بالقرعيات وخشب الأبنوس وسيقان القمح - الإبداع الرباني وجمال الطبيعة الباهر بألوانها العجيبة هو بحد ذاته يعتبر تحفا فنية لا تحتاج سوى لمسات لإبرازها وتألقها، وهذا ما أثار الدهشة في ركن الجاليات السودانية بمتنزه العامرات العام ويتمثل في تطويع الطبيعة بجمالها الساحر في إلى تحف فنية في غاية الروعة والبهاء، وأبرزها ما يسمى (بالقرعيات) وهو استخدام نبات «القرع» وتحويله إلى أشكال متعددة، حيث يتم استخدام نبتة (القرع) المحلية في السودان بعدما يتم تفريغها وتجفيفها ومن ثم تشكليها على شكل إنارات، أواني منزلية، وجرات لحفظ المياه، وحافظات للطعام، وأطباق لتقدم الطعام وتحف فنية وغيرها، كما تم تطوير الإنتاج في مجال القرعيات، حيث يتم زراعته وتشكليه في قوالب جاهزه وتنمو طبيعياً بحسب أشكال القوالب دون الحاجة لإعادة نحتها وتشكيلها، وعادة يستخدم اللون البني الطبيعي للقرع، كما توضع طبقة حماية خارجية لامعة فقط وأما بعض التحف الفنية يتم استخدام الحرق لنحت الأشكال والنقوش إضافة إلى التلوين أيضاً. أما الشجرة الأكثر إبداعاً للخالق سبحانه وتعالى هي «شجرة الأبنوس» التي يستخرج منها «خشب الأبنوس» الذي يعتبر أقوى أنواع الأخشاب في العالم، ولا يستخدم في الأثاث كونه لا يسمح بمرور المسامير، حيث كان يستخدم في الماضي لصناعة الأسلحة مثل السهام والحراب، وغيرها. يقول السني أبو العزاء، عضو في نادي الجاليات السودانية «طوع السودانيون خشب الأبنوس في نحت أفخم التحف والتي انبهر بها زوار الركن، وكأنها قسمت إلى لونين الأسود والبني، إلا أنها لم يتم تلوينها فقط تم تشكيلها وصقلها بمادة حماية، أما الأمر الذي شد انتباه الزائرين أيضاً هو بيض النعامة وجمال النقوش المنحوتة بدقة وعناية إضافة إلى الحقائب والأحذية والمحافظ الرجالية والنسائية المصنوعة من الجلود الحقيقة مثل جلد البقر، والرول وجلد الأفاعي وغيرها والعصي ذات اللون الأسود الغامق والذي لم يتم صبغها وهي من قلب شجرة الأبنوس وأضاف هناك تشابه بين الحرف اليدوية والسودانية والعمانية نوعا ما وخصوصاً في مجال السعفيات، إلا أن هناك اختلافا في استخدام المواد الخام، فمثلا يستخدم العمانيون سعف النخيل بينما نستخدم نحن ساق القمح وسعف النخيل في إنتاج السعفيات إضافة إلى عمل توليفة لصناعة تحفة فنية مكونة من سيقان القمح وخشب الأبانوس معاً. هكذا هو مهرجان مسقط 2018 ، يجمع ثقافات الدول من مختلف دول العالم وملتقى الإبداع والإثارة والدهشة.