No Image
الاقتصادية

مدير عام التنمية السياحية بوزارة التراث والسياحة في حوار خاص لعمان: تنفيذ 43 مشروعا لإنعاش سياحة المغامرات في سلطنة عمان

07 فبراير 2023
07 فبراير 2023

  • 20 شركة أبدت رغبتها في الحصول على ترخيص لمزاولة نشاط سياحة المغامرات.. وعليها اجتياز تدريب متخصص من وزارة الدفاع
  • القيام بدراسات واستشارات فنية وهندسية لتنفيذ مشاريع داخل الكهوف
  • صيانة 52 مسارا جبليا ووضع لوائح إرشادية على طول المسار من قبل شركة متخصصة
  • استغلال الأراضي الواقعة بين المسارات الجبلية لمنح المغامرين فرصة للتخييم المؤقت
  • تنفيذ مرافق خدمية في المسار الجبلي بوادي بني عوف.. والانتهاء منه في النصف الأول من العام
  • العمل جارٍ على إعداد الضوابط والتشريعات المتعلقة بالأمن والسلامة للأفراد والمجموعات

Image

كشفت وزارة التراث والسياحة عن خطتها التنفيذية لتطوير سياحة المغامرات في سلطنة عمان التي تتضمن 43 مشروعا ما بين قصيرة وطويلة المدى، كما سيتم تنفيذ بعضها من قبل القطاع الخاص.

وقال سعيد بن حارب العبيداني، مدير عام التنمية السياحية بوزارة السياحة في حوار خاص لعمان: إن الوزارة بدأت في الخطة التنفيذية من العام الماضي، وتستمر إلى ما بعد 2025، موضحا أن العمل جار على استكمال كافة الإجراءات المتعلقة بالأمن وإدارة المخاطر لممارسة أنشطة المغامرات في مختلف المواقع والمشاريع، مثل التشريعات والقوانين، وتأهيل المرشدين السياحيين المتخصصين من خلال دورات تدريبية بالتعاون مع وزارة الدفاع، إضافة إلى تقييم بعض المواقع لمدى صلاحيتها لمزاولة سياحة المغامرات بالتنسيق مع الجهات الأخرى.

وأشار العبيداني إلى أن الوزارة تعمل حاليا على تنفيذ بعض المشاريع التي من شأنها أن تجعل سلطنة عمان أحد أهم الوجهات السياحية البارزة لمحبي سياحة المغامرات، منها مشاريع قصيرة المدى التي تستغرق سنة أو سنتين لتنفيذها، وهي مواقع جاهزة ولكن تحتاج إلى بعض التطوير، حيث تقدم لتنفيذها عدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى جانب الشركات الأهلية.

وقال: يجري العمل حاليا على إنشاء سلك انزلاقي أو عربات معلقة (التلفريك) في حديقة النباتات، إضافة إلى تنفيذ مشاريع للأسلاك الانزلاقية بعدد من المواقع المختلفة في محافظة ظفار أبرزها وادي دربات أثناء موسم الخريف، وجسر معلق في وادي شاب بمحافظة جنوب الشرقية، وتهيئة مسار جبلي يؤدي إلى شلالات وبحيرة مائية في قرية حاور بوادي بني خالد، وتنفيذ مسارات على الأودية مما يتيح التنقل بين أخاديد الأودية والجبال في وادي العربيين الذي يتميز بوجود مياه على مدار العام.

وتحدث العبيداني عن مشروع آخر في الجبل الأخضر بقرية السوجرة التي تتميز بوجود نزل تراثية تعود إلى آلاف السنين، إذ يتم العمل حاليا على تبليط المسار المؤدي إلى القرية من قمة الجبل بحيث يسهل الوصول إلى القرية بنوع من المغامرة والمتعة، ومن المتوقع الانتهاء منه بنهاية الربع الأول من هذا العام.

وقال: إن هناك خطة لاستغلال الأراضي القريبة من المسارات الجبلية في بعض المواقع وأهمها جبل شمس بحيث تكون كمواقع تخييم لممارسي سياحة المغامرات يستطيعون فيها قضاء وقتا ممتعا، ثم إكمال المسير بعدها إلى نهاية المسار الجبلي وصولا للبركة المعلقة والصعود لنهاية المسار باستخدام مسار التسلق الجبلي.

