وسط إجراءات أمنية مشددة عقد قادة الأحزاب اليمينية الأوروبية المتطرفة في العاصمة التشيكية براغ مؤتمرا مثيرا للجدل، شارك فيه الفرنسية مارين لوبان، والهولندي خيرت فيلدرز، والإيطالي لورنزو فونتانا، وجيورغ ماير من حزب حرية النمسا. والبلجيكي جيرولف أنيمانز والبولندي ميشال ماروسيك وماركوس بريتسل من حزب البديل من أجل ألمانيا، وجانيس أتكينسون العضو السابق بحزب استقلال المملكة المتحدة (يوكيب). وتؤكد الأحزاب المتحالفة في مجموعة «أوروبا الأمم والحريات» وهي المجموعة السياسية التي تأسست قبل سنتين داخل البرلمان الأوروبي، أنها تركز على التعاون في أوروبا خارج إطار الاتحاد الأوروبي في هذا اللقاء الذي يرفع شعار: «من أجل أوروبا للأمم صاحبة السيادة»، ورحب قادة اليمين المجتمعون في براغ، بما وصفوه بأنه «حدث تاريخي» في النمسا حيث يستعد زعيم حزب الحرية هاينز كريستيان شتراخه لتسلم منصب نائب المستشار. وقال جيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية الهولندي أمام الصحفيين: «يجب الترحيب بأنه مرة أخرى في النمسا اليوم أخذ حزب عضو في كتلتنا في البرلمان الأوروبي على محمل الجد إلى حد أنه نال فرصته في الانضمام إلى الحكومة». ونقلت صحيفة «الاندبندنت» عن السياسية الفرنسية اليمينية ماري لوبان دعوتها خلال كلمة ألقتها في المؤتمر إلى تفكيك الاتحاد الأوروبي من داخله، ووصفته بأنه «منظمة كارثية» تقود أوروبا إلى الموت، وأنه في النزع الأخير، وعلينا التصرف كما يتصرف الفاتح. واعتبرت لوبان أن الأحزاب اليمينية قادرة على تحقيق الفوز في الانتخابات المقبلة للبرلمان الأوروبي. وإن على الشعوب الأوروبية تحرير نفسها من أغلال الاتحاد الأوروبي. وقالت لوبان إن محل هذه المنظمة سيحتله «اتحاد الشعوب الأوروبية»، وهو مشروع ينص على «التعاون الطوعي بين الدول يقوم على الاحترام المتبادل ومراعاة مصالحها السياسية والاقتصادية. موضحة أن الخطوة الأولى تتمثل في إعادة الحدود بين دول «منطقة شنجين» وحل المفوضية الأوروبية. وأعلن اليميني الهولندي غيرت فيلدرز أن الهجرة من الدول المسلمة تمثل إحدى أكبر المشاكل التي تواجهها أوروبا. مشددا على «ضرورة منع الهجرة الجماعية إلى أوروبا حتى لو اضطر الأمر إلى إقامة جدار». مشيرا إلى إن الاتحاد الأوروبي لم يعد بإمكانه إبقاء الأبواب والنوافذ مفتوحة» أمام المهاجرين من العالم الإسلامي. وشهدت العاصمة التشيكية تظاهرة شارك فيها نحو ألف شخص، بحسب إحصاءات الشرطة، أمام الفندق الذي تعقد فيه المؤتمر أعمال هذا المؤتمر احتجاجا على استضافة هذا المؤتمر وعلى العنصرية والقومية. وهتف المتظاهرون «العار»، وحملوا لافتات كُتب عليها «العدالة الاجتماعية بدلا من العنصرية والقومية وكراهية الأجانب». وقالت إحدى المشاركات في التظاهرة: إن المؤتمر الجاري في المدينة هو «اجتماع للمتطرفين الذين يدوسون حقوق الإنسان ويتمسكون بإيديولوجية تشبه النازية». يذكّر أن حزب «الحرية والديمقراطية المباشرة» التشيكي اليميني المتطرف بقيادة رجل الأعمال توميو اوكامورا المولود في طوكيو، حصل على 10% من أصوات الناخبين في اقتراع تشريعي (22 مقعدا) في البرلمان التشيكي بفضل خطابه الصارم ضد الإسلام وضد الاتحاد الأوروبي، ودعم الرئيس التشيكي ميلوش زيمان اليساري المعروف بخطابه المؤيد لروسيا والصين والمعادي للإسلام، وهو الذي شبه أزمة الهجرة «بالغزو المنظم» ويعتبر المسلمين أشخاصا «من المستحيل دمجهم» في المجتمع. ولم تستقبل الجمهورية التشيكية، سوى 12 مهاجرا على أرضها. ويشكل المسلمون نسبة لا تذكر في تشيكيا التي يبلغ عدد سكانها 10,6 مليون نسمة. ومع ذلك تنوي مختلف الأحزاب التشيكية التركيز على الخوف من الإرهاب والنفقات الاجتماعية الممكنة لتعزيز حملاتها بخطب معادية للمسلمين وللمهاجرين.