انطلقت مساء أمس الأول فعاليات الملتقى السينمائي الثاني والذي حمل عنوان (سينما الطفولة) مبتدئا برنامجه بعرض لفيلم (بشرة)، وسط حضور المهتمين بالسينما والفنانين والصحفيين. وقد كان الفيلم من إصدارات عام 2009 للمخرج أنثوني فابيان، وبطولة صوفي أوكونيدو وسام نيل وأليس كريج، بمدة ساعة و47 دقيقة، والذي يحكي قصة فتاة سوداء «ساندرا»، ولدت في خمسينيات القرن الماضي لأبوين من البِيض وكانا أبويها الفعليين، ويتابع الفيلم حكايتها طوال ثلاثين عاما من رفض المجتمع الأبيض لها. ويواصل الملتقى فعالياته لأربعة أيام، حيث استضاف مساء أمس الاثنين المخرج التونسي أنيس الأسود الذي عرض مجموعة من أفلامه القصيرة المتخصصة في مجال الطفولة، تخللها حوار له أداره المخرج العماني عبد الله البطاشي، ويعرض في الفترة الصباحية للملتقى فيلما «الطفل» و «صوت الموسيقى» لطلاب المدارس ابتداءً من صباح الأمس، لولا عدم حضور طلبة المدارس للفعالية. وسيعرض اليوم الثلاثاء حسب جدول الملتقى فيلم (A separation) للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، والذي سيتبع بحوار مصور مع بطلة الفيلم ومخرجه. وفي افتتاح الملتقى، ألقى الدكتور سعيد بن محمد السيابي نائب رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي كلمة عبر فيها عن الأهمية البالغة للسينما في نشر الثقافة الجادة والتعريف بها في المجتمع، وما للسينما من دور في تشكيل فكر الطفولة ورؤاها والقضايا المتعلقة بها، لذا حظيت سينما الطفولة والأطفال بنصيب كبير في الإنتاج السينمائي وتشارك المنتجون مع الطفل في صناعة أحلامه ومستقبله وتقريب الصور الخيالية له لمستوى تطور مراحل عمره. ألقى بعدها الكاتب سماء عيسى المشرف العام على الملتقى، كلمة أكد فيها على دور الجميع في العمل على نشر الثقافة السينمائية الجادة في عمان، وعن الحاجة الدائمة للأطفال - عبر السينما - لمواكبة العالم وتحولاته المتسارعة، والنظر بعمق فيما وراء الأحداث ومعرفة محركاتها ودوافعها. وتحدث بعدها عن الطفولة كثيمة تطورت مع تطور السينما، حيث أضحت تجربة أساسية لعدد كبير من سينمائيي العالم، الذين قدموا عبر الطفولة تجارب الحروب والتفرقة العنصرية والسير الذاتية والتشرد والضياع وغيرها من المآسي الإنسانية.