طارحا فيها مجموعة استفهامات - كتبت: بشاير السليمية - صدرت للقاص حسام المسكري مجموعته القصصية الأولى بعنوان «كيف أعرف أني لست من في المرآة»، عن دار فضاءات للنشر والتوزيع. ضمت المجموعة إحدى وعشرين قصة قصيرة موزعة على ثلاث وتسعين صفحة، كان قد شارك ببعضها في مسابقات الملتقى الأدبي للشباب منها: تشابه، زميلي في الغرفة، لوحة أخيرة، وسالم المفتاح. تنوعت مواضيع المجموعة بين بحثٍ عن الذات، وتمرد على قيود العادات والتقاليد والعائلة، سطوة الدين، ومحاربة الفن، الرغبة الخفية في العنف، كما عرج إلى الرمزية في بعض القصص، كما حوت المجموعة قصصا قصيرة جدا. وبدءا من العنوان الذي تساءل فيه المسكري، «كيف لي أن أعرف أني لست من في المرآة»، سارت شخصياته في معظم قصص المجموعة على هذا النحو الاستفهامي، فكانت دائما ما تتساءل عن شيء ما يؤرقها، باحثة عن إجابة قد تجدها وقد لاتجدها في غالب الوقت. وعلى الرغم من تواجد طرف آخر يثبط الشخوص في الغالب، أو بالأحرى يعيق طريقها، كالأب والطبيب، رجال الشرطة، انعكاس المرآة، الظل، الأخ والأم، إلا أنها كانت غالبة في آن ومغلوبة في آن آخر. وقال المسكري لعُمان: «كيف أعرف بأني لست من في المرآة، هي نتاج سنتين من العمل. أنا لست جيداً في النشر في مواقع التواصل الاجتماعي ولا في الجرائد، لذا بالنسبة لي كان إخراج نصوصي في مجموعة، أمرا مهما جداً؛ لأتمكن من توثيق تجربتي وإنهاء هذه المرحلة، والانتقال للخطوة القادمة. استغرق الأمر مني الكثير من الوقت، وسمعت سؤال «متى تصدر مجموعتك؟» مئات المرات، لكني لم أكن مستعجلا بقدر ما كنت مهتما بأن تخرج المجموعة بالصورة التي أريدها، ولأصل إلى ما أريد كان علي أن أعيد كتابة العديد من النصوص، ووصل الأمر إلى حذف النص بأكمله، وإعادة كتابته من الصفر في بعض القصص.» وأضاف: «لم يكن الأمر ليتم بدون مساعدة الأصدقاء، واستشارة من سبقني في تجربة النشر، وقد كانت ردات الفعل جيدة ومشجعة لنشر المجموعة. لم يكن الوصول لهذه المرحلة سهلاً، أصعب ما كان علي أن أتخطاه وأتجاوزه هو إيجاد الوقت الكافي للكتابة، لكن في مرحلة ما كان علي أن أقوم بإيقاف كل شيء وصب كل تركيزي على المجموعة والعمل عليها بشكل يومي، مؤجلا كل مسؤولياتي والتزاماتي الأخرى، ومتجاهلا كل ما يقال عن حالات الإلهام وشيطان الكتابة. كان أكثر من وقف معي ومن شاركني هذه التجربة هو الصديق حمد المخيني. كنا نعمل معا على المجموعتين. في كل مرة ينتهي أحدنا من كتابة نص ما يرسله للآخر ليبدي رأيه وينقده، وعندما يتكاسل أحدنا أو يتوقف عن الكتابة والعمل لفترة طويلة، كان الآخر يقوم بتشجيعه وإرجاعه للعمل. وها نحن الآن نصدر مجموعتينا معاً.»