كراكاس - (أ ف ب) - اختار الحزب الاشتراكي الموحد الحاكم في فنزويلا الرئيس نيكولاس مادورو ليكون مرشحه «المنطقي» في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستجري قبل نهاية ابريل في هذا البلد الذي يشهد ازمة اقتصادية.
وقال المسؤول الثاني في المعسكر الرئاسي ديوسدادو كابيلو خلال اجتماع سياسي حضره مادورو «انتم رسميا مرشح الحزب الاشتراكي الموحد في فنزويلا».
وتسلم مادورو الذي كانت ترافقه زوجته سيليا فلوريس راية الحزب الاشتراكي فيما كان نحو 500 مندوب للحزب يهتفون «نعم».وقال مادورو «نتجه الى فوز كبير».
وأضاف كابيلو، نائب رئيس الحزب الحاكم «من المنطقي تماما ان يكون نيكولاس مادورو مرشح الثورة البوليفارية لهذه الانتخابات.
انه اخ ورفيق لا مأخذ على سلوكه .. سنفوز، لا اشك في ذلك، وبشكل كبير».
ويخوض مادورو (55 عاما) هذه الانتخابات رغم انه لا يتمتع بقوة الشخصية والقدرة على الخطابة التي كان يمتلكها سلفه الراحل هوغو تشافيز.
ولئن تحسنت شعبية مادورو قليلا في الاونة الاخيرة، فإن نسبة عدم الرضى عنه في صفوف الفنزويليين بحسب معهد ديلفوس للاستطلاعات، تبلغ سبعين في المائة.
ويحمله قسم كبير من هؤلاء مسؤولية التضخم الهائل وأزمة المواد الغذائية والأدوية التي تشهدها البلاد التي تملك ثروة نفطية هائلة.
ويسيطر مادورو الذي تنتهي ولايته في يناير 2019 مع معسكره، على كافة مؤسسات الحكم باستثناء البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة في حين جدد الجيش الجمعة تأكيد ولائه لرئيسه.
ويلقى مادورو دعم روسيا والصين في وقت يشهد فيه الاقتصاد الفنزويلي تدهورا.
لكنه يواجه عزلة متنامية وعقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي اللذين ينددان بـ «انحراف استبدادي» للسلطة في فنزويلا.
وأعلن مادورو عن «خطة للدفاع الشعبي» ضد «كل محاولة انقلاب» وذلك ردا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي كان أشار الخميس الى دور العسكريين في امريكا اللاتينية حيث يقوم بجولة.
واستبعد تليرسون التدخل عسكريا في فنزويلا وقال انه مع «انتقال سلمي» ويفضله عن «التغيير العنيف».
ووصف مادورو تصريحات تيلرسون بأنها «تهديدات خسيسة»، في حين رأى فيها وزير الدفاع الفنزويلي فلادمير بادرينو في بيان بثه التلفزيون تحريضا على «ان نتحول نحن (العسكريين) الى عميل للتغيير».
وكانت الجمعية التأسيسية الفنزويلية التي تملك سلطات واسعة ويهيمن عليها انصار النظام، دعت الاسبوع الفائت الى انتخابات رئاسية مبكرة قبل نهاية ابريل 2018 مفاجئة بذلك المعارضة المشتتة والضعيفة.
ولا تعترف هذه المعارضة وكذلك بعض الدول بالجمعية التأسيسية.
وقال مادورو في اجتماع حزبه «المزيد من الانتخابات والمزيد من الديمقراطية والمزيد من السلطة الشعبية، هذه هي الاسلحة ضد الامبريالية».
وفور الاعلان عن الانتخابات الرئاسية وفي حين لم تختر المعارضة حتى الآن مرشحها، بدأ مادورو حملته الانتخابية من خلال أشرطة فيديو تمجد افعاله تبث باستمرار واجتماعات سياسية يرقص فيها السالسا إضافة الى الدعم الموجه من الدولة للنساء الحوامل وأصحاب الاحتياجات الخاصة.
وقال المحلل فيليكس سيجاس مدير معهد الاستطلاعات ديلفوس «يملك التيار التشافيزي فرصا للفوز بهذه الانتخابات .. واذا لم تعرف المعارضة كيف تختار وبشكل محسوب بدقة (مرشحها)، فإن امكانية فوز مادورو بالانتخابات قائمة ودون حاجة للغش» في الانتخابات.
وعلاوة على ذلك فإن القضاء المتهم بالخضوع للسلطة، ازاح تحالف المعارضة «طاولة الوحدة الديمقراطية» من السباق الرئاسي بوصفه تشكيلا سياسيا.
وسمح القضاء في المقابل لمكونات هذا التحالف بالمشاركة كل على حدة في الانتخابات.
وستعلن الهيئة الانتخابية موعد الاقتراع بدقة لاحقا.
وفاجأ الإعلان عن ترشيح مادورو قبل 48 ساعة من الموعد الذي كان متوقعا الأحد مجددا خصومه ويشكل ضغطا على المفاوضات الجارية بين السلطة والمعارضة.
وبعد ثلاثة ايام من المباحثات انفض المتحاورون في سانت دومينغي الاربعاء دون التوصل الى اتفاق لكنهم قرروا مواصلة المفاوضات في فنزويلا حتى غد.
وقال مفاوض من المعارضة طلب عدم كشف هويته لفرانس برس «ان تاريخ الانتخابات كان في قلب المباحثات».