نوافذ :بين انحسار .. وانتشار

21 يونيو 2021
21 يونيو 2021

العودة المفاجئة إلى فرض الإجراءات الجزئية الهادفة إلى تقليل اندفاع أرقام الوفيات والإصابات بسبب جائحة كورونا التي كانت في مستوى المقبول بعد الأسبوع الأول الذي أعقب عيد الفطر ، هذا يعني أن هناك أمرين مهمين وقعا لم تكن التقديرات موفقة في قراءة مؤشراتها.

هما: الأول رفع الإجراءات شبه الكاملة مما أدى إلى عودة انتشار الإصابات، وكان يمكن اللجوء إلى الرفع التدريجي الذي يتواءم مع المؤشرات الواقعية على الأرض، لأن البعض اعتقد أن الجائحة في طريقها للزوال، وهذا التوقع أو القناعات التي توفرت لدى الأفراد أعطت مساحة واسعة للفيروس للانتشار والتكاثر، لذلك كلفنا زيادة غير متوقعة في الإصابات والوفيات.

التعامل مع مثل هذه الأوبئة يحتاج إلى نفس طويل، رغم الثقل النفسي والصحي والاقتصادي الذي تتركه على الفرد، والصبر الطويل على مراوغاتها سوف يوصلنا إلى نقطة الصفر، وهو بالتأكيد أفضل من حالة الكر والفر معها.

والثاني تراخي الحرص والحذر من أفراد المجتمع الذي بدوره أوصلنا إلى الخطوط الحمراء في استيعاب المستشفيات، وهذه كانت الثغرة الكبيرة في جهود مكافحة الجائحة مما ضاعف العبء على الطاقم الصحي في إمكانية إيقاف اندفاعه إلى هذه الأرقام القياسية التي سجلت الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ مارس 2020

، وهذا أمر خطير جدا قد يصيبنا بالشلل التام في قادم الأيام إذا استمرت الحالة، وإذا لم نعد مرة أخرى للإجراءات التي تعد الوسيلة الوحيدة لذلك.

في المشهد الدولي هناك دول تراجعت فيها الإصابات والوفيات إلى أرقام مشجعة جدا وهي التي عملت خلال الأشهر الستة على تنفيذ حملات اللقاح لمواطنيها كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ومن بعدها الصين والهند وهي الدول الثقيلة سكانيا التي تعد الأخطر بعد موجة الوفيات التي شهدناها بها، وسوف تستمر في التعافي مع ارتفاع نسب التطعيم من شهر إلى آخر ..

وهناك دول أخرى كبريطانيا وتونس وبلجيكا وبعض دول أوروبا عاودت الإصابات والوفيات فيها الارتفاع ، نتيجة أيضا تراخي الاحترازات وتحور الفيروس في مكونات أخرى، وجد من خلالها ثغرات الانتشار، كما أن بعض الدول عادت لزيادة الجرعات إلى التطعيم الثالث من اجل تأمين حصانة الأفراد .

المرحلة المقبلة التي كنا ومازلنا نتفاءل فيها بانحسار الوباء تحتاج إلى الحذر الشديد والحرص الأشد في التعامل مع الجائحة التي أرهقتنا بين انحسار وانتشار.