تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «شرق» تحليلا نقتطف منه ما يلي: من الملاحظ أن العلاقات بين روسيا وإيران شهدت تطورا ملحوظا في كافة المجالات وحول العديد من القضايا الإقليمية والدولية لاسيّما بعد تولي الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» مهام عمله في البيت الأبيض في يناير 2017. وأشارت الصحيفة إلى اللقاءات المتعددة التي جمعت بين المسؤولين في موسكو وطهران وفي مقدمتها لقاء الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» بالمرشد الأعلى في إيران «علي خامنئي» ورئيس الجمهورية «حسن روحاني» في نوفمبر الماضي، وكذلك لقاء وزيري خارجية البلدين في مؤتمر «نادي فالداي للحوار حول الشرق الأوسط» الذي عقد في موسكو، حيث أكد الجانبان أنَّ مواقف بلديهما حول العديد من القضايا الإقليمية متقاربة للغاية. وقالت الصحيفة: إن سعي الرئيس الروسي الحثيث لجعل روسيا قوةً كبرى مرة أخرى هو جزء من دوافع التقارب مع إيران، مشيرة إلى أنه ومنذ تولي ترامب الحكم في 2017، تعززت العلاقات بين موسكو وطهران في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ما أدّى إلى تصاعد حدّة التوتر بين موسكو وواشنطن، وهو ما ظهر جليًّا من خلال سعي كل منهما لتوسيع نطاق نفوذه في الشرق الأوسط. وذكرت الصحيفة أن العديد من لقاءات المسؤولين الإيرانيين والروس جاءت بعد فترة وجيزة من إعلان ترامب بأنَّه لن يُصادق على التزام طهران بالاتفاق النووي في حال لم يتم تعديل بنوده بذريعة أنه لا ينسجم مع مصالح أمريكا، ما يعني أن وراء التقارب الروسي - الإيراني أكثر من هدف في مقدمتها محاولة عزل أمريكا عن التأثير في رسم الخريطة السياسية والأمنية للمنطقة. وفي جانب آخر من مقالها أشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين إيران وروسيا كانت قد تحسَّنت ولو بشكل محدود بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في مطلع تسعينات القرن الماضي، ومن مظاهر هذا التحسن تولَّي شركة روسيّة بناء مفاعل نووي في مدينة بوشهر الإيرانية، وإبرام موسكو صفقات لبيع أسلحة إلى طهران من بينها صواريخ أرض- جو من طراز «إس-300» رغم أن القيادة الروسية كانت بطيئة في إتمام هذه الصفقة، وكان هذا التطور -والقول للصحيفة- بمثابة الانطلاقة الأولى لوضع حجر الأساس لعلاقات استراتيجية بين البلدين على كافة الأصعدة والتي تعززت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة خصوصاً بعد الاتفاق بين الجانبين لتشكيل محور مواجه للمحور الغربي المتعدد الجوانب الذي تقوده واشنطن في عموم المنطقة.