللذين حسم من خلالهما المواجهة منذ شوط المباراة الأول ليحجز مقعده وتذكرة تأهله بنجاح إلى دور المجموعات من منافسات كأس العرب عقب قهره عناد الصومال في التصفيات التمهيدية حيث انضم رسميا لمجموعته الرابعة التي تضم إلى جواره منتخب قطر المستضيف والعراق والمتأهل من لقاء البحرين والكويت.

سطوة ميدانية مبكرة للأحمر

انطلقت المواجهة بسيطرة واستحواذ متبادل من كلا الجانبين سرعان ما بسط منتخبنا الوطني هيمنته على اللقاء من خلال فرض أسلوبه وإيقاعه السريع عبر تنويع اللعب تارة من العمق وتارة أخرى من الأطراف وسط انكماش دفاعي للمنتخب الصومالي الذي استسلم للبدايات الصاعقة من جانب منتخبنا الوطني وهي البدايات التي كادت أن تترجم وتكرس إلى واقع افتتاح التسجيل بهدف أول عندما ارتطمت كرة مهاجم منتخبنا محسن الغساني في العارضة مستفيدا من تمريرة عبدالله فواز وعلى الرغم من أن الكرة سقطت أمام عبدالعزيز المقبالي داخل المنطقة لدى عودتها من العارضة إلا أنه لم يحسن استغلالها بالشكل المطلوب لتمر بردا وسلاما على مرمى الحارس مصطفى محمد في الدقيقة ( ٨ ) .

الغساني يترجم تفوق منتخبنا

الضغط الهجومي المبكر والمتواصل لمنتخبنا الوطني ولد هدف افتتاح النتيجة في الدقيقة ( ١٢ ) عبر إقدام محسن الغساني مستغلا كرة مرتدة من حارس المنتخب الصومالي مصطفى محمد فشل على أثرها هذا الأخير في ترويض تسديده عبدالعزيز المقبالي القوية من حافة المنطقة فوجدت المتربص محسن الغساني في طريق التقاطع إليها بتمركز أكثر من رائع ومتابعة رائعة تنم عن حس وحدس تهديفي عال جدا ومكر وخبث هجومي رفيع المستوى والطراز في توقع مسار الكرة واستثمار هفوة الحارس والدربكة الدفاعية لخط دفاع منتخب الصومال بأكمله مودعا كرة زاحفة تهادت بسهولة في المرمى وسكنت الشباك الصومالية معلنة عن تقدم منتخبنا الوطني بالهدف الأول في اللقاء .

واستمر منتخبنا الوطني في نهجه الهجومي القويم ممتلكا زمام المبادرة الهجومية بممارسة ضغط عال في مناطق المنتخب الصومالي بحثا عن هدف ثان يعزز به نتيجة اللقاء ويثني من خلاله عزيمة المنتخب الصومالي بهدف إحباط وإبطال أي مفاجأة قد يقوم بها المنافس.

الصومال تعاني الأمرين

وعانى المنتخب الصومالي الأمرين في التمرير والتمركز واستلام وتسليم الكرة وواجه صعوبة بالغة في التدرج السليم بالكرة وبناء الهجمات من المناطق الخلفية إلى المناطق الأمامية حيث تمخضت عن هجماته ولادة متعسرة في الخروج بالكرة من مناطقه الخلفية نظرا للتنظيم الدفاعي الجيد لمنتخبنا الوطني الذي صعب المأمورية على المنتخب الصومالي الصديق في الانتشار عبر مساحات وردهات المستطيل الأخضر.

العزف على منوال الضغط الهجومي

وفي الوقت الذي أطبق فيه منتخبنا الوطني هيمنته على منطقة المناورات حصل محور الارتكاز ومتوسط ميدان منتخبنا حارب السعدي على بطاقة صفراء في الدقيقة ( 21) عقب تدخله على لاعب منتخب الصومال. إلى ذلك استمر منتخبنا الوطني في العزف على منوال ضغطه الهجومي المتواصل على مرمى المنتخب الصومالي فسنحت له فرصة تعزيز النتيجة بهدف ثان عندما تهيأت كرة أمام عبدالعزيز المقبالي الذي أطلق تسديدة قوية بيد أنها لم تكن مركزة على النحو الكافي لمغالطة الحارس الصومالي في الدقيقة ( ٢٦ ) .

