ياســر المـنــا - انتهى الترقب وعاد دوري الأضواء للدوران من جديد بعد توقف اضطراري نتيجة مشاركة المنتخب الوطني الأول في بطولة كأس الخليج التي نجح في الحصول عليها، وهو ما لفت الأنظار على الكرة العمانية، ووضع الدوري تحت منظار المهتمين والمراقبين والمتابعين للدوريات الخليجية. تباينت استفادة الفرق من فترة التوقف التي زادت عن الشهرين في التحضيرات والمعالجات الفنية للأخطاء والسلبيات بحثًا عن عودة أفضل تساعد في تعويض ما يمكن تعويضه في الأسابيع الحاسمة المتبقية من المنافسة في الدور الثاني وتحقيق الطموحات المرجوة. التوقعات كانت كبيرة بأن تستغل الفرق فترة التوقف الطويلة في ترتيبات فنية وإدارية تقودها إلى تغيير صورتها في المنافسة والعودة إلى ميدان الدوري بخطوط متكاملة وقدرات كاملة تساعدها على حصد النقاط والمساهمة في تقوية التنافس وإضفاء القوة والإثارة على جميع مبارياتها. لم تطرأ العديد من المتغيرات على الأداء في الجولة الأولى للدور الثاني مع أفضلية محدودة للفرق التي اجتهدت وقامت أجهزتها الفنية بعمل جيد في مراجعة الأوراق ومعرفة مواطن الخلل وإيجاد حلول تحسن صورة الفريق فيما تبقت له من مباريات مهمة ومصيرية وينطبق الأمر على فرق الصدارة أو الوسط أو تلك التي تعاني من مخاطر الهبوط. عودة الدوري تبقى دومًا مؤشراته الفنية الخاصة بحسابات الفرق وحرصها على الأفضل معادلة ثابتة بالرغم من الصعوبات التي تواجهها لأسباب فنية أو إدارية. جاءت المستويات الفنية المسجلة في دفتر التنافس وفقًا لهذه الحسبة متباينة لجميع الفرق في سباق الصمود والرغبة من خلال التقدم خطوات جيدة في الترتيب وكسب التحديات لتمهيد الخطوات لنجاحات أكبر مع وصول الدوري إلى أيامه الأخيرة. لم تخل الجولة الماضية من منعطفات حادة في النتائج حيث جاءت بعضها دون طموحات بعض الفرق التي دخلت الملعب وعينها على النقاط الثلاث بحثا عن بداية طيبة تمنحها المعنويات والثقة لبقية المشوار. لا تزال الفرق الكبيرة وصاحبة الحظوظ في الحصول على البطولة مستمرة في التفوق، وتعلن عن قدرتها في أن تستمر بقوة، وتحجز المواقع القريبة من الصدارة، وهو ما يشير إلى أن موقفها سيكون أفضل من غيرها في المباريات المتبقية إذا ما نجحت في المحافظة على الأداء الجيد، وارتفعت بمستوى العطاء إلى الحد الذي يجعلها لا تعاني من نزيف النقاط والتفريط في المكاسب التي حققتها في مشوارها السابق. الثابت أن الفرق جميعها اجتهدت في أول مبارياتها في الدور الثاني وسعت لتقديم الأفضل والحصول على نقاط البداية وسط طموحات كبيرة من فرق المنطقة الدافئة التي تتطلع للتقدم خطوات للأمام، وهو ما انعكس على قوة بعض المباريات التي كان تحقيق الفوز فيها أمرًا صعبًا وبفارق أهداف قليلة الأمر الذي سينعكس إيجابًا على البطولة إذا ما تواصل الأداء بذات القوة والندية وهو ما يدعم المنافسة من حيث الإثارة التي تجذب الجماهير ويجعل من الصعب معرفة هوية البطل مبكرًا في وجود عدد من الفرق تملك القدرات والإمكانات وفرص النجاح بالصعود لمنصة التتويج. أكثر ما يمكن استخلاصه من نتائج التي انتهت عليها الجولة الأولى هو أن الأبواب ستظل