وذكر العبيداني أن سلطنة عمان تزخر بالعديد من الكهوف مثل كهف الديار في الجبل الأخضر، وكهف الحفر السبع في قريات وغيرها. موضحا أن إقامة المشاريع فيها لاستقبال محبي سياحة المغامرات يتطلب القيام بدراسات مختلفة واستشارات فنية للتأكد من صلاحيتها، كما يتطلب جهات تمويلية لتنفيذ تلك المشاريع.

وأشار العبيداني إلى أن هناك بعض المشاريع القائمة والمتعلقة بسياحة المغامرات مثل مشروع مغامرات مسندم، إذ من المقرر البدء في تشغيله في النصف الأول من هذا العام. كما أن هناك مشروع التسلق بالحبال في مسفاة العبريين بولاية الحمراء التي قامت إحدى الشركات الأهلية بتنفيذه، إضافة إلى مشروعين آخرين متعلقين بالتسلق الجبلي في جبل شمس، ومنتجع أليلا في الجبل الأخضر للنزلاء والمغامرين من مختلف دول العالم.

وقال: يجري العمل على دراسة تنفيذ مرافق خدمية في المسار الجبلي بوادي بني عوف، وهو عبارة عن غرف لتبديل الملابس، ومواقع تخييم ومقهى ومطعم، ومن المقرر البدء في التنفيذ خلال النصف الثاني من هذا العام، ثم سيطرح للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتشغيله مما يوفر عائدا جيدا للمجتمع المحلي ويضمن استدامته.

اشتراطات الأمن والسلامة

وقال العبيداني: إن الوزارة تعمل حاليا على إعداد الضوابط المتعلقة بالأفراد والمجموعات لنشاط المشي الجبلي إلى جانب ممارسة بعضا من أنشطة المغامرات دون الانضمام إلى شركة سياحية أو جهة معينة. مؤكدا على أهمية رفع الوعي فيما يتعلق بالأمن والسلامة للأفراد لتفادي الحوادث المتكررة.

وأضح أن الوزارة قامت بتنظيم سياحة المغامرات من خلال إعداد الضوابط والتشريعات، إذ أصدرت قرارا في عام 2021 بضم نشاط سياحة المغامرات إلى أنشطة مكاتب السفر والسياحة، أي أن الشركات السياحية لابد لها من الحصول على ترخيص لتنظيم أنشطة سياحة المغامرات، وشهادة أخرى من المدقق لمعرفة مدى التزامها باشتراطات الأمن والسلامة.

وأكد العبيداني على ضرورة اجتياز الشركات السياحية الراغبة في الحصول على ترخيص لتنظيم أنشطة المغامرات -البالغ عددها 20 شركة- التدريب المخصص لذلك من قبل وزارة الدفاع. مشيرا إلى أن العمل جار على تهيئة منصة إلكترونية لهذا الغرض، وربطه بمركز تدريب المغامرة بوزارة الدفاع، والمؤمل الانتهاء منه في الربع الأول من هذا العام.

وفي الوقت نفسه، يتم العمل على تأهيل مرشدين سياحيين متخصصين في مزاولة أنشطة سياحة المغامرات من خلال اجتيازهم الدورة التخصصية في وزارة الدفاع، ثم بعد ذلك يتم منحهم الترخيص من قبل الوزارة.

أنشطة سياحة المغامرات

وأشار العبيداني خلال حديثة إلى أن أنشطة سياحة المغامرات تنقسم إلى برية وبحرية وجوية، موضحا أن وزارة التراث والسياحة معنية بمنح التراخيص لمزاولة أنشطة سياحة المغامرات البرية، بينما الأنشطة البحرية والجوية تكون الوزارة طرفا في منح الموافقات وليس الجهة المالكة للترخيص.

وقال: تتضمن أنشطة المغامرات البرية استخدام المحركات وهي تشمل مغامرات الحدائق والمرافق العامة مثل الزلاجات والعربات الصغيرة وحديقة الحبال وغيرها. إضافة إلى قيادة المركبات في الأماكن الوعرة مثل الصحاري والجبال والأودية والطرق غير المعبدة، وركوب الدراجات رباعية العجلات، والدراجات الجبلية، والنزول باستخدام الدفع المروحي.

