نحن وما نأكل والصحة

15 مايو 2021
15 مايو 2021

د. طه بن محسن اللواتي -

يتداول كثيرا عن التغذية الصحية للحد من الأمراض الخطيرة كالسرطانات، كما أن المرضى المصابين بالمرض غالبا ما يتساءلون عن نوعية التغذية سواء أثناء العلاج أم بعد العلاج .

فالوزن الزائد يزيد من الخطر من الإصابة ببعض الأنواع من السرطانات، وأسباب زيادة الوزن هي عدة من أهمها العادات الغذائية والاجتماعية، وتشمل أهم الأسباب الشائعة النظام الغذائي غير الصحي وعدم ممارسة النشاط البدني النشط، كما من الممكن أن تسبب بعض العلاجات للسرطان في زيادة الوزن كالعلاج بالاسترويد والعلاج الهرموني، الذي إن حصل فإنه يجب حينها على المريض أن يحاول مع الطبيب المعالج وفني التغذية المحافظة على وزنه ضمن المعدل الطبيعي وذلك بالتغذية الصحية والنشاط الرياضي.

والسؤال الذي يطرح دائما ما هي مصادر التغذية الصحية؟

أولا: الخضار والفواكه، وهي مصدر ممتاز ومتوازن للألياف الغذائية والفيتامينات والمعادن ومن الجيد بدء الوجبة الغذائية بها.

ثانيا: النشويات (الكربوهيدرات)، وهي مصدر الطاقة وتوجد بالأرز والبطاطس والمعكرونة والخبز والسكريات، وهي ضرورية في مرحلة النمو ولكن مع العمر تقل الحاجة لها، فيجب أن نوازن بين احتياجاتنا للطاقات الغذائية ومدى استهلاك الكربوهيدرات، بل ويجب أن نقنن الاستهلاك من خلال المصدر ليكون باستعمال الخبز أو الأرز أو القمح الأسمر، وتعويض السكر المنقى بالمصادر الطبيعية للمحليات كالعسل مثلا.

ثالثا: الدهون والزيوت مصدر للفيتامينات الدهنية، وهي من الأمور التي يجب التعامل معها بحذر شديد، فمنها المقليات والتي نظرا لاحتوائها على نسب عالية من السعرات الحرارية ينصح بالتقليل منها، كما ينصح بتغيير زيت القلي بعد كل استعمال. أما الزبدة والزيوت المهدرجة فامتصاصها على مستوى الأمعاء أسرع من الزيوت الصحية كزيت الزيتون، مما يسبب ضغطا هضميا على الكبد ويزيد من نسبة تشحم الكبد.

رابعا: البروتينات، فالجسم يحتاج للبروتين للنمو والاستمرار بأداء الوظائف الحياتية وعملية الانقسام الخلوي، ومصادره حيوانية من اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك، أو الخضروات كالمكسرات والبقوليات. وهنا نستطيع القول لا بأس بجدولة يومية للوجبة الرئيسية للتوازن، فيوم يكون للحم الحيواني، ويوم للدواجن، ويوم للسمك، ويوم للبقوليات، وذلك لإراحة الجسد من الضغوط الغذائية.

خامسا الحليب والأجبان، الحليب هو غذاء كامل، فالرضيع يتغذى منه في أول أيام حياته، ومن بعض أنواعه ما يسمى برجيم التنحيف، فيتم تعويض وجبة بالحليب مع بعض الإضافات، وكذلك اللبن. أما الجبن فهو مركز وقد أخذت منه البلازما، وكلما تم تجفيفه كلما زادت نسبة تجفيفه زادت نسبة الدهون فيه وقلت نسبة السوائل.

مع هذا فالحليب مغذ ويحتوي على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية بما في ذلك الفيتامينات والمعادن، مثل: فيتامين ب 12، وفيتامين د، وفيتامين أ، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والفسفور، والسيلينيوم، والمغنيسيوم والزنك وغيره، كما يحتوي على البروتينات.

ومن هنا نرى بأن التغذية الصحية في متناول أيدينا وهي تقينا الأمراض المزمنة مثل أمراض السكر والقلب والضغط والسرطانات، وكل ما نحتاجه فقط الهمة والنية الصادقة لتحقيق ذلك.