في الوقت الذي دشن فيه مجلس الشورى العماني موقعه الإلكتروني الجديد؛ ليكون منصة نشطة للتواصل والتفاعل بين المجلس والمواطنين حول كل ما يهم الوطن والمواطن، وبينما بحث مجلس محافظي البنك المركزي العماني الأوضاع المالية في السلطنة، ومطمئنا على الأداء المالي لقطاعات الاقتصاد الوطني المختلفة، فإن جهودا كبيرة ومقدرة في الواقع شهدتها العديد من محافظات وولايات السلطنة، خلال الأيام الأخيرة التي تعرضت خلالها البلاد لأمطار متفاوتة، ولآثار الحالة الجوية التي تعرضت لها السلطنة والتي بدأت في الانحسار، ومن ثم التحسن التدريجي لأجواء السلطنة، اعتبارا من أمس. ومع الوضع في الاعتبار أن الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف، وشرطة عمان السلطانية، وقوات السلطان المسلحة، والمركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة، وغيرها من المؤسسات المعنية أثبتت دوما على امتداد الأعوام السابقة في مختلف الظروف أيضا قدراتها وتفانيها في القيام بدورها لمواجهة أي آثار تترتب على أية حالة جوية تتعرض لها السلطنة، بما في ذلك عمليات التحذير المبكر، ومتابعة تطورات الحالة الجوية، ساعة بساعة، أو عمليات البحث والإنقاذ والمساعدة للمتضررين، أيا كانت مواقع تواجدهم، أو الظروف التي يتعرضون فيها لأية مخاطر، فإن الأيام الأخيرة أثبتت مرة أخرى كفاءة ويقظة كل الأجهزة المختصة في القيام بواجبها على النحو الأكمل، وهو ما عبرت عنه، وأظهرته عمليات البحث والإنقاذ على امتداد أيام الحالة الجوية التي تعرضت لها السلطنة هذا الأسبوع. فخلال الأيام من 15 إلى 18 ديسمبر الجاري تعاملت الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف مع نحو مائة بلاغ في مختلف محافظات السلطنة، وكان للتعاون مع شرطة عمان السلطانية، وقوات السلطان المسلحة – عند الضرورة – أثره المهم والملموس، ليس فقط في إنقاذ العديد من المواطنين والمقيمين الذي احتجزوا، هم أو مركباتهم، في بعض الأودية، أو في داخل بعض المنازل، ولكن أيضا في التعامل مع حالات تأثر بعض المحولات الكهربائية، واحتراق بعض المنازل، فضلا عن نقل المتضررين الذين تم إنقاذهم إلى حيث يتلقون الرعاية الضرورية لهم والاطمئنان عليهم، بما في ذلك نقل بعض الحالات بالطائرات العمودية. وفي حين تشكل الأمطار أمرا شديد الأهمية والنفع، خاصة بالنسبة لاحتجاز أكبر كمية ممكنة من مياهها أمام السدود، أو اختزانها في جوف الأرض، أو استفادة الزراعة وإنعاش الأفلاج وإعادة كثير منها إلى الجريان وزيادة مستويات المياه فيها، خاصة أنه يتم الآن متابعة وقياس كميات الأمطار في مختلف محافظات السلطنة، وأمام سدود التغذية الجوفية، أولا بأول، فإن وعي المواطنين والمقيمين، بالنسبة لمتابعة النشرات الجوية، والتحذيرات التي تصدرها الجهات المختصة والالتزام بإجراءات السلامة، وتجنب ركوب البحر، وكذلك تجنب المخاطرة بعبور الأودية، خاصة خلال جريان المياه، أو ارتفاع منسوبها إلى مستويات محددة، ومعروفة على مقاييس ارتفاع المياه المثبتة بها، يسهم بالتأكيد في الحد من الخسائر وفي مساعدة الجهات المختصة في القيام بدورها الذي يستحق الإشادة والشكر للعاملين فيها، حيث نعتمد على يقظتهم وتفانيهم وتضحياتهم الدائمة، التي ترعرعوا عليها، بفضل الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-.