وبدا منتخبنا الوطني متفوقا في العامل البدني بحكم تجهيزه الجيد للموقعة عبر استثمار مباريات التصفيات الآسيوية في الإعداد لمواجهة الصومال الحاسمة كما بدا بارعا في استخلاص الكرات وبناء الهجمات المدروسة وسط تنظيم دفاعي جيد وانضباط تكتيكي عال جدا صعب المأمورية تماما على المنتخب الصومالي في العودة إلى نتيجة اللقاء حيث أغلق أمامه جميع المنافذ المؤدية إلى مرماه. واستمرت الآلة الهجومية لمنتخبنا في حصد منهاج الضغط الهجومي المتواصل على مرمى المنتخب الصومالي مصعدا من حدة وتيرتها لدى انتصاف الشوط الأول وفي الأثناء سدد عبدالله فواز كرة صاروخية من حدود منطقة الجزاء كانت قاب قوسين أو أدنى من مغالطة الحارس الصومالي مصطفى محمد في الدقيقة ( ٣٣ ).

اليحيائي يضاعف النتيجة ويعزز تقدم منتخبنا

وبسذاجته المفرطة تسبب حارس مرمى المنتخب الصومالي مصطفى محمد بركلة جزاء على منتخب بلاده في الدقيقة ٣٤ حينما أعاق تقدم محسن الغساني داخل منطقة الجزاء وأسقطه أرضا لم يتردد على أثرها الحكم الفرنسي في احتساب ركلة جزاء لمنتخبنا الوطني انبرى لتنفيذها بنجاح صلاح اليحيائي واضعا الكرة على يسار مصطفى محمد معلنا هدفا ثانيا للأحمر ضاعف من خلاله نتيجة اللقاء في الدقيقة ( ٣٦ ).

تجريد الصومال من أسلحتها

وبدا المنتخب الصومالي تائها وفاقدا لهويته التكتيكية في أرض الملعب بعدما جرده منتخبنا الوطني تماما من خطورته وسلخ أسلحته الهجومية حيث بدت ذخيرة المنتخب الصومالي لا حول لها ولا قوة في مجاراة إيقاع منتخبنا المتسارع الذي أجبر عناصر المنتخب الصومالي على ارتكاب الأخطاء الفردية والجماعية سواء في التمرير أو التمركز والانتشار في مساحات الملعب مما نجم عنه انسلاخ تكتيكي للمنتخب الصومالي وتقييده وتعريته من أسلحته الهجومية ومفاتيح لعبه التي يعول عليها في رد وبناء هجماته.

نهج تكتيكي قويم

إلى ذلك حضرت تسديدة حارب السعدي التي مرت بمحاذاة القائم الأيسر لمرمى الحارس الصومالي مصطفى محمد في الدقيقة ( ٣٨ ) واستمر منتخبنا في نهجه المكين في سرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم عطفا على براعته في استخلاص الكرات وسرعة استعادتها من الفريق الخصم بفضل الضغط العالي على حامل الكرة الذي كتم أنفاس لاعبو المنتخب الصومالي ولم يفسح لهم المجال للعودة في نتيجة اللقاء من خلال مجريات الشوط الأول.

انضباط عال وتكريس واقع الفروقات الفنية

وواصل منتخبنا الوطني سطوته الميدانية المطلقة دون هوادة وسط انضباط تكتيكي عال جدا وتكريس لواقع الفروقات الفنية في جودة أداء اللاعبين ودفاع عائم ومفكك الأوصال من جانب المنتخب الصومالي الذي استسلم مرارا وتكرارا لسيطرة منتخبنا طيلة مجريات ووقائع الشوط الأول .

واكتفى حكم المباراة الفرنسي دقيقة واحدة كوقت محتسب بدل ضائع من الشوط الأول لم تحمل جديدا على صعيد النتيجة وانتهى وقع الشوط على تسديدة محتشمة للمنتخب الصومالي لم يجد فايز الرشيدي عناء يذكر في ترويضها وتحييد خطورتها .

تهديد دون سابق إنذار

بداية مثالية طيبة لمنتخبنا الوطني في الشوط الثاني حينما هدد مرمى المنتخب الصومالي برأسية للمدافع جمعة الحبسي بالكاد مرت بجوار القائم الأيمن للحارس مصطفى محمد وذلك عقب متابعته لركلة ركنية منفذة من علي البوسعيدي في الدقيقة ( ٥٠ ) .

