بالرغم من أن هذا العام 2017 ، الذي ينتهي اليوم، شهد عددا غير قليل من العمليات الإرهابية الخسيسة، التي استهدفت عددا من دور العبادة المسيحية والإسلامية في جمهورية مصر العربية الشقيقة، وعددا من المواقع الحيوية والمتفرقة، سواء في شمال سيناء أو في بعض ضواحي القاهرة، إلا أنه من الواضح والملموس أيضا، إن هذا العام كان من أكثر الأعوام فعالية في عمليات مكافحة الإرهاب، التي تقوم بها قوات إنفاذ القانون، بدعم من بعض وحدات القوات المسلحة المصرية، والقوات التابعة للشرطة، وهو ما عبر عن نفسه في تقلص مساحة نشاط الإرهابيين في شمال سيناء إلى بضعة أميال مربعة من ناحية، ومحاولة الجماعات والعناصر الإرهابية الانتقال ببعض نشاطها إلى المدن المصرية الأكثر ازدحاما، مع التركيز على استهداف بعض دور العبادة المسيحية، أملا في إثارة الفتنة الطائفية في مصر، بأي شكل من الأشكال من ناحية ثانية. وفي هذا الإطار فإن حادث استهداف كنيسة «مار مينا« في حلوان، جنوب القاهرة، والذي يتزامن مع استعدادات الأقباط في مصر هذه الأيام، للاحتفال بميلاد السيد المسيح عليه السلام، يأتي في الواقع في إطار المحاولات المستميتة ، بل واليائسة أيضا، من جانب العناصر والجماعات الإرهابية لتعكير الأجواء في مصر، ومحاولة إظهار أنها تشهد استهدافا للمسيحيين من أبنائها ، خاصة وانهم يحتفلون بأحد اهم أعيادهم. وفي الوقت الذي أدانت فيه السلطنة الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له كنيسة «مار مينا« بحلوان، والذي أسفر عن مقتل وجرح عدد من الأبرياء، فإن استهداف جمهورية مصر العربية من جانب الجماعات والعناصر الإرهابية، التي تتلقى دعما كبيرا ومتعدد الأشكال من جهات خارجية، والمحاولات المستميتة لزعزعة استقرار ارض الكنانة، إنما يعود إلى أسباب عديدة في الواقع، مصرية وإقليمية ودولية، ليس فقط لأن ما يحدث في مصر، يجد صداه الكبير والسريع أيضا في كل أرجاء المنطقة، ولكن أيضا لأن مصر تسير بخطى حثيثة نحو إعادة بناء تنميتها وقدراتها الذاتية، والخروج من حالة الانكفاء التي مرت بها خلال السنوات الأخيرة، لأسباب وظروف عديدة، وهذا النهوض المصري، الذي بدأت تبرز بعض ملامحه، لا يمكن إلا أن يثير قلق أطراف عديدة في المنطقة وخارجها، ومن ثم تتضافر جهود أطراف مختلفة، للعمل بأشكال مختلفة لمحاولة عرقلة محاولات مصر التخلص من مشكلاتها، ومنها النشاط الإرهابي لمجموعات العناصر والجماعات الإرهابية، خاصة وان جماعات الإرهاب في العراق وسوريا، قد تلقت مؤخرا ضربات مؤثرة إلى حد كبير، دفع بعضها إلى التفكير في نقل أنشطتها إلى مصر وليبيا والصحراء العربية الكبرى، المفتوحة على العديد من الدول العربية والإفريقية ، على الأقل للإبقاء على وجودها، أو تذكير العالم بأنها لا تزال على قيد الحياة. ومع إدراك أن مصر الشقيقة في معركتها ضد الإرهاب، إنما تقوم بذلك لصالحها ولصالح المنطقة والعالم من حولها أيضا، فإنه من المهم والضروري دعم جهود مصر الشقيقة، وكل الجهود الإقليمية والدولية الجادة لمكافحة الإرهاب، بكل أشكاله ومهما كانت دوافعه، لأن الإرهاب يهدد أمن واستقرار وسلامة المجتمعات ويعرقل سعيها لبناء حياة أفضل لمجتمعاتها اليوم وغدا.