يوميات سورية «9»

12 يونيو 2021
12 يونيو 2021

عادل محمود -

1

في اليوم العالمي للكتاب...هذه مذكرة ضد الأمية: قيل لأرسطو: كيف تحكم على الإنسان؟ قال: كم كتابا يقرأ؟ وماذا يقرأ؟

عن مؤسسة الفكر العربي عام 2011 وردت هذه الأرقام (الأرقام على مسؤولية المصدر) العربي يقرأ 6 دقائق سنويا والأوروبي 200 ساعة وبحسب تقرير «التنمية الثقافية» الصادر عن اليونيسكو 2003 وردت هذه الأرقام: العربي يقرأ ربع كتاب في السنة والأوروبي 35 كتابا.

2

من الطرائف التي أتذكرها: قبل سنوات وقع موكب رئيس أركان الجيش الليبي في كمين محكم، وأطلقت عليه النيران الغزيرة من كافة الاتجاهات، وأصيبت كل السيارات، ولم يقتل أحد سوى شخص كان بالمصادفة في عين المكان...

هذا الشخص كان... سوريا

3

لم ير الكاتب اليوناني كازنتزاكيس «جزيرة كريت»- موطنه - بعيون المسيح، بل بعيون الإلياذة. وهكذا أيضا مؤلف موسيقى رقصة زوربا (في الفيلم) الموسيقار ثيودوراكيس.

قرأت ذات مرة اقتراح أن نتعلم، كهولا وشبابا، هذه الرقصة وأنا سأضمن انخفاضا بعدد القتلى في الحرب السورية. فهذه الموسيقى كانت حركة انسجام عليا في لحظة انهيار العالم.

4

أفتح الشباك. أفتح نافذة السيارة. أفتح الكتاب. أفتح فقه الكلمات. أفتح رئتيَّ. أفتح بصري وبصيرتي... لكن الخارج مغلق، وأصم، وصامت، وبارد، وغامض، وموحش، فأمسك بالمفتاح الأعظم، وأفتح، على مصراعيه... باب نفسي.

6

حين بدأت تلك الحرب الوطنية القديمة... كنت أرتجف من برد مرتفعات الجولان، حيث تدور أشرس المعارك، في اليوم الثاني تجرأت وتشمست تحت رعد القذائف وسماء خريف جميل وأصفّر لحن خلود عابث لنصف هزيمة في القلب.

حين بدأت هذه الحرب الجديدة بأقدم عاصمة في النكبات (دمشق) كنت ارتجف قلقا على حس العدالة وهو يتخبط في مصيدة الكارثة.

في السنة السابعة من الحرب، كنت أسمع البلاد تئن من فرط الثكالى... فصرت مؤرخ اللحظة المنحطّة في تاريخ عتم الشعوب.

حين تنتهي هذه الحرب... سينزل قلبي معي إلى الشارع الجانبي، كي نتفقد ما تبقّى من حضارة الجدران ومن حدائق الماضي، ولكي نتدرب معا على أسوأ أنواع المعارك: «الخوف من كل أنواع المنتصرين».

6

عالم بدون القدس... جغرافيا تافهة.

القدس ليست مدينة، وإنما عاصمة أرواح البشر.

القدس هي المدينة التي لا تُشترى بالمال، وإلا لكانت الآن مزرعة أثرياء!