الصومال تنجح في تذليل الفارق

ردة الفعل القوية حضرت من جانب المنتخب الصومالي عندما نجح في تذليل الفارق برأسية نموذجية متقنة من أبيل جيجي قابلها من كرة عرضية لعبت من الجهة اليسرى وسط غفلة دفاعية من لاعبي منتخبنا في الرقابة الفردية داخل منطقة الجزاء في الدقيقة ( ٥٥ ).

ردة فعل هجومية مباشرة

واستفز الهدف الصومالي المفاجئ عناصر منتخبنا الوطني ودفعهم للتقدم نحو الثلث الأخير من ملعب المنتخب الصومالي وفي الأثناء صوب صلاح اليحيائي كرة سهلة لم يجد الحارس مصطفى محمد صعوبة في السيطرة عليها عند الدقيقة ( ٥٧ ) . واستشعر مدرب منتخبنا الوطني برانكو ايفانكوفيتش الخطر وأجرى تبديلين دفعة واحدة بهدف استعادة السيطرة المطلقة على أحداث اللقاء حيث دفع بورقة خالد الهاجري بديلا لعبدالعزيز المقبالي وأمجد الحارثي بديلا لعبدالعزيز الغيلاني في الدقيقة ( ٦٠ ) .

الأحمر يصنع بارقة الخطر

وفور نزوله إلى أرض الميدان أرسل البديل خالد الهاجري كرة عرضية نموذجية من الجهة اليسرى قابلها زاهر الأغبري بتسديده مباشرة على المرمى ولكن براعة مصطفى محمد في الذود عن شباكه حالت دون تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة ( ٦١ ).

وتمض الدقائق سريعا ويحصل خالد الهاجري على بطاقة صفراء نتيجة تدخله الأرعن على قدم المدافع الصومالي في الدقيقة ( ٦٨ ) في الوقت الذي شهد فيه تراجعا غريبا في أداء منتخبنا الوطني الذي قلت تدريجيا خطورته وانخفضت نسبة استحواذه على الكرة وضغطه على مرمى المنتخب الصومالي في حالة مريبة غير مبررة لم نعتد عليها من جانب الأحمر في مثل هكذا نوعية مباريات من المفترض أن يخرج منها منتخبنا بنتائج كبيرة وحصيلة رقمية أكبر .

الصومال تمتلك الأفضلية

وفي المقابل امتلكت الصومال الأفضلية في الأداء وسط جرأة هجومية أكبر تحلت بها في الضغط المباشر على مناطق منتخبنا الوطني قصد تشكيل الخطورة وتفعيل سلاح الهجمات المرتدة الخاطفة بشكل يرهق دفاعات منتخبنا ويعرضها للخطر المحدق الدائم. إلى ذلك تزينت الصومال بخصال هجومية مدعومة بتعزيزات أسلحة الهدوء والثقة والتركيز وتترجم ذلك داخل ردهات ومساحات المستطيل الأخضر عبر انتشار نموذجي سليم وتمرس في التوغل من العمق والأطراف وسط دوافع معنوية فريدة خلفها هدف تقليص الفارق مطلع الشوط الثاني .

برانكو يستشعر الخطر

وأحس الكرواتي برانكو بالخطر مجددا وزج بورقة محسن جوهر عوضا عن عبدالله فواز في الدقيقة ( ٧٣ ) بهدف منح منتخبنا الوطني التوازن في وسط الميدان ومعالجة الأخطاء في تسليم واستلام الكرة بمنتصف الملعب على وجه الخصوص والعمل على استعادة عامل نقطة قوة المنتخب الوطني في الاستحواذ على الكرة والحفاظ عليها أطول وقت ممكن بين أقدام لاعبيه والسيطرة على منطقة المناورات وصناعة اللعب عبر الكرات البينية الأمامية في عمق دفاعات الخصم .

عرض باهت دون مسوغ

لم تأت الاستفاقة من جانب منتخبنا الوطني في الربع الساعة الأخير من اللقاء واستمر في تقديمه العرض الباهت والهزيل الشاحب في الوقت الذي تجرأ فيه لاعبو منتخب الصومال في شق الصفوف الخلفية لمنتخبنا الوطني بغية إدراك التعادل وهو ما كان على وشك أن يتحقق بتصويبه اللاعب عيسى أحمد التي تجاوزت واخترقت دفاعات منتخبنا الوطني ولكنها لم تنجح في اختراق شباك الحارس المغوار المصون فايز الرشيدي الذي استأسد في الذود عن مرماه وأبعد الكرة ببسالة في الدقيقة ( ٧٧ ) .

