بريطانيا: الأدلة توضح أهمية إبقاء القيود .. والأوروبي يعتبرها لا تدفع الى التشكيك - إيران تصف تصريحاته بأنها «غير دقيقة» عن النووي الإيراني - عواصم - وكالات - قال مسؤول إسرائيلي كبير أمس إن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأدلة على وجود برنامج سري إيراني للأسلحة النووية خلال اجتماعهما في واشنطن في الخامس من مارس . ووافق ترامب على أن تنشر إسرائيل المعلومات قبل 12 مايو وهو الموعد المنتظر أن يتخذ فيه ترامب القرار بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي الإيراني الذي تم إبرامه في عام 2015. وفي بيان بثه التلفزيون في وقت ذروة المشاهدة مساء الاثنين عرض نتانياهو ما قال إنها وثائق إيرانية حصلت إسرائيل عليها من خلال عملية مخابراتية مضيفا أنها تثبت أن إيران كانت تطور أسلحة نووية قبل اتفاق 2015 الذي وقعته طهران مع ست قوى عالمية من بينها الولايات المتحدة. ويقول الإسرائيليون إن الأدلة التي حصلوا عليها تشير إلى أن إيران كذبت في مفاوضات ما قبل الاتفاق الذي يرى فيه ترامب عيوبا لكن القوى الأوروبية تراه ضروريا لتهدئة مخاوف من أنها قد تطور قنابل نووية يوما ما. وقال خبراء دوليون وإسرائيليون إن نتانياهو لم يقدم دليلا على أن إيران تنتهك الاتفاق. لكن العرض الذي قدمه نتانياهو، وكان بالإنجليزية في المجمل تقريبا، بمثابة مقدمة إسرائيلية لانسحاب ترامب من الاتفاق على ما يبدو. وقال تساحي هنجبي، وهو وزير التنمية الإقليمية وأحد المقربين من نتانياهو، إن العرض الإسرائيلي كان يهدف لإعطاء ترامب مبررا للخروج من الاتفاق. وأضاف في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي «في 12 يوما، ستنكشف دراما كبيرة، سينسحب الرئيس الأمريكي على الأرجح من الاتفاق». وتابع «ما فعله رئيس الوزراء الليلة قبل الماضية هو أنه أمد ترامب بالذخيرة في مواجهة السذاجة والعزوف الأوروبي فيما يتعلق بإيران». وأمهل ترامب بريطانيا وفرنسا وألمانيا حتى 12 مايو لإصلاح ما يراها عيوبا في الاتفاق وهي عدم تطرقه لبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وشروط زيارة المفتشين للمواقع الإيرانية وفقرات تنص على وقف العمل ببعض البنود وإلا فإنه سيفرض العقوبات الأمريكية من جديد. وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن إسرائيل كانت على علم بالأرشيف الإيراني منذ عام وحصلت على المعلومات عبر عملية للمخابرات في فبراير وأبلغت ترامب بها خلال اجتماع في واشنطن يوم الخامس من مارس . وأضاف أن إسرائيل استغرقت وقتا حتى تترجم المعلومات من الفارسية وأن الولايات المتحدة ما زالت تجري مراجعة خاصة بها للمواد. وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل أبلغت الصين بالمعلومات الخاصة بإيران وأنها من المقرر أن تستضيف خبراء من بريطانيا وألمانيا وفرنسا للتحقق منها. وردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل مستعدة لحرب مع إيران قال نتانياهو في مقابلة مع قناة (سي.إن.إن) «لا يسعى أحد وراء مثل هذا التطور. إيران هي التي تغير القواعد في المنطقة». نتانياهو يدافع وقد دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو امس عن العرض الدراماتيكي الذي قدمه أمس الأول واتهم فيه إيران بالكذب بشأن طموحاتها النووية، وذلك بعد تعليقات أفادت بأنه لم يقدم جديدا. وفي مقابلة مع شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية، أكد أن الوثائق التي قال عنها أمس أن الاستخبارات الإسرائيلية قد حصلت عليها، وفرت «ثروة من المعلومات الجديدة»، وأضاف :«عندما حصلنا على هذا الكنز الذي يتألف من 100 ألف وثيقة، عرفنا الكثير من الأشياء