1638316
1638316
الاقتصادية

فريق أتين التطوعي ينفذ حملات بيئية للحفاظ على المسطحات الخضراء بظفار

12 مايو 2021
12 مايو 2021

تعزيز وعي المواطن بمخاطر التصحر ومكافحة الحشرات الضارة -

صلالة - أحمد المعشني -

برزت في الآونة الأخيرة جهود الفرق التطوعية الأهلية في مختلف محافظات السلطنة بهدف خدمة المجتمع وتوعيته في مختلف القضايا التي من شأنها أن تعزز من قيمه والبيئة المحيطة به. ويعد فريق أتين التطوعي بنيابة غدو في ولاية صلالة بمحافظة ظفار أحد أهم الفرق النشطة في المجال البيئي والمجتمعي، حيث يعمل الفريق على توعية المجتمع بأهمية العمل التطوعي وتعزيز وعي المواطن بشأن مخاطر التصحر من خلال التعاون مع الجهات المعنية بحماية البيئة وتوعية السياح بأهمية المحافظة على الغطاء النباتي والمسطحات الخضراء.

وللتعرف على أدوار الفريق، التقت (عمان) بسالم بن علي الكثيري رئيس اللجنة الإعلامية بفريق أتين التطوعي حيث قال: يتمثل عمل الفريق بشكل عام في تعزيز الوعي البيئي لدى المجتمع ونشر ثقافة العمل التطوعي وليس هذا إلا امتداد لثقافة التعاون المتأصلة في الأهالي بمحافظة ظفار.

وأضاف: إن الفريق تأسس بشكل منظم منذ ما يقارب العشر سنوات وليس له عدد محدد من الأعضاء، فالمشاركون في الأعمال التطوعية هم أبناء نيابة غدو بولاية صلالة عموما كل حسب ظرفه ومقدرته وكثيرا ما يساندهم المبادرون والمتطوعون من مختلف الولايات.

وعن حملة الفريق في مكافحة حشرة حفار السيقان لشجرة التين البري في أرياف محافظة ظفار قال: قام الفريق بهذه الحملة مؤخرا وتم التوقف مع شهر رمضان المبارك ولظروف كورونا وسيتم استئنافها لاحقها، حيث يتم قطع الأجزاء التالفة لشجرة التين البري (غيضيت) والتي قضت عليها الحشرة وذلك بهدف إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشجرة. وهذا عمل يحتاج إلى دعم كبير من قبل كافة الجهات الحكومية والأهلية لأن جهود الفريق لن تتمكن من إكمال المهمة في ظل الانتشار الكبير لهذه الآفة الضارة.

وعن عملية قطع الأغصان والأفرع التالفة أشار إلى أنه وردت إليهم بعض الملاحظات والانتقادات حول عملية القطع، وهنا نؤكد أننا لم نقم بهذا العمل إلا بعد استشارة المختصين في الجهات المعنية، حيث أكدوا بالإجماع أن الأغصان التي نخرت فيها حشرة السيقان ليس لها حل إلا البتر وأن تركها هكذا سيؤدي إلى انتشار الحشرة في كل أفرع الشجرة ومن ثم القضاء عليها تماما. ونحن كفريق تطوعي نتمنى أن تكون هناك حلول وقائية كالمعالجات البيولوجية أو الرش بالمبيدات الحشرية قبل اللجوء إلى الحل الأخير وهو البتر وننتظر المزيد من الحلول من قبل الجهات المختصة. كما أننا نرحب بأي مقترح من شأنه أن يعمل على إنقاذ شجرة التين البري وغيرها من الأشجار التي بدأت حشرة حفار السيقان تنخر فيها كما أننا ندعو الجهات المختصة بالعمل سريعا لمكافحة هذه الآفة وندعو كذلك المجتمع إلى القيام بدوره والإسراع في إنقاذ البيئة من حوله وألا ينتظر القرار الحكومي وذلك لأن العمل الرسمي يأخذ الكثير من الوقت ويمر بإجراءات روتينية طويلة حتى يتم اعتماده بشكل نهائي.