مفتوحةً على مصراعيها في الصدارة رغم قبضة السويق بيد من حديد عليها ونجاحه في تحقيق الفوز على صحم في مباراة مثيرة. الفرصة تبدو متاحة أمام أكثر من فريق ليشكل تهديدا للصدارة الصفراء وتقليص فارق النقاط وكل التوقعات تدعم فرضية أن يستمر السباق ساخنا في الجولات المقبلة رغم الضغوط التي تحاصر السويق وأقرب منافسيه الشباب وتفرض عليهما ضرورة عدم خسارة النقاط. سيكون عشاق المستديرة في انتظار معرفة الجديد الذي ستكشف عنه الجولات المقبلة من الدور الثاني وتراقب العيون المهتمة بالبطولة الأولى فرق المقدمة لمعرفة إذا ما كانت قادرة على إشعال المنافسة على الصدارة وإضفاء الإثارة والقوة للمباريات المقبلة أم أن الوضع سيبقى عما هو عليه. الركن الفني: البحث مستمر عن مفتاح الانتصار - اشتركت جميع الفرق في عودتها من جديد للدوري في رغبة الفوز والحصول على المفتاح الذي يمنحها مشروعية عبور الأبواب وجمع النقاط لتحقيق أهداف المنافسة على اللقب أو الابتعاد عن مخاطر الهبوط. النوايا المشتركة للفرق من الطبيعي أن تظهر في اختلاف النتائج ما بين جولة وأخرى ويحمل في ذات الوقت العديد من المؤشرات التي تؤكد أن كل الفرق تتساوى في بحثها عن الفوز وكل فريق يدخل الملعب يركز جيدًا على النقاط دون أي مخاوف حتى وإن كانت هناك فوارق مثبتة في دفتر الأفضلية. معظم الفرق ترفض الاستمرار في خسارة النقاط خاصة فرق المقدمة بينما يبدو الصراع قويًا بين فرق الوسط التي تجتهد لتدخل إلى منطقة الأمان. يملك أكثر من فريق في المقدمة طموحات كبيرة في ألا يبتعد كثيرًا عن المركز الأول والسعي إلى تذوق حلاوة الجلوس في الصدارة في حال تعثر فريق السويق الذي يرفض حتى الآن مبدأ أن يشاركه أحد في الجلوس على مقعد الصدارة. نجحت غالبية الفرق في تحقيق الفوز في مستهل عودتها إلى ملعب الدوري لتحصل على حافز معنوي جيد يضاعف من طموحاتها للمضي قدمًا في طريق الانتصارات والحذر من الوقوع في فخ التعادلات أو الخسارة. دائرة الضوء: 6 نقاط لا تؤِّمن اللقب.. ومعادلات شتى واردة - الفوز الصعب الذي حققه فريق السويق في الجولة الماضية منحه الفرصة في أن يستمر بفارق النقاط المتمثل في الـ6 نقاط بينه وبين فريق الشباب الذي يجلس في المركز الثاني ولكنه في ذات الوقت قدم معطيات عن إمكانية أن يتقلص الفارق في أي مرحلة من المراحل المقبلة في الدوري الذي لا يزال مشواره طويلًا. يدرك السويق والشباب أن فارق النقاط الست يجعل اللقب في الملعب ومن الصعب الحديث عن الحسم إلا في حال نجح السويق في الاستمرار بحصد النقاط وتخطي جميع العقبات فيما تعثر الشباب ليزيد الفارق بينهما. المنافسة تبدو حتى اليوم على اللقب ثنائية وفق حسابات هنا وهناك ومعادلات شتى واردة الحدوث في الأيام المقبلة بالإمكان أن تحدث هزة في الصدارة ويتبدل لونها بعد أن اكتست بالأصفر طوال الفترة الماضية. يعيش فريق الشباب حالة من قوة الدفع المعنوي، ويأمل في أن تبتسم له المستديرة هذه المرة بعد أن خسر لقب الموسم الماضي، وبعد أن كان قريبًا منه في منافسة مشتركة مع فريق ظفار حسمت في المباراة الأخيرة التي جمعت الفريقين في ختام البطولة. بورصة الأهداف: