السياحة في ظفار ليست لثلاثة أشهر

19 سبتمبر 2021
19 سبتمبر 2021

سالم بن سيف العبدلي/ كاتب ومحلل اقتصادي -

السياحة في ظفار ليست موسمية ولثلاثة أشهر فقط كما يظن البعض عندما تشد الرحال إلى المحافظة خلال فترة الصيف حيث خريف صلالة والذي يبدأ في الربع الأخير من شهر يونيو وينتهي في الربع الأخير من شهر سبتمبر من كل عام حيث تكون الأجواء الماطرة الجميلة ودرجة الحرارة المعتدلة مقارنة بمناطق أخرى من السلطنة وتكتسي الجبال باللون الأخضر، وتنساب الشلالات المائية من المرتفعات الجبلية في منظر قلما تجده في شبه الجزيرة العربية بل حتى على مستوى الدول العربية.

محافظة ظفار بعد فترة الخريف تصبح هادئة جدا وتكاد تخلو من السياح وهذا لا شك يؤثر على المكونات السياحية المتمثلة في الفنادق والمنتجعات والشقق الفندقية وعلى الحركة الجوية بمطار صلالة والمطاعم والنقل وغيرها، وبالتالي انخفضت العائدات من هذا القطاع وعندما نتعمق كثيرا في المقومات المتوفرة في مختلف ولايات المحافظة العشر والمتمثلة في التنوع البيولوجي حيث التضاريس والطقس المناسب ووجود الرمال الصفراء النظيفة والناعمة والمواقع التراثية والتاريخية ناهيك عن المجمعات التجارية الحديثة وبالتالي يمكن أن تصبح المحافظة ذات جذب سياحي على مدار العام.

بعد فترة الخريف يلاحظ ركودا اقتصاديا وتجاريا فنسبة الإشغال في الفنادق والشقق المفروشة ضعيفة جدا والمطاعم والأسواق والمرافق الأخرى لا توجد بها حركة وهذا بسبب تركيز السياحة في موسم واحد فقط، لذا ينبغي توفير الإمكانيات وتهيئة الظروف المناسبة واستغلال المقومات المتاحة استغلالا حكيما وبجهود مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص فدور الحكومة يتمثل في تهيئة وتطوير البنيات الأساسية وأهمها استغلال الإمكانيات والتسهيلات المتوفرة في مطار صلالة وجعله مطارا دوليا يستقبل الطائرات الكبيرة والرحلات الدولية المنتظمة.

ينبغي تسويق المحافظة سياحيا وإبراز المقومات السياحية التي تتفرد بها عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي المتعددة وبالتعاون مع مكاتب السفر والسياحة داخل وخارج السلطنة، ولا بد كذلك من الاهتمام بتطوير المرافق السياحية وإنشاء مرافق سياحية أخرى كالحدائق والمتنزهات وأماكن التسلية أما دور القطاع الخاص فيتمثل في إنشاء المرافق السياحية المختلفة كالمطاعم ومدن ألعاب الأطفال والكبار والمسارح وإقامة الفعاليات المختلفة بالتعاون مع جهات الاختصاص.

ويمكن الإشارة إلى بعض المقومات السياحية التي تمتاز بها ولايات محافظة ظفار فعلى سبيل المثال عندما تزور ولاية شليم وجزر الحلانيات هذه الولاية الشاسعة تمتاز بمقومات سياحية جيدة فإن ما يلفت انتباهك الشواطئ الجميلة النظيفة البكر والرمال الناعمة اللامعة والطيور البحرية التي تحلق على الشواطئ في منظر بديع إضافة إلى الهدوء والسكون كل هذه العوامل يمكن تسخيرها في صناعة سياحة عائلية راقية من خلال توفير المرافق والمنتجعات والقرى السياحية لمحبي الاستجمام والراحة سواء من داخل السلطنة أو من خارجها.

أما صلالة فإنها تمتاز بوجود العديد من المزارات الدينية والآثار القديمة كموقع البليد الشهير والأضرحة والأماكن الجميلة كنوافير المغسيل الطبيعية والعيون المائية إضافة إلى أسواقها التجارية الحديثة والأسواق التقليدية ومزارع النارجيل والموز والفافاي، أما ولاية طاقة فإنها تمتاز بوجود المرتفعات الجبلية الجميلة التي يهواها العديد من السياح ووجود أشجار اللبان وفي مرباط حيث قلعتها الشامخة والمناظر الجميلة والشواطئ النظيفة ووجود المراعي الخضراء، أما ولاية ضلكوت فإنها تمتاز بموجود الأماكن الرائعة والطرق الجبلية وشاطئها الرائع أما ولاية رخيوت فإن بها معالم جميلة وطبيعة خلابة على مدار العام ولا ننسى منطقة جبجات حيث يلتقي السهل مع البحر.

وهكذا الحال بالنسبة لباقي ولايات ونيابات المحافظة فكل موقع به أماكن يمكن تهيئته ليصبح مناسبا للزيارة والاستجمام في أي وقت على مدار العام لكل هذا وذاك يمكن أن تكون محافظة ظفار وجهة سياحية دائمة إذا ما تم تهيئة كل الظروف لإيجاد صناعة سياحية راقية والتي أصبح الجميع يسعى لها من أجل تنويع مصادر الدخل وتوفير فرص عمل وانتعاش اقتصادي وتجاري دائم.