التي لم نكن نعرفها». وتهرب نتانياهو من الإجابة على سؤال بشأن ما إذا كان لدى إسرائيل قدرات نووية أو أسلحة نووية. وقال في المقابل إنه لا يسعى إلى مواجهة عسكرية مع إيران، وقال :«لا أحد يسعى لمثل هذا النوع من التطور». كان نتانياهو، قد كشف مساء أمس الأول ، عما وصفه بـ«دليل قاطع» عن وجود مشروع سري لدى إيران لتطوير سلاح نووي، وأنها أخفت معلومات مهمة عن المجتمع الدولي خلال مفاوضات الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015 . وأوضح نتانياهو :« في غضون أيام قليلة سوف يتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا بشأن ماذا سوف يفعل حيال الاتفاق النووي، وأنا متأكد من أنه سوف يفعل الشيء الصحيح بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل وللسلام في العالم» ، يشار إلى أن ترامب قد هدد بالانسحاب من الاتفاق النووي ما لم يتم إدخال تعديلات عليه. طهران : الافتقار الى الواقعية من جهتها اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أمس أن الاتهامات التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين بشأن البرنامج النووي الإيراني، هي صنيعة شخص «مدمن على الكذب ويفتقر الى الأفكار». وقالت الوزارة في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني إن هذه التصريحات «المبتذلة وغير المجدية والمعيبة» تصدر من «قادة صهاينة لا يرون وسيلة لضمان بقاء نظامهم غير الشرعي سوى تهديد الآخرين باستخدام الخدع ذاتها». وأضافت «يجب أن يفهم نتانياهو والنظام الصهيوني السيء السمعة قاتل الأطفال أن الرأي العام العالمي متعلم ويتمتع بما يكفي من الحكمة» لعدم تصديق مثل هذه التصريحات. وكان وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف رفض مساء الإثنين اتهامات نتانياهو معتبرا أنها «ادعاءات كاذبة». وفي تغريدة جديدة أمس ، رأى جواد ظريف ان نظيره الأمريكي مايك بومبيو يدلي بتصريحات متناقضة حول إيران. وأوضح انه في 12 أبريل «أعلن بومبيو ان لا ضرورة لقتل (الاتفاق النووي) لأن إيران لم تكن تسعى الى السلاح (النووي) قبل الاتفاق»، في إشارة الى تصريحات لبومبيو أمام لجنة في مجلس الشيوخ. وأضاف ظريف «الآن يقول (بومبيو) انه حان الوقت لإعادة النظر في مدى قدرتنا على الثقة بإيران (والسماح لها) بتخصيب» اليورانيوم، في إشارة الى تصريحات أدلى بها لصحافيين ليلا بعد العرض المتلفز لنتانياهو. وتساءل «ماذا يجب أن نصدق؟». بريطانيا: ضرورة الإبقاء على القيود في ذات السياق قالت بريطانيا أمس إن كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التي كشف فيها عما وصفها بأدلة على برنامج إيراني سري للأسلحة النووية تؤكد أهمية الإبقاء على القيود المنصوص عليها في الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015. وقال وزير الخارجية بوريس جونسون «الاتفاق النووي الإيراني لا يعتمد على الثقة في نوايا إيران ولكن على التحقق الصارم بما في ذلك الإجراءات التي تسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول غير المسبوق لبرنامج إيران النووي». وأضاف في بيان «حقيقة إجراء إيران أبحاثا حساسة سرا حتى عام 2003 توضح لماذا نحتاج للتفتيش المباغت الذي يسمح به الاتفاق النووي اليوم». وقال «بنود التحقق الواردة في الاتفاق النووي الإيراني ستجعل من الصعب على إيران استئناف مثل هذه الأبحاث، وهذا سبب جيد آخر يدعو للإبقاء على الاتفاق مع البناء عليه كي نضع في الحسبان المخاوف المشروعة لدى الولايات المتحدة وشركائنا الآخرين». واشنطن: إيران لم تقدم الحقائق من جهته صرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الليلة قبل الماضية بأن الوثائق الإيرانية التي كشفتها إسرائيل توضح أن إيران كذبت خلال التفاوض على الاتفاقية النووية الدولية المتعلقة بها عام 2015 والتي تهدف إلى منعها من تطوير أسلحة نووية. وقال بومبيو في بيان :«على مدار الكثير من السنوات، دأب النظام الإيراني على التأكيد للعالم أن برنامجه النووي سلمي». وأضاف أن «الوثائق التي حصلت عليها إسرائيل من داخل إيران تظهر بما لا يدع مجالا للشك أن النظام الإيراني كان لا يقول الحقيقة». واستطرد :«هذا يعني أن الاتفاق لم يتم بناؤه على أساس من حسن النية أو الشفافية ، وإنما بُنِي على أكاذيب إيران». وقال بومبيو إن الولايات المتحدة سوف تعيد تقييم الاتفاق «في ضوء ما نعرفه الآن حول سعي إيران في الماضي لتطوير أسلحة نووية وخداعها الممنهج للعالم». وصرح للصحفيين، خلال رحلته للعودة من جولة في الشرق الأوسط، بأنه كان يعرف بشأن الكشف الإسرائيلي منذ فترة، مضيفا أن الوثائق حقيقية وتضمنت «آلاف المستندات والمعلومات الجديدة». الأوروبي : المعلومات لا تدفع الى التشكيك في ذات الاتجاه اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين بشأن إيران لا تدفع الى التشكيك باحترام طهران للاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015. وقالت موغيريني في تصريح مساء الإثنين بعد أن أعلن نتانياهو امتلاك إسرائيل «أدلة قاطعة» على وجود خطة سرية يمكن لإيران تفعيلها في أي وقت لامتلاك القنبلة الذرية، «يجب علينا تقييم تفاصيل تصريح رئيس الوزراء». وشددت موغيريني على أهمية الحصول على تقييم لهذه التصريحات من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تعتبر «المنظمة الدولية الوحيدة المحايدة والمكلفة مراقبة التزامات إيران النووية». وفي وقت لاحق أمس ، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لا تملك «أي مؤشر له مصداقية عن أنشطة في إيران على ارتباط بتطوير قنبلة نووية بعد العام 2009». وقال متحدث باسم الوكالة في بيان إن هيئة حكامها «أعلنت انهاء النظر في هذه المسألة» بعد تلقيها تقريرا بهذا الصدد في ديسمبر 2015. وأضافت موغيريني «ما رأيته في التقارير الأولية أن رئيس الوزراء نتانياهو لم يشكك باحترام إيران التزامات الاتفاق النووي» الذي وقعته مع الدول العظمى (الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا إضافة الى ألمانيا). وتابعت «لم أر حججا لرئيس الوزراء نتانياهو حتى الآن عن وجود عدم احترام، ما يعني انتهاك إيران التزاماتها النووية». ومع توقيع الاتفاق عام 2015، حصلت إيران على رفع موقت لجزء من العقوبات الدولية والأجنبية خصوصا الأميركية، التي كانت تستهدف نظامها الاقتصادي والمالي مقابل تقليص برنامجها النووي المثير للجدل بهدف إثبات أن الجمهورية الإسلامية لا تسعى الى امتلاك القنبلة الذرية. وأشارت موغيريني إلى أن الاتفاق النووي «ليس مبينا على فرضيات نوايا حسنة أو ثقة»، انما «هو مبني على التزامات ملموسة وآليات تحقق صارمة للوقائع، تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية» التي تشير تقاريرها الى أن «إيران احترمت تماما التزاماتها». الوكالة الدولية تدافع عن الاتفاق ودافعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن الاتفاق النووي الذي ابرم مع إيران عام 2015 وذلك عقب الاتهامات التي وجهتها إسرائيل لإيران على خلفية البرنامج النووي الإيراني. وأشارت الوكالة في رد لها أمس على اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإيران على خلفية البرنامج النووي إلى التقرير الختامي الذي أكدت فيه الوكالة أنها لم تعد تعثر منذ عام 2009 على دلائل ذات مصداقية على أن إيران تعمل على تطوير الأسلحة