معنويات خليجي 23 تعيد المقبالي للواجهة - حافظت قائمة الهدافين على الترتيب نفسه الذي انتهت عليه مع نهاية الدور الأول، ولم يشهد الدور الثاني أي مفاجأة جديدة، واستمر اللاعب محمد الغساني في المركز الأول برصيد 10 أهداف. الجديد يتمثل في البداية القوية لمهاجم المنتخب الوطني وفريق فنجاء عبدالعزيز المقبالي الذي تألق في أول مباريات الدور الثاني مع فريقه وعاد لتسجيل الأهداف ليقترب من الصدارة برصيد 9 أهداف. الإحصائية النهائية للدور الأول تبين أن مستوى التهديف جيد في الدوري، وهو ما يضاعف من مسؤولية المهاجمين في جميع الفرق لمواصلة وضع الكرة في الشباك لتأمين فرص الفوز لفرقهم، ومن ثم كسب النقاط. يشير عدد من المحللين إلى إمكانية ظهور بعض المهاجمين الشباب في الدور الثاني، وهو ما يعتبر استراتيجية فنية مهمة تستحق أن تعمل الأجهزة الفنية عليها من خلال دعم الوجوه الشابة ومنحها الفرصة كاملة لتظهر نفسها وتصقل قدراتها باكتساب المزيد من الخبرة. شروق - - نجح فريق السويق في تعزيز صدارته بفوز صعب ليفتح شهيته، ويستمر في الدفاع عن فرصته للفوز باللقب من دون أن يترك مسألة الحسم للصدفة أو هدايا تقدمها له الفرق الأخرى فظهر بـ(كاريزما)، ويلبس العزيمة والإصرار ويرفض أي تراجع أو خسارة النقاط. تعرض الفريق الأصفر لمواقف صعبة وتأخر في حسم الفوز إلا أن الطموح القوي كان دائمًا يسنده ويدفعه للقتال واللعب بإصرار، ومن ثم العودة للمباراة وتحقيق النتيجة الإيجابية، وهو موقف يمنحه حق التفكير في البطولة، ويمنحه الحوافز والدوافع ليعود أكثر عزيمة في الدور الثاني. استحق السويق تفرده ونجاحاته بتفوقه الواضح في النصف الأول للموسم وهو يقفز بقوة منذ البدايات مقدمًا شكلًا جديدًا يختلف كليًا عن الشكل الذي كان عليه في الموسم الماضي حينما كان يتواجد في المراكز الأخيرة بالترتيب وكان يخشى الدخول في حسابات الهبوط. - حقق فريق نادي عمان فوزًا مثيرًا على النصر ليتقدم بقوة نحو المراكز المتقدمة معوضا فقدانه الكثير من النقاط في مباريات الدور الأول ليحسّن من وضعيته استعدادا للانطلاقة ومغادرة منطقة الخطر التي لا يزال يتواجد فيها. الفوز المثير برهن عن قدرات جيدة لفريق نادي عمان وبإمكانه أن يلعب بجدية وقوة ويصمم على النتائج الإيجابية بعيدًا عن الاستهتار أو مشكلة تذبذب المستوى الفني وتعد الثلاث نقاط دفعة معنوية قوية للاعبين ليستمروا في تقديم الأداء القوي والجاد في مبارياتهم المقبلة وتفادي العودة من جديد لمربع الخسارة. بالإمكان أن يعود نادي عمان في الدور الثاني أكثر قوةً وتنظيمًا ليستعيد بعض بريقه الذي فقده في الدور الأول. - فريق فنجاء نجح في الخروج بفوز ثمين على نادي مسقط ليخرج قليلًا من الضغوط النفسية التي ظلت تحاصره في الدور الأول بسبب تراجع الأداء وغياب مستوياته الفنية المعروفة والتي تصنفه واحدًا من الفرق صاحبة القدرات للفوز بالألقاب. النتيجة التي حققها فنجاء تعد إيجابيةً بكل المقاييس ويمكنها أن تفتح آفاقًا كبيرةً للفريق الأصفر ليعود من جديد للمقدمة في الدور الثاني إذا ما نجح الجهاز الفني في معالجة السلبيات والأخطاء ووفرت الإدارة المعينات المطلوبة خاصة فيما يتعلق بترميم صفوف الفريق. - واصل جمهور فريق الشباب مبادراته الرائعة وحضوره الكبير لدعم فريقه في أول ظهور له في الدور الثاني ليضع اسمه ضمن قائمة الجماهير الإيجابية والتي تساهم بقدر عال في دعم فرقها وتقودها لتحقيق النتائج الإيجابية وظلت جماهير الشباب في المواسم الماضية تشكل غيابًا واضحًا في المدرجات. رسالة جماهير الشباب لفريقها تبدو واضحة وتقول: متى ما حضر التألق والنتائج الإيجابية سنكون في المدرجات نلهب الحماس ونشعل الملعب بالتشجيع والهتافات التي تدعم اللاعبين وتمنحهم الجرعات المعنوية المطلوبة. غروب - - تعرض فريق النصر لخسارة غير متوقعة قياسا باستعداداته الفنية الطيبة والاستقرار الفني الذي يعيشه باستمرار مدربه المصري حمزة الجمل لتظهر العديد من علامات الاستفهام عند الجماهير والإدارة تنتظر تفسيرات فنية لما حدث في المباراة. الفوارق الفنية كانت تدعم وترجح كفة النصر قبل المباراة بأن يحقق فوزًا سهلًا مقارنةً بمنافسه نادي عمان إلا أن العكس ما حدث تمامًا وتفوق الأخير بجدارة وكسب ثلاث نقاط غالية. الخسارة ستفتح عين الجهاز الفني للنصر جيدًا، وتفرض عليه ضرورة أن يتعامل مع المباريات المقبلة بحسابات واقعية وحرص على النتائج الإيجابية حتى لا يستمر في خسارة النقاط، وهو ما ستكون له عواقب صعبة على مسيرة الفريق. - فريق النهضة لا يزال يبحث عن نفسه وعروضه القوية التي قدمها في الموسم الماضي، وقادته ليكون واحدًا من فرق المقدمة، ويعيش الفريق اليوم علة التذبذب في الأداء، ولم يصل حتى الآن إلى الوصفة السحرية التي تعيد فرحة الانتصارات والمنافسة على الألقاب. يحتاج فريق النهضة على ضوء مستواه الفني لتجويد الأداء حتى يعود من جديد، وينتفض في الدور الثاني، ويصعد للمراكز الأمامية، ويحسن من صورته، ويكسب رضا ودعم جماهيره التي لا تزال تأمل في عودة فريقها لينافس على اللقب. -لا تزال بعض الفرق تمثل الحلقة الأضعف في الدوري، وتعجز عن تقديم نفسها بصورة تجعلها قادرة على المنافسة، وتحسين موقفها في الترتيب العام رغم ما تحصل عليه من دعم عبر مبادرات من جماهيرها وتقدم الحوافز والجوائز للاعبين من أجل حضور قوي، ومؤثر في الملعب إلا أن المحصلة العامة تدل على أن المعاناة كبيرة، وتتطلب العصا السحرية. الضعف الفني الذي تعاني منه فرق المؤخرة يضعها أمام خيارات صعبة بأن تعدل أوضاعها في الجولات المقبلة أو أنها تسلم بالهبوط إلى الدرجة الأولى. - عانت معظم الفرق من التغيير المتواصل في الأجهزة الفنية لينعكس ذلك سلبًا على مسيرتها وقدرتها على تحسين أوضاعها لاختلاف سياسة أسلوب كل مدرب عن الذي سبقه. تأثر الدوري بصورة مستمرة من عادة استبدال المدربين بين كل مباراة وأخرى وهو أمر لا يتوقع أن يتوقف في ظل ظهور بعض المؤشرات بأن الجولات المقبلة يمكن أن تشهد استمرار العادة وخروج أسماء جديدة من المقاعد الفنية. بعض المدربين غابت لمساتهم بصورة واضحة لأسباب تعود لعدم توفر العدد الكافي من اللاعبين في التدريبات لظروف عملهم، وهو ما يجعل أي مدرب في حيرة من أمره في ظل مطالب الجماهير والإدارة بتحقيق النتائج الإيجابية.