أنقرة تطلب من واشنطن منع نقل مقاتلين أكراد إلى عفرين - دمشق – «عمان» – بسام جميدة – وكالات:- أرسلت القوات الحكومية السورية المزيد من التعزيزات العسكرية إلى الغوطة الشرقية أمس تزامنا مع تضييقها الخناق على الفصائل المعارضة في آخر معاقلها قرب دمشق قبل ساعات من جلسة طارئة يعقدها مجلس الأمن لبحث وقف إطلاق النار في سوريا. وإزاء تصعيد العمليات القتالية اتهم المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين دمشق بالتخطيط لما يشبه «نهاية العالم» في سوريا، مضيفا أن النزاع دخل «مرحلة رعب» جديدة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «المعارض» إن الجيش السوري أرسل تعزيزات للمشاركة في معركة الغوطة الشرقية تعزيزا للجهود الرامية لهزيمة مقاتلي المعارضة في آخر معقل رئيسي لهم قرب دمشق. وقال المرصد في بيان له: إن «700 مقاتل على الأقل من القوات الموالية للحكومة السورية وصلوا إلى الخطوط الأمامية في الغوطة الشرقية» مضيفا أن «قوات الحكومة سيطرت على نحو 45 بالمائة من الأراضي في الأيام الأخيرة». وأفاد مصدر عسكري ومصادر إعلامية متطابقة أن الجيش السوري واصل عملياته العسكرية في الغوطة الشرقية؛ ليركز ضرباته على مدينة مسرابا، وقالت إن «وحدات من الجيش تقصف دفاعات المسلحين في مدينة مسرابا بالغوطة الشرقية بهدف تأمين دخول وحدات المشاة»، وتابعت أن الضربات تشمل أيضا تجمعات المسلحين في محيط حوش الأشعري ومزارع المحمدية والريحان. وحسب الإعلام الحربي سيطر الجيش على عدد من المزارع جنوب شرق بلدة «الريحان» وشرق منطقة «حوش الأشعري» وصولا إلى أطراف بلدة «مسرابا» وعلى عدد من كتل الأبنية والمزارع شرق «مشفى البيروني» في مدينة حرستا، فيما واصل سلاح الجو الحربي تحليقه في سماء العاصمة وقصف مواقع جبهة النصرة في عربين وحزة وزملكا وعين ترما وجسرين بالغوطة الشرقية. وذكرت المصادر أن اشتباكات عنيفة تجري في محيط البلدة وسط قصف مدفعي عنيف يستهدف المسلحين وتحركاتهم. وقال التلفزيون السوري: إن وحدات الجيش السوري بدأت هجوما لاستعادة مسرابا في الغوطة الشرقية. التلفزيون الذي عرض مشاهد من مشارف مسرابا قال: إن الجيش السوري قصف دفاعات المجموعات المسلحة في البلدة، موضحا أن القصف هو بهدف تأمين دخول وحدات المشاة إليها. وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس: إن بعض المسلحين المتحصنين في منطقة الغوطة الشرقية مستعدون لقبول عرض روسي بمغادرة المنطقة مع أسرهم. وكانت موسكو عرضت خروجا آمنا للمسلحين مع أسرهم وأسلحتهم مقابل منحهم حصانة. وأعلنت فيه وزارة الخارجية الروسية أن عملية الجيش السوري في الغوطة الشرقية لا تتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي وروسيا تدعمها مؤكدة أن «الإرهابيين في الغوطة الشرقية يحاولون يوميا إفشال الهدنة الإنسانية ودمشق تلتزم بها بشكل صارم». لكن حمزة بيرقدار المتحدث العسكري بما يعرف بـ«جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية قال: إن المسلحين يرفضون المغادرة. بيرقدار نفى لوكالة رويترز وجود أي مفاوضات بشأن الخروج من الغوطة في إشارة منه إلى اقتراح روسيا التي عرضت الخروج الآمن لمسلحي المعارضة مع عائلاتهم، متحدثا عن تمسك المجموعات المسلحة بالبقاء في الغوطة الشرقية. وفي السياق، خرجت مظاهرة ضد المسلحين في كفربطنا وسقبا وحمورية ورفع المتظاهرون العلم السوري، وطالبوا بدخول الجيش وخروج المسلحين من كافة بلدات الغوطة الشرقية. بدورها، حذرت وزارة الدفاع الروسية من أن الوضع في منطقة خفض التصعيد بالغوطة الشرقية متوتر جدا وأن المسلحين يواصلون انتهاك الهدنة. وأضافت أن الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت إطلاق 272 قذيفة من الغوطة الشرقية باتجاه دمشق ما أدى إلى استشهاد 13شخصا وإصابة 135. ومن المقرر أن تدخل اليوم الخميس الدفعة الثانية من شاحنات المساعدات الغذائية التابعة للأمم المتحدة إلى الغوطة الشرقية، حيث سبق أن دخلت الدفعة الأولى يوم الاثنين الفائت، ولم تفرغ 14 سيارة حمولتها بسبب قصف المسلحين لها. وعادت سيارات الإسعاف من معبر مخيم الوافدين في نهاية اليوم التاسع للهدنة التي أعلنتها روسيا، ولم يتم تسجيل أي حالة خروج لمدنيين. وخلال عرض تقريره السنوي في الأمم المتحدة في جنيف، قال المفوض الأعلى لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين : «هذا الشهر وصف الأمين العام (للأمم المتحدة) الغوطة الشرقية بأنها جحيم على الأرض. في الشهر المقبل أو الذي يليه، سيواجه الناس في مكان آخر نهاية العالم، نهاية عالم متعمدة مخطط لها ينفذها أفراد يعملون لحساب الحكومة، بدعم مطلق على ما يبدو من بعض حلفائهم الأجانب». واعتبر الحسين أنه «من الملح عكس هذا التوجه الكارثي وإحالة (ملف) سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية». وتابع الحسين أن «النزاع دخل مرحلة رعب جديدة»، منددا بـ«حمام الدم الهائل في الغوطة الشرقية» وتصاعد الأعمال القتالية في مناطق أخرى في سوريا، ما يعرض حياة المدنيين للخطر. من ناحية أخرى، طلبت تركيا أمس من الولايات المتحدة منع نقل مقاتلين أكراد مدعومين من واشنطن نحو منطقة عفرين في شمال غرب سوريا حيث تشن أنقرة هجوما منذ أكثر من شهر. وتأتي هذه التصريحات فيما أرسلت وحدات حماية الشعب الكردية في الأيام الماضية تعزيزات إلى منطقة عفرين للتصدي للعملية العسكرية التي تشنها تركيا. وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن «نتوقع بالطبع من الولايات المتحدة أن تتدخل لمنع نقل قوات من وحدات حماية الشعب الكردية الخاضعة لإمرتها إلى عفرين». وأضاف أن تركيا «اتخذت الاحتياطات اللازمة على الأرض» لمواجهة مثل هذا النقل. فيما تجدد القصف التركي العنيف على شران شمال شرق عفرين بالتوازي مع غارات في محيط جنديرس غرب المدينة. القصف استهدف أيضا أبراج الاتصالات في بلدات وقرى عدة فيما يبدو أنها محاولة لقطع الاتصالات، فيما تواصلت الاشتباكات بين المقاتلين المدعومين من تركيا ووحدات حماية الشعب. سياسيا: أعلن وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمانوف أن الدول الضامنة لعملية أستانا (إيران وروسيا وتركيا) بصدد اعتماد بيان مشترك في لقائهم الذي يعقد 16 مارس يتضمن مستقبل التسوية في سوريا. وقال عبد الرحمانوف في تصريح صحفي في العاصمة الكازاخستانية: «وفقا لمعلوماتنا وزراء خارجية الدول الضامنة لعملية أستانا يعتزمون اعتماد بيان مشترك. لديهم النية لذلك. ومن المحتمل أن يعكس هذا البيان الاتجاهات الرئيسية للتقدم المحرز في عملية أستانا، بما في ذلك توقيت الجولة القادمة (أستانا-9)».