الغساني يكسر حاجز الصمت

وكسر محسن الغساني حاجز الصمت والحضور المحتشم لمنتخبنا الوطني في هذا الشوط بتسديده في بالغ ومنتهى الخطورة ارتطمت على اثرها الكرة بعارضة المنتخب الصومالي في الدقيقة ( ٨٠ ) كادت أن تمنح منتخبنا هدفا ثالثا في وقت كان يحتاج فيه لكبح جماح المنتخب الصومالي وإخماد ثورة حماسه وعنفوانه في هذا الشوط الذي لم نجد فيه أي مسوغ يذكر للتراجع المريب لمنتخبنا الوطني وحضوره الباهت لدرجة انطفاء شعلة أداءه بدنيا وفنيا ورفعه المنديل الأبيض عبر استقبال اللعب والاستسلام للحملات الهجومية الصومالية المكثفة .

الأغبري يجرب حظه

تهديد محسن الغساني تبعه تهديد آخر من زاهر الأغبري إثر تسديده قوية أعقبت تبادل رائع للكرة داخل المنطقة مع محسن الغساني وخالد الهاجري بيد أن تسديدة الأغبري افتقدت للقوة والدقة والتركيز لتمر بمنأى عن الخشباث الثلاث الصومالية في الدقيقة ( ٨٣ ) .

تراجع صومالي ينعش هجوم منتخبنا

وتراجع المنتخب الصومالي في منتصف ملعبه خلال الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء عقب استنزافه مجهودا بدنيا وافرا في الشوط الثاني مما كان له انعكاسا إيجابيا على انتعاش أداء منتخبنا الوطني الذي استعاد سيطرته الميدانية على اللقاء وقلت حدة أخطائه في التمرير العشوائي وبات يلعب بثقة وهدوء وتركيز أكبر مما كان عليه الحال في مطلع وأواسط فترات الشوط الثاني متحكما في إيقاع اللعب وفارضا أسلوبه الهجومي الذي أجبر نظيره المنتخب الصومالي على التراجع والانكماش في الخلف لتحصين خطوطه ومناطقه الدفاعية. إلى ذلك سنحت فرصة أخرى مواتية لزاهر الأغبري من أجل زيارة الشباك الصومالية بهدف ثالث ولكن لسوء الطالع وجدت المتعملق مصطفى محمد الذي لم يجد بدا وعناء في ترويض تسديده الأغبري الخطرة من داخل المنطقة في الدقيقة ( ٩٠ ) .

صمود حتى صافرة النهاية

واحتسب بعدها حكم المباراة الفرنسي ٣ دقائق كوقت محتسب بدل ضائع شهدت حصول محسن الغساني على بطاقة صفراء عقب تدخله العنيف على أحد لاعبي منتخب الصومال وفي الأثناء يضغط منتخبنا في الأمام ويحاصر نظيره الصومالي في منتصف ملعبه مشكلا جبهة ضغط مشددة في جميع أجناب الملعب بغية قتل المباراة بهدف ثالث يحسم الأمور نهائيا لمصلحة منتخبنا الوطني ولكنه كاد يتلقى هدفا عكسيا مباغتا لولا يقظة وبراعة الجسور فايز الرشيدي الذي انقذ مرماه من هدف محقق ومؤكد بنسبة ١٠٠ % في أعقاب تصويبه صومالية من مسافة قريبة أنذرت بالخطر المحدق للحظات ولكن الأقدار تعاطفت مع منتخبنا وجنبته سيناريو مجنونا كاد يكبده هدف التعادل القاتل في الثواني الأخيرة ودقائق اللا تعويض لتطلق بعدها الصافرة الفرنسية معلنة نهاية اللقاء بفوز منتخبنا الوطني بهدفين لهدف وتأهله رسميا إلى دور المجموعات من منافسات مسابقة كأس العرب لكرة القدم شهر نوفمبر المقبل حيث سينضم إلى مجموعة تتواجد فيها منتخبات قطر والعراق والمتأهل من لقاء البحرين والكويت.