وأوضح أن هناك أنشطة مغامرات برية دون استخدام المحركات مثل الحبل الانزلاقي بالأسلاك، والسلالم المثبتة في المرتفعات، والنزول من المرتفعات من الجبال، والعبور باستخدام الحبال العالية، والقفز المظلي الحر. إضافة إلى سبر الكهوف أو النزول داخل الكهوف، والتنقل عبر الأخاديد بين الأودية، وتسلق السطوح الطبيعية والاصطناعية.

المسارات الجبلية

وعن المسارات الجبلية، أوضح العبيداني أن الوزارة قامت سابقا باعتماد عدد 15 مسارا جبليا في مختلف محافظات سلطنة عمان، وأغلبها في جبال الحجر الشرقي والغربي، مثل جبل شمس، والجبل الأخضر، ووادي بني عوف.

وأكد العبيداني أن الوزارة انتهت مؤخرا من صيانة المسارات الجبلية البالغ عددها 37 مسارا من خلال إعادة وضع العلامات التوجيهية، إذ طرحت الوزارة مناقصة اللوحات الإرشادية والسهمية من قبل شركة متخصصة للتركيب عند بداية ومنتصف تلك المسارات وحتى نهايته لتوضيح درجة خطورة المسار، حيث المغامر يمكنه تحديد قدرته على مواصلة المسار من عدمه. وتعد هذه اللوائح واحدة من اشتراطات الأمن والسلامة في هذه المسارات لتفادي الحوادث المتكررة في هذه المواقع.

وقال: إن هذه المسارات الجبلية موجودة من الأساس ولم يتم استحداثها، وكانت تستخدم لتنقل البشر أنفسهم، أو عبارة عن مسار للحيوانات. مؤكدا أن الوزارة قامت بتهيئتها لتكون صالحة لممارسة أنشطة المغامرات من خلال توفير بعض الحمايات في المناطق المنحدرة للمحافظة على المسار في وضعه الطبيعي. كما تم وضع لوحات إرشادية في بداية المسار.

وأوضح أن هناك فرقا شبابية قامت باكتشاف 37 مسارا جبليا، وتم اعتمادها من قبل الوزارة بعد التأكد من صلاحيتها لمزاولة أنشطة المغامرات فيها. وبذلك يصبح عدد المسارات الجبلية المعتمدة في سلطنة عمان حوالي 53 مسارا جبليا.

المغامرات البحرية والجوية

وتحدث العبيداني عن أنشطة المغامرات البحرية التي ترخص من هيئة البيئة ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لوقوعها في محميات بحرية أو أخوار أو غيرها. ومن أمثلة أنشطة المغامرات البحرية هي الدراجات المائية في الشواطئ، والقوارب الشراعية، واليخوت، وقوارب التجديف، والتزلج بالألواح في الأمواج، إضافة إلى الغوص في البحار مؤكدا أن هناك سياحا يأتون لمشاهدة الحياة البحرية في بحار سلطنة عمان وخاصة في محافظة مسندم.

أما أنشطة المغامرات الجوية فترخص من قبل هيئة الطيران المدني، وتشمل المناطيد، والطيران الشراعي، والباراشوت، والقارب الطائر، والطائرات الخفيفة، وغيرها.

وكانت سياحة المغامرات في سلطنة عمان قد شهدت إقبالا جيدا من قبل السياحة الداخلية وزيادة الحركة من قبل فئة الشباب والعنصر النسائي في الفترة الماضية نظرا لتمتعها بمقومات طبيعية أهمها الجبال والأودية والكهوف والصحاري الرملية والأنشطة البحرية.

وتعد سياحة المغامرات واحدة من أسرع أنواع السياحة نموا في العالم، إذ يقدر حجم سياحة المغامرات العالمية بـ 282.1 مليار دولار في 2021، كما تشير التوقعات إلى نموها بنسبة 15.2% سنويا حتى عام 2030.

وقد بلغ عدد ممارسي أنشطة سياحة المغامرات بنهاية العام الماضي بمنتجع أليلا بالجبل الأخضر أكثر من 1950 سائحا، فيما بلغ عدد محبي سياحة المغامرات في فندق انتارا حوالي ألفي مغامر.

ولتنشيط سياحة المغامرات نظمت الوزارة مهرجان المغامرات الصحراوية بمنطقة رمال الشرقية الذي يتخلله عدد من الأنشطة كفعاليات عبور الرمال بسيارات الدفع الرباعي، وركوب المناطيد.