نوافذ :حلم الصحافة الحرة

03 مايو 2021
03 مايو 2021

مرت 30 عامًا على إطلاق اليونسكو اختيار الثالث من مايو من كل عام يومًا عالميًا لحرية الصحافة الذي أطلق عليه هذا العام «المعلومات كمنعة عامة».

إعلان ويدنهوك الذي أسس لهذا اليوم العالمي، تم تبنيه خلال اجتماع اليونسكو في نامبيا عام 1991 والذي يعده معشر الصحفيين والساسة في العالم أنه يوم تاريخي، كان يهدف إلى تطوير الصحافة وتوسيع مساحات الحرية فيها وجعلها أكثر تعددية في الآراء وقدرة على معالجة وتصويب القضايا التي تتعرض لها المجتمعات ونقد الحكومات النقد المسؤول البناء الذي يراد له تطوير أدائها وترسيخ العدالة فيها والشفافية والتوزيع العادل لثرواتها ودعم الفئات المهمشة والفقيرة والإثنيات والمرأة والمناداة بالمساواة والعدالة الاجتماعية وترسيخ حقوق المواطنة والأمن في الدول.

وتجاهد كل من منظمة التربية والثقافة والعلوم اليونسكو التي تستظل تحت راية الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للصحفيين في ترجمة هذا الإعلان إلى واقع حقيقي يمكن الصحافة والصحفيين من أداء دورهم بأمان أكبر من خلال ضبط العلاقة بينهم وبين الحكومات التي تعتقد أن الصحافة هي تحديها الأول وأنه لا يجب أن يقال لها: كل ما يعرف أو ما لديها من معلومات حول أي قضية، وهذا قد يجنب في نظرها بعض المضاعفات الأخرى، مما يدفعها إلى حجب المعلومات المهمة عنها.

لكن الصحافة في عالمنا اليوم بأنواعها المتعددة، يمكنها أن تكون وسيلة ضغط أقوى في التأثير على بعض القرارات التي تتخذها بعض الحكومات أو يجعلها تتراجع أمام حملاتها الصحفية انحيازًا للمواطن.

إلا أن إعلان ويدنهوك هذا لم يستطع فرض قيود صارمة وآمنة على حياة الصحفيين، وبعده تضاعفت المصاعب والمتاعب للصحفيين والصحافة حول العالم، فمنذ ذلك التاريخ مر العالم بمآسي من حروب وتدمير، دفع فيها الصحفيون دمائهم ثمنا من أجل عملهم، حيث يعاني الصحفيون منذ 72 سنة في فلسطين أكبر التحديات أمام قوات الاحتلال، من قتل وتنكيل وتشريد وسجون وحرمان وتهجير وإبعاد عن الوطن قسرًا مما يعد تصرفًا خارج القانون الرباني والوضعي، وتأتي نقاط ساخنة أخرى في الوطن العربي والعالم واجه فيها الصحفي الموت وجها لوجه، كمعارك إخراج القوات العراقية من الكويت، ثم احتلال القوات الأمريكية للعراق والفلتان الأمني الذي استمر لأكثر من ١٥ عامًا الذي سقط فيه العديد من الصحفيين كضحايا، ثم ما بعد انتفاضات ما أطلق عليه الربيع العربي في تونس ومصر وسوريا واليمن والسودان والنقاط الساخنة في العالم كأوكرانيا والبوسنة والهرسك والحرب العراقية الإيرانية ومعارك سراييفو قبل ذلك.

ووقوفا عند مؤشرات ضحايا هذه المهنة سنويا، فقد فقدت الأسرة الدولية 50 صحفيًا حول العالم خلال الفترة بين 1 يناير و15 ديسمبر 2020، ثلثا هذا العدد لقي حتفه في دول لا تشهد نزاعات، فيما بلغ عدد الصحفيين الذين اعتقلوا حول العالم في العام نفسه 274 صحفيًا، وهو رقم قياسي تخطى الرقم المسجل في 2016 وكان 272 صحفيًا معتقلًا.

تبقى أن ندرك أن هذه المهنة تواجه تحديات جمة، تحتاج إلى تكاتف المجتمعات ووعي أكبر وضمانات من الدول لأداء دورها دون تهديد لحياتها.