طب الطوارئ قادر على استقبال أكثر من 90 ألف مراجع سنويا بعد التوسعة وبقسمين للكبار والأطفال - كــــــتب: محمد بن حمد الصبحي - أكد الدكتور خليفة بن ناصر الوهيبي مدير عام مستشفى جامعة السلطان قابوس في حديث خاص لـ «عمان» أن المستشفى تمكن من إجراء ما يزيد على 25 حالة زراعة لنخاع الدم أو العظام خلال الفترة الماضية، ويعد المستشفى من المراكز القليلة في المنطقة ككل التي توفر هذه الخدمة. وأشار الوهيبي الى أن المركز الوطني العماني لعلاج أمراض الدم وزراعة النخاع أحد أهم المشاريع التي قاربت على الانتهاء وسيساهم هذا المركز بدور كبير في علاج هذه الأمراض وكذلك التوسع في مجال البحث العلمي فيما يتعلق بأبحاث أمراض الدم الوراثية، ويتكون المركز من خمسة طوابق حيث يحتوي على العيادات الخارجية والعيادة النهارية للأطفال والكبار والترقيد المؤقت وصيدلية وغرف استقبال». وأوضح الوهيبي أن المركز يحتوي على عدد من المختبرات التابعة لأمراض الدم التي سوف تقوم بمساعدة المركز للقيام بدوره التشخيصي والعلاجي والبحثي والتعليمي على أكمل وجه، مثل وحدة تجميع الخلايا للزراعة وكذلك توفير مستلزمات الدم واستخلاص الخلايا الجذعية وحفظها وتجميدها حسب الحاجة إليها، وهناك أجنحة خاصة بقسم الأطفال المصابين بأمراض الدم مثل سرطان الدم الحاد وفقر الدم المنجلي والثلاسيميا وغيرها. كما سيحتوي على أجنحة أمراض الدم للكبار بشقيها الرجال والنساء. أما بالنسبة لخدمة زراعة نخاع العظم فسيحتوي المركز على غرف زراعة النخاع وهي مكونة من 3 أجزاء رئيسية: غرف الزراعة وهي عبارة عن (12) غرفة، وغرف لما بعد الزراعة وهي أيضاً (12) غرفة، وغرف مرافقي المرضى. توسعة قسم الطوارئ وأكد الوهيبي استحداث العديد من المشاريع في المستشفى منها توسعة قسم الطوارئ وذلك في ظل الزيادة المطردة لعدد المراجعين لقسم طب الطوارئ بمستشفى جامعة السلطان قابوس والذي يستقبل ما يقارب 60 ألف مراجع في السنة مما يجعله أحد أكثر أقسام الطوارئ استقبالاً للمراجعين في السلطنة، كان لزاماً العمل على توسعة هذا القسم ليتماشى مع هذه الزيادة ولتقديم خدمات علاجية ذات مستوى عالٍ من الجودة والكفاءة، فتم العمل على توسعة القسم بإنشاء مبنى الطوارئ المكون من ثلاثة طوابق يضمن توسعا نوعيا وعدديا في خدمة الحالات الطارئة بحيث يضم الطابق الأرضي (17) سريرا مقسمة إلى ثلاثة أسرة لحالات الإنعاش، و(11) سريرا للحالات الطارئة، وغرفتين للعزل، وغرفة لمعالجة الكسور والجروح، ويضم الطابق الأول (20) سريراً للحالات الطارئة، وأسرة لحالات الإنعاش، فيما يضم الطابق الثاني خدمات مساندة لقسم الطوارئ وقاعات للاجتماعات وقاعات للتدريب والتعليم المهني المستمر. وقال الوهيبي: «عند الانتهاء من العمل سيقسم قسم طب الطوارئ إلى طوارئ للكبار وطوارئ للأطفال، