عدن وصنعاء تحذران من كارثة بيئية كبيرة في البحر الأحمر - صنعاء-«عمان»-جمال مجاهد:- بدأت قوات التحالف العربي أمس عملية «السيل الجارف» لتطهير جيوب وأوكار مسلحي عناصر تنظيم «القاعدة» من مديرية المحفد ووادي حمارا آخر منفذ للإرهابيين في محافظة أبين «جنوب اليمن». وأوضحت وكالة أنباء الإمارات «وام» أن قوات الحزام الأمني نفذت خطة عسكرية محكمة شملت حملات دهم للعناصر والجيوب الإرهابية في محافظة أبين في ظل استمرار عملية «السيل الجارف» بملاحقة عناصر التنظيم بمديرية المحفد لحين التأكد من خلو المنطقة من أي جيوب تابعة للجماعات الإرهابية التي تعد أكبر معاقل «القاعدة» في أبين حيث كانت هناك معسكرات تدريبية للتنظيم في جبال المنطقة. وأسفرت العملية عن مقتل قيادي «القاعدة» الملقب بأبو محسن باصبرين بعد مواجهات مع قوات الحزام الأمني، إضافة إلى تكبد العناصر الإرهابية خسائر فادحة في العتاد والأرواح وهزائم كبيرة، فيما تم القبض على عنصرين خطيرين ضمن قائمة المطلوبين. وقالت الوكالة: إن قوات الحزام الأمني تمكنت بإسناد ودعم من قوات التحالف العربي من اقتحام المواقع التي كانت تتحصن بها عناصر تابعة لتنظيم «القاعدة» في مديرية المحفد ووادي حمارا في محافظة أبين وتطهيرها. كما كثفت مقاتلات التحالف العربي غاراتها على محافظتي حجة «شمال غرب اليمن» والحديدة «غرب» بالتزامن مع معارك برية عنيفة بين مسلحي جماعة «أنصار الله» من جهة والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة ثانية، وأوضح مصدر أمني أن طيران التحالف شن 9 غارات على مديريتي حرض وميدي في محافظة حجة. وشن الطيران 6 غارات على مديرية التحيتا وغارتين على مديرية الجراحي في محافظة الحديدة. وفي محافظة صعدة «شمال اليمن» قتل وأصيب عشرة أشخاص أمس أغلبهم نساء وأطفال في أربع غارات لطيران التحالف استهدفت محيط مدينة صعدة. وأوضح مصدر عسكري أن الطيران شن أربع غارات على منطقة كهلان بمحيط المدينة استهدفت إحداها منزل مواطن ما أدى إلى مقتل طفلة وإصابة تسعة آخرين أغلبهم نساء وأطفال من أفراد الأسرة. من جانبه أكد قائد اللواء السادس حرس حدود «الموالي للشرعية» العميد حسين حسان الغمري أن العملية العسكرية التي أطلقتها قوات الجيش الوطني في الـ3 من مارس الحالي لتحرير أجزاء من مديرية رازح شمال غرب محافظة صعدة قد نجحت في تحقيق كامل أهدافها. وأوضح العميد الغمري في تصريح للمركز الإعلامي للقوات المسلحة أن العملية العسكرية انطلقت من أربعة محاور، وبعد 48 ساعة من المعارك العنيفة تمكنت القوات من تحرير جبل الأزهور الاستراتيجي وجميع القرى التابعة له، وهي المقران وحوالي والثهرة والحنكة وطلان ووادي أمير، كما تمكنت من تحرير جبل الحجلة وعزلتي آل علي والقد. وأضاف أن تلك المناطق المحررة تبلغ مساحتها ما يقارب 30 كيلومتراً مربعا في العمق، كما يبلغ سكان تلك المناطق ما يقارب 20 ألف نسمة. ودعا قائد اللواء السادس حرس حدود «أحرار اليمن إلى سرعة الالتحاق بجبهة رازح، كونها المفتاح الرئيسي لمحافظة صعدة، ولأن الفتنة التي بدأت من صعدة سيتم إخمادها في صعدة». على صعيد آخر حذرت الحكومة اليمنية «الشرعية» أمس من كارثة بيئية وإنسانية كبيرة قد تتسبب بها ناقلة النفط «صافر» والمتواجدة قبالة سواحل الحديدة بسبب الوضع السيئ الذي وصلت له لعدم صيانتها منذ عدة سنوات. وقالت الحكومة في رسالة استغاثة بعثها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي إلى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش» «نيابة عن الحكومة اليمنية أود أن ألفت انتباهكم إلى ناقلة النفط صافر الموجودة قبالة الساحل الغربي لليمن في حالة سيئة وتدهور سريع، الأمر الذي يهدد بحدوث كارثة بيئية وإنسانية كبرى في البحر الأحمر». وفي الرسالة التي نشرتها وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» طلب المخلافي من الأمم المتحدة المساعدة في تقييم حالة ناقلة النفط «صافر» على أن يتم إجراء عمليات صيانة أساسية على الناقلة بناءً على التقييم لتفادي تسرب النفط الموجود بداخلها إلى البحر الأحمر. وأكدت الخارجية أن استكمال التقييم والصيانة ضرورة إنسانية بالنظر إلى خطر الكوارث التي ستترتب عليها عواقب وخيمة على المدنيين والبيئة. وجاء في الرسالة «ومن أجل ذلك أود أن أطلب مساعدة الأمم المتحدة في تحديد كيان ملائم لإجراء تقييم للناقلة وإدارة عمليات الصيانة، بما في ذلك تحديد مؤسسات من القطاع العام أو شركات القطاع الخاص والتعاقد معها، حسب الاقتضاء، وهي التي تمتلك الخبرات التقنية للقيام بهذا العمل». وأوضح وزير الخارجية أن الحكومة اليمنية ستقوم بتقديم الدعم اللازم لتسهيل هذا التقييم وعمليات الصيانة اللاحقة من قبل أي شركات أو منظمات قد يتم التعاقد معها لإنجاز الأمر. وكان اجتماع عقد بصنعاء برئاسة رئيس حكومة الإنقاذ الوطني «غير المعترف بها دولياً» الدكتور عبد العزيز بن حبتور استعرض التقرير الخاص عن السفينة «صافر» وما تشهده حالياً من تسريب للنفط المخزون فيها إلى مياه البحر نتيجة عدم إجراء الصيانة اللازمة لها وقيام التحالف بمنع الشركات الراغبة في شراء الكميات الموجودة حالياً فيها، وأكد التقرير أن عملية التسريب مرشحة للتوسع خلال الفترة المقبلة الأمر الذي يهدد بيئة البحر الأحمر بالكامل وصولاً إلى قناة السويس.