أكراد «عفرين» يدعون الحكومة السورية للتدخل - عواصم - «عمان» - بسام جميدة - وكالات:- تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس بتطهير حدود بلاده مع سوريا من المتشددين قائلا إن أنقرة قد توسع نطاق عمليتها العسكرية الراهنة في شمال غرب سوريا شرقا حتى الحدود مع العراق. وفتح الهجوم التركي في منطقة عفرين السورية ضد وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة تهديدا أمنيا، جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية متعددة الأطراف وأدى لتصعيد التوتر في العلاقات مع واشنطن. وقال أردوغان منذ بدء الهجوم الذي أطلقت عليه أنقرة اسم «عملية غصن الزيتون» إن القوات التركية ستواصل الاتجاه شرقا إلى منبج السورية وهو ما قد يجعلها في مواجهة القوات الأمريكية المتمركزة هناك. وقال أردوغان «عملية غصن الزيتون ستستمر حتى تحقق أهدافها. سنطهر منبج من الإرهابيين...قتالنا سيستمر حتى لا يبقى أي إرهابي حتى حدودنا مع العراق». وأي تحرك للقوات التركية نحو منبج، الواقعة في منطقة يسيطر عليها الأكراد وتبعد نحو 100 كيلومتر شرق عفرين، قد يهدد التواجد الأمريكي في شمال شرق سوريا. وحثت تركيا الولايات المتحدة أمس الأول على وقف دعم مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية أو المخاطرة بمواجهة القوات التركية على الأرض. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا مسلحا في تركيا منذ ثلاثة عقود. وترى واشنطن أن وحدات حماية الشعب شريك مهم في الحرب على داعش في سوريا وهو موقف يثير حفيظة تركيا. وقالت تركيا إن الولايات المتحدة اقترحت إنشاء «منطقة آمنة» بطول 30 كيلومترا على طول الحدود مع سوريا . لكن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قال إن هناك حاجة لإعادة بناء الثقة بين البلدين أولا. وقال أردوغان «إذا كنا سنشن حربا على الإرهاب معا (مع الولايات المتحدة) فلنقم بذلك معا أو سنقوم بذلك بأنفسنا». من جانبها، دعت «الإدارة الذاتية» في منطقة عفرين الحكومة السورية إلى حماية حدود الدولة من «العدوان» التركي ، مؤكدة أن عفرين جزء لا يتجزأ من سوريا. وأعلنت «الإدارة» في بيان نقله موقع مقاطعة عفرين إننا في الإدارة الذاتية بمقاطعة عفرين، نؤكد مرة أخرى بأن منطقة عفرين هي جزء لا يتجزأ من سوريا، وأن قواتنا وحدات حماية الشعب تقوم بواجبها الوطني منذ 6 سنوات بحماية المنطقة ضد هجمات تنظيم داعش الإرهابي وغيرها من المجموعات الإرهابية من القاعدة وغيرها المتواجدة على الأرض السورية وتساهم في حماية وحدة أراضي سوريا ومؤسساتها الوطنية». واضاف البيان «الآن يتعرض هذا الجزء من سوريا إلى عدوان غاشم خارجي من قبل الدولة التركية، الامر الذي يهدد وحدة أراضي سوريا وأمن وحياة المواطنين المدنيين الذين يقيمون في منطقة عفرين، وأن هدف هذا العدوان هو اقتطاع المزيد من الأراضي السورية من خلال احتلال منطقة عفرين». وتابع البيان انه «في الوقت الذي نؤكد بأننا سنستمر بالدفاع عن منطقة عفرين امام الهجمات الخارجية المسعورة وسنتصدى لمحاولات الاحتلال التركي لعفرين، ندعو الدولة السورية للقيام بواجباتها السيادية اتجاه عفرين وحماية حدودها مع تركيا من هجمات المحتل التركي، حيث لم تقم بواجبها حتى الان على الرغم من الإعلان عنه بشكل رسمي ونشر قواتها المسلحة السورية لتأمين حدود منطقة عفرين». سياسيا، استؤنفت صباح أمس في فيينا أعمال اليوم الثاني والأخير من محادثات السلام في سوريا برعاية الأمم المتحدة، بلقاء عقده المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا مع وفد هيئة التفاوض السورية المعارضة الذي يترأسه نصر الحريري. ووصل وفد المعارضة إلى مقر الأمم المتحدة في فيينا في الساعة العاشرة والنصف صباح امس (09:30 ت غ) للقاء دي ميستورا. وكان الاجتماع مقررا في الساعة 16:00 عصر امس وجرى تبكيره من دون الإفصاح عن السبب. كما لم يتم الكشف عن أي موعد بين الوفد الحكومي والمبعوث الدولي. وعزا المتحدث باسم الهيئة يحيي العريضي لدى وصوله الى مقر الأمم المتحدة قبول الوفد بتعديل الموعد إلى «مرونة الوفد وتصميمه» على السعي «لمحاولة إيجاد حل لتطبيق الشرعية الدولية في سوريا». ومن المتوقع أن تحسم هيئة التفاوض المعارضة موقفها النهائي من المشاركة في مؤتمر السلام الذي يعقد في منتجع سوتشي البحري الروسي في 30 يناير بمبادرة من روسيا وإيران وتركيا. وحول ما إذا كان المعارضة ستشارك في مؤتمر سوتشي، قال العريضي لدى دخوله الاجتماع «آمل إن نخبركم بذلك اليوم». وقد ربطت هيئة التفاوض المعارضة مشاركتها في مؤتمر سوتشي الذي تخشى أن يكون التفافا على مسار جنيف برعاية الأمم المتحدة، بنتائج المحادثات التي ستجري في فيينا.