الرياض تؤكد لعباس دعمها قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية - الأمم المتحدة (الولايات المتحدة)- (وكالات) - التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد يومين من الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن بشأن القدس وعشية تصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية: إن الملك سلمان أكد لعباس خلال لقائهما في قصره في العاصمة «مواقف المملكة الثابتة تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». وتأتي الزيارة لتواكب التحركات الدبلوماسية الفلسطينية الهادفة إلى مواجهة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وكانت الولايات المتحدة استخدمت الاثنين حق الفيتو لمنع صدور قرار عن مجلس الأمن يندد بالاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل. وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة طارئة اليوم للتصويت على مشروع قرار يرفض قرار ترامب. وقال الملك سلمان في خطاب أمام مجلس الشورى قبل أسبوع أن من حق الشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وشدد على «استنكار المملكة وأسفها الشديد للقرار الأمريكي بشأن القدس لما يمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني». ومن جهة أخرى تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة طارئة اليوم للتصويت على مشروع قرار يرفض اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضده في مجلس الأمن. وطلبت اليمن وتركيا عقد الجلسة الطارئة للجمعية العامة التي تضم 193 دولة باسم كتلة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. ووزع البلدان مسودة قرار الثلاثاء تعكس ما ورد في القرار الذي تم نقضه، وتؤكد أن أي قرار حول وضع القدس لا قيمة قانونية له ويجب أن يلغى. وكانت مصر طرحت مشروع القرار الذي نال تأييد كل الدول الأعضاء الـ14 الآخرين في مجلس الأمن الاثنين. ولا تذكر المسودة التي تم توزيعها في الجمعية العامة قرار ترامب، لكنها تعرب عن «الأسف العميق حول القرارات الأخيرة المتعلقة بوضع القدس». وحذرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي من أنها ستقوم بإبلاغ الرئيس دونالد ترامب بأسماء الدول التي ستؤيد مشروع القرار الذي يرفض اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل في الجمعية العامة. وقالت هايلي في رسالة اطلعت عليها فرانس برس «الرئيس سوف يراقب هذا التصويت بشكل دقيق وطلب أن ابلغه عن البلدان التي ستصوت ضده». كما كتبت على تويتر «في الأمم المتحدة يطلب منا دائما ان نعمل أكثر ونعطي اكثر. لذا عندما نقوم باتخاذ قرار يعكس إرادة الشعب الأمريكي حول تحديد موقع سفارتنا، فنحن لا نتوقع من هؤلاء الذين ساندناهم أن يستهدفونا». وأضافت «يوم الخميس» اليوم سيكون هناك تصويت ينتقد خيارنا، الولايات المتحدة ستقوم بتسجيل الأسماء»، في تحذير للدول الـ193 في الجمعية العامة. وتوقع السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن يحصل مشروع القرار على «تأييد واسع جدا»، وقال أن القدس موضوع «يجب أن يحل من خلال المفاوضات» بين إسرائيل والفلسطينيين ، ولا تحظى أي دولة بحق النقض في الجمعية العامة خلافا لمجلس الأمن. وقال منصور للصحفيين إن «الجمعية العامة ستقول وبدون خوف من الفيتو بان المجموعة الدولية ترفض قبول موقف الولايات المتحدة الأحادي الجانب». وكان قرار ترامب في 6 ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلافا للسياسة الأمريكية التي كانت متبعة حتى الآن، أثار موجة تنديد عالمية وتظاهرات احتجاج في مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وكانت دول حليفة للولايات المتحدة مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وأوكرانيا من بين الدول الـ14 التي صوتت لصالح القرار في مجلس الأمن ، ووصفت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة التصويت بانه «إهانة»، وحذرت من أن الولايات المتحدة لن تنسى ما حصل. وصدر قرار في عام 1950 ينص على إمكانية دعوة الجمعية العامة لجلسة طارئة خاصة لبحث قضية بهدف «إصدار توصيات ملائمة للأعضاء من أجل إجراءات جماعية» وذلك إذا فشل مجلس الأمن في اتخاذ إجراء. وعقدت الجمعية العامة عشر جلسات فقط من هذا النوع كانت آخرها في عام 2009 بشأن القدس الشرقية المحتلة والأراضي الفلسطينية، وجلسة اليوم ستكون استئنافا لجلسة عام 2009. وتخلى ترامب فجأة هذا الشهر عن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو ما أثار غضبا بين الفلسطينيين وفي أنحاء العالم العربي وقلقا أيضا بين حلفاء واشنطن الغربيين. كما يعتزم ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وتدعو مسودة القرار كل الدول إلى الإحجام عن تأسيس بعثات دبلوماسية في القدس. وقالت السفيرة هيلي: إن بلادها استخدمت حق النقض ضد مشروع القرار بمجلس الأمن دفاعا عن السيادة الأمريكية ودور الولايات المتحدة في عملية السلام بالشرق الأوسط. وانتقدت هيلي مشروع القرار ووصفته بأنه إهانة لواشنطن وإحراج لأعضاء المجلس. وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها الأبدية والموحدة وتريد نقل جميع السفارات إليها. ويريد الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 وضمتها لاحقا في خطوة لم تلق اعترافا دوليا. من جهته قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إنه سيسافر إلى نيويورك مع نظيره الفلسطيني لحضور جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم بشأن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في محاولة لمنع أمريكا من اتخاذ خطوة «غير مقبولة». وقال تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي مع نظيريه الإيراني والأذربيجاني في باكو عاصمة أذربيجان امس «نريد أن تعدل أمريكا عن هذا القرار الخاطئ غير المقبول». وأضاف في تصريحات أذيعت في بث مباشر على التلفزيون التركي «سندفع، إن شاء الله، بقرار في الجمعية العامة لصالح فلسطين والقدس». وقال: إنه سيسافر إلى الولايات المتحدة من اسطنبول حيث سينضم إليه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.