بالرغم من الآثار التي سببها انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية على مدى يتجاوز ثلاثة اعوام ونصف العام ، وبشكل متصل حتى الآن ، الا انه يمكن القول بأن الترتيبات التي اتخذتها حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – في مجالات عدة ، وعلى نحو عملي ، أسهمت ، الى حد غير قليل ، في تحمل تلك الآثار ، مع الحفاظ على قوة الدفع المتمثلة في استمرار العديد من المشروعات الجاري تنفيذها ، والإبقاء على الإنفاق الحكومي بمستوياته المرتفعة بقدر الإمكان ، والآن ، وفي حين تحسنت اسعار النفط نسبيا ، فإن أخبارا طيبة عديدة ومتتابعة ، وفي مجالات مختلفة ، نلمسها ونعيشها على ارض الواقع ، كثمرة لتلك الجهود التي بذلت ، والتي تتواصل ، في قطاعات الاقتصاد المختلفة ، والتي تطرح ثمارها الآن يوما بعد يوم . وبينما اختتمت فعاليات تمرين مراكز القيادة ( الجهد المشترك 10 ) بنجاح كبير، وبثقة وفعالية متزايدة ، وبدروس مستفادة ذات أهمية كبيرة ، بالنسبة للقطاعات العسكرية والأمنية والمدنية ومستويات التعاون والتنسيق والأداء المشترك فيما بينها ، وهو ما يصب في جانب منه في الاستعداد لتنفيذ التمرين الوطني ( الشموخ 2 ) والتمرين المشترك ( السيف السريع 3 ) في اكتوبر القادم ، فإن تشغيل مطار مسقط الدولي الجديد امس ، والبدء في العمل بالتأشيرة السياحية الإلكترونية اليوم ، تزامن مع اعلان شركة تنمية نفط عمان عن اكتشاف مخزون كبير من الغاز الطبيعي في حقل (مبروك) ، حيث تقدر الكميات القابلة للاستخلاص منه بنحو 4 تريليونات قدم مكعبة من الغاز ونحو 112 مليون برميل من المكثفات . وفي الوقت الذي يضيف فيه هذا الاكتشاف المهم طاقة جديدة لإمكانيات السلطنة في مجال النفط والغاز ، ويرفع إجمالي احتياطي السلطنة من الغاز بشكل كبير ، لصالح هذا الجيل والأجيال القادمة ، فإن جهود التنقيب والاستكشاف في قطاعي النفط والغاز تتواصل ، وتتواصل معها ايضا جهود تنويع مصادر الدخل ، في اطار مبادرة التنويع الاقتصادي ( تنفيذ ) واستراتيجية السلطنة في هذا المجال ، الذي يؤكد عليه جلالة القائد المفدى – حفظه الله ورعاه . ومما له دلالة عميقة في هذا المجال ، انه في حين يتم تطوير الخدمات الصحية والتعليمية والخدمات الأخرى التي يتلقاها المواطن العماني ، والتي تهدف الى تحسين مستوى المعيشة له ، الآن وفي المستقبل ، فإنه تم امس الأول التوقيع على اتفاقية توسعة شبكة المياه بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ، في اطار استكمال البنية الأساسية لها ، كما افتتحت امس شركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية (اوربك) مشروع خط انابيب مسقط - صحار ومحطة التخزين في الجفنين بولاية السيب ، والتي شيدت وفق اعلى المقاييس العالمية ، وهو ما يسهم في تأمين احتياجات الطلب المحلي المتزايد من الوقود ، ويحد من حركة الشاحنات الناقلة للوقود في مسقط بنحو 50 % وهو ما ستكون له آثاره الإيجابية في مختلف المجالات .