وحول مشاركة فريق أتين التطوعي في حملة مكافحة البارثينيوم التي نفذت في الخريف الماضي قال: كان للفريق جهد كبير في الخريف الماضي أسوة بالفرق الأهلية الأخرى وذلك بقيامه بحملة لاقتلاع نبتة البارثينيوم وكان للتعاون المجتمعي من فرق أهلية وأفراد متطوعين من مختلف أبناء المحافظة دور بارز في تعزيز جهود الفريق وقد تم تكريم الفريق مع الفرق الأهلية الأخرى من قبل هيئة البيئة على جهودها في هذه الحملة ونأمل أن تثمر جهود الفريق المشكل من قبل معالي السيد وزير الدولة ومحافظ ظفار لمكافحة البارثينيوم برئاسة سعادة الدكتور أحمد الغساني رئيس بلدية ظفار وعضوية المختصين من الجهات المختلفة عن نتائج طيبة في عملية المكافحة مع بداية موسم الخريف القادم وذلك أن عملية الاقتلاع اليدوية مجهدة جدا وتحتاج وقتا طويلا ولا تحقق النتائج المثلى مقارنة بالمكافحة بالرش بالمبيدات أو المكافحة العضوية أو غيرها التي نأمل أن يعتمدها الفريق بإذن الله.

وأضاف سالم الكثيري: توجد هناك كذلك بعض الأعمال التطوعية التي قام بها فريق أتين التطوعي وتتمثل في عمل خزانات لتجميع مياه أمطار الخريف ونصبها في الشعاب والأودية والأماكن البعيدة عن العيون بالتعاون مع الأهالي لتصبح هذه الخزانات نقاطا للمياه لمربي الثروة الحيوانية وعابري تلك الشعاب بالإضافة إلى فتح العديد من الطرق والممرات الجبلية مع أهالي النيابة وتوسيعها بعد المنخفضات والأخاديد الجوية التي تتعرض لها محافظة ظفار بين الفينة والأخرى لتصبح هذه الطرق سهلة للحيوانات والإنسان وإصلاح العيون التي تهدمت بعد الأنواء المناخية.

وتابع حديثه قائلا: لقد قام كذلك الفريق بعملية إعادة تثبيت العديد من الأشجار في وادي جرزيز بعد الحالة المدارية (مكونو) بالتعاون مع المديرية العامة لهيئة البيئة بمحافظة ظفار. وأضاف أن فريق أتين التطوعي يقوم سنويا بحماية المسطحات الخضراء والغطاء النباتي بنيابة غدو من خلال غلق الطرقات المؤدية للقمم المرتفعة الخطرة والمراعي بالتنسيق مع بلدية ظفار وهيئة البيئة وقد تمت ملاحظة وعي السائح الكريم بأهمية المحافظة على المسطحات الخضراء وتفهمه لجهود الفرق التطوعية في المحافظة بشكل عام من خلال ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الإعلام وهذا دليل على أن الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة أخذ يزداد عاما بعد عام لدى الجميع.

في كلمة أخيرة يشكر رئيس اللجنة الإعلامية بفريق إتين التطوعي كل أعضاء الفريق وخاصة الجيل الشاب الذي كان له الدور الأبرز في كل أعمال الفريق وهذا ما يطمئن أن جيل المستقبل مقبل على العمل التطوعي بشغف وكذلك الشكر موصول لكافة الجهات الحكومية والخاصة والفرق الأهلية الداعمة والناشطين البيئيين وغيرهم من المتطوعين ورسالة أخيرة للجهات المعنية بضرورة الاستفادة من هذه الطاقة المجتمعية المتشكلة على فرق تطوعية لتقديم الخدمة لمجتمعها والحفاظ على بيئتها وذلك بالسماح لها بتأسيس فرقها بشكل رسمي بحيث تكون أعمالها وتبرعاتها بشكل قانوني ومنظم وبإشراف جهات حكومية.