النووية. وتابع متحدث باسم الوكالة أن الأسلوب المعمول به لدى الوكالة هو تقييم جميع المعلومات المتوفرة ذات الصلة بالنواحي الأمنية «ولكن ليس من دأب الوكالة أن تناقش علنا القضايا ذات الصلة بمثل هذه المعلومات». فرنسا: المعلومات قد تصبح أساس اتفاق وقالت وزارة الخارجية الفرنسية أمس إن معلومات إسرائيلية عن برنامج الأسلحة النووية في إيران خلال فترات ماضية قد تشكل أساسا يدعم إخضاع أنشطة طهران النووية لمراقبة طويلة المدى. وقالت أنييس فون دير مول المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية في بيان «يجب دراسة هذه المعلومات وتقييمها بالتفصيل». وأضافت «وقد تؤكد المعلومات الجديدة التي قدمتها إسرائيل الحاجة لضمانات طويلة المدى بشأن البرنامج الإيراني كما اقترح الرئيس». وبعد زيارته للولايات المتحدة الأسبوع الماضي تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع زعماء إسرائيل وروسيا وبريطانيا وألمانيا وإيران لاقتراح مفاوضات جديدة على اتفاق أوسع نطاقا. ويشمل هذا الاتفاق أنشطة إيران النووية بعد عام 2025 عندما تنتهي فترة العمل بالاتفاق الحالي بالإضافة إلى البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية والنفوذ الإقليمي لطهران. كان خبراء في المخابرات ودبلوماسيون قالوا إن العرض الذي قدمه نتانياهو أمس على التلفزيون الإسرائيلي في وقت ذروة المتابعة لم يكن «دليلا دامغا» على انتهاك إيران للاتفاق النووي لكنه قد يعزز موقف مستشاري الرئيس الأمريكي ترامب الذين يريدون الانسحاب من الاتفاق. وأشارت فون دير مول إلى أن المعلومات التي قدمها نتانياهو تؤكد في جزء منها الطبيعة غير السلمية للبرنامج والتي كشفت عنها القوى الأوروبية في عام 2002 وتثبت الحاجة لضمان الإبقاء على الاتفاق النووي وعمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة بوصفها «من بين الأشمل والأقوى في تاريخ حظر الانتشار النووي». وأضافت «من الضروري أن تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مواصلة التحقق من التزام إيران بالاتفاق والطبيعة السلمية لبرنامجها النووي». وأضافت أن لجنة من الدول الموقعة على الاتفاق، وهي الصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة وإيران، يمكن أن تعيد النظر في المعلومات الإسرائيلية. لا يقدم دليلا على انتهاك من جهته أكد عوزي عيلام، المدير العام السابق للجنة الطاقة النووية الإسرائيلية، أن كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، عن مجموعة من الوثائق النووية الإيرانية، لا يقدم دليلا على وجود انتهاكات للاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 . وقال عيلام لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن «كل ما قاله نتانياهو في كلمته كان من التاريخ، ولم يتطرق إلى أي دليل على عدم التزام الإيرانيين بالاتفاق»، وذلك في إشارة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة الموقعة بين إيران والدول الست الكبرى. وأضاف أن «الخبر الوحيد (الذي ورد في تصريحات نتانياهو)، هو حقيقة أن أجهزة المخابرات الخاصة بنا، والتي ربما تكون الموساد، قد وضعت أيديها على وثائق بعيدة المدى للغاية، وتمكنت من جلبها إلى إسرائيل». وكان نتانياهو قدم الاثنين ما قال إنه 55 ألف وثيقة و183 من الأقراص المدمجة (سي دي) المهربة من طهران، والتي تثبت أنها كذبت بشأن برنامجها النووي السابق. وتغطي المعلومات مشروع «آماد» الإيراني، الذي قال إنه يمتد من عام 1999 وحتى عام 2003، ولم يشر إلى أي إجراءات مباشرة لما بعد عام 2015. وأثار عرض نتانياهو ردود فعل مختلفة من جانب مؤيدي ومنتقدي الاتفاق النووي الإيراني.