العملة المشفرة بتكوين في رسم بياني توضيحي  أمام الأسهم والدولار الأمريكي . رويترز
العملة المشفرة بتكوين في رسم بياني توضيحي أمام الأسهم والدولار الأمريكي . رويترز
الاقتصادية

تتهاوى ثم تعاود الصعود..من يقف وراء العملات المشفرة؟

25 يناير 2022
25 يناير 2022

أسبوع كامل من التراجع تشهده العملات المشفرة أو الرقمية في العالم، بعد ما ترددت أنباء قوية عن تدخلات روسية للحد منها ومنع تعدينها في موسكو التي تعتبر واحدة من مواقع تعدين "بيتكوين" في العالم. إضافة إلى قرار الفيدرالي الأمريكي بزيادة سعر الفائدة مما يغني عن المخاطرة في الأصول الاستثمارية، إضافة إلى تحذير حكومات معظم دول العالم وبصفة مستمرة من التعامل على العملات المشفرة وتحظر تداولها. و حذرت البنوك المركزية في العالم من استخدام العملات الرقمية، وفي سبتمبر الماضي أعلن البنك المركزي الصيني أن كل التحويلات باستخدام العملات الرقمية ستكون غير قانونية، ما يعني منع العملات الرقمية كافة. والحقيقة أن هذه ليست المرة الأولى التي تتراجع فيها العملات المشفرة، فقد سبق وأن تعرضت لضغوطات كبيرة لكنها لا تلبث أن تعاود زخمها ونشاطها مرة أخرى، فالسوق أصبحت كبيرة ومتشعبة وهناك قوى ترعى هذه العملة وتحميها حتى وصلت إلى هذه الدرجة من القوة، وما زالت الكثير من هذه العملات تمتلك قيمة عالية وكبيرة جدا رغم التراجع الكبير الذي شهدته ولامس 50% من قيمتها منذ وصولها إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في نوفمبر الماضي عندما سجلت أكثر من 64 ألف دولار للعملة الواحدة، ويتردد بين الاقتصاديين أن التراجع ربما كان مقصودا سواء لجني الأرباح أو للعودة بأسعار هذه العملات إلى مستوى مقبول في الأسواق بعد أن بلغت أقصى ما يمكن الوصول إليه.

ويصل عدد العملات المشفرة إلى 800 عملة على مستوى العالم ويتم التعامل عليها جميعا، لكن يظل أشهرها على الإطلاق هو البتكوين يليه إيثر ثم سولانا .

وسجلت أسعار البتكوين 33 ألف دولار للوحدة الواحدة، وكانت في السابق قد قاربت الـ 70 ألف دولار وذلك قبل أن تتراجع تيسلا للسيارات الكهربائية عن بيع سياراتها مقابل البتكوين، مما أثر على هذه العملة فهوت بنسبة تصل إلى 10% وقتها، وهذه هي المرة الثالثة التي تتراجع فيها هذه العملات ثم لا تلبث أن تعاود الصعود.

وانخفضت أكبر العملات المشفرة في العالم وهي البتكوين لتصل إلى 33 ألف دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ يوليو الماضي بعد هبوطها من أعلى مستوياتها عند 69 ألف دولار.وتأثرت بقية العملات أيضا إذ تراجعت عملة إيثر، ثاني أكبر العملات المشفرة إلى 2202 دولار، وانخفضت بينانس كوين، وهي رابع أكبر عملة رقمية.

ولعل ما يؤكد أن هناك قوة ما تقف خلف العملات المشفرة وأن عملية الهبوط الكبيرة في الأسعار هي مجرد عملية مصطنعة - كسابقاتها- ولجني الأرباح فحسب، بدأت هذه العملات في اليوم السابع من تراجعها المتوالي، معاودة الصعود مرة أخرى لتبدأ وكالات الأنباء في بث أخبار متتالية عن بدء تعافي العملات المشفرة ومنها بتكوين التي أخذت تتحول إلى الصعود وتسجل في أحدث التداولات 36 ألفا و341 دولارا بدلا من 33 ألف دولار حتى أمس الأول.

من سنت واحد إلى 70 ألف دولار

وإذا تتبعنا تاريخ العملات المشفرة صعودا وهبوطا منذ انطلاقتها في عام 2010، فسوف نندهش جميعا، إذا كيف لعملة مثل البتكوين تطرح على المنصات الإلكترونية بسعر سنت أمريكي واحد، وبعد سنوات قليلة تسجل 70 ألف دولار أمريكي، لدرجة أن هناك طرفة تقول: إنه في عام 2010 اشترى شخص يدعى لازلو هانيتش بيتزا بسعر 10 آلاف بيتكوين، وقتها كانت العملة المشفرة الأشهر في العالم تعادل سنتا واحدا، وبعدها بسنوات قليلة بلغ سعر العملة الرقمية 49.4 ألف دولار، ليتحسر "لازلو هانيتش" على فقدان ثروة تقدر بـ 494 مليون دولار.

وتبلغ القيمة الإجمالية لجميع العملات المشفرة المتداولة أكثر من 2.33 تريليون دولار، وتمثل بيتكوين نحو 934.788 مليار دولار من هذا الرقم.

إيثريوم تسحب العملات البديلة

و تمكنت عملة إيثريوم من تقليل الفجوة بينها وبين بيتكوين حيث تبلغ قيمة إيثر السوقية 466.3 مليار دولار، وتصنف ثاني العملات الرقمية المشفرة. وتضاعفت أسعار إيثريوم أكثر من 5 مرات خلال عام واحد هو 2021 ، من 730 دولارًا إلى 4000 دولار.

ومع ارتفاع عملة إيثريوم القوي بدأت صناديق الاستثمار في عملة بيتكوين حول العالم في التوجه إلى إيثر تحت ضغط قوي من المستثمرين الأفراد خلال الفترة الأخيرة.

وسجلت إيثريوم أدنى تراجع لها خلال عام2021 في 20 يوليو2021، عندما سجلت 1787 دولارا، فيما جاء أعلى سعر لها يوم 8 نوفمبر 2021، بقيمة 4812 دولارا، وبحسب خبراء أسواق المال فإن حركة تداول إيثريوم على مدار عام كامل طبيعية بالنسبة لآليات العرض والطلب في السوق، واليوم ومع تراجع عملة إيثريوم إلى مستوى 2000 دولار، أخذت معها العملات البديلة كلها، وسيطر الهبوط على الجميع، وهذا دليل على مدى فاعلية هذه العملة المشفرة في السوق والتي بدأت حاليا في التعافي وتبعتها مئات العملات البديلة.

وهناك عملة بينانس كوين بقيمة سوقية 91.6 مليار دولار، وكانت تباع قبل الهبوط الحالي بسعر 549 دولارا، مقابل37.91 دولار عند مطلع عام 2021. ويرى الخبراء أن عملة بينانس كوين لفتت الأنظار لها بعناية خلال عام2021، وأصبح لها بورصات للتداول خاصة بها وتستهدفها حاليا صناديق الاستثمار للأفراد، فيما لا تزال صناديق المؤسسات تترقب الوضع من بعيد.

وسجلت بينانس كوين أعلى قيمة لها في مايو2021، بسعر 675.68 دولار، وكان أدنى سعر لها 264.78 دولار في 20 يوليو2021، والانهيار العظيم في أسعار بينانس كوين خلال تلك الفترة جاء بسبب تشديدات حكومات الصين والهند على تعدين وتداول العملات الرقمية، يليه إصدار قانون البنية التحتية الأمريكي . ويتوقع الخبراء أن إيثريوم وعملة بينانس، يمكن أن تستمر في اكتساب حصة في السوق مقابل بيتكوين.

الأمر الذي يجعل العديد في حالة ترقب لما سيكون عليه مستقبل تلك العملات مع وجود مزيد من التشتت في عالم التشفير، واختلاف قيم تداول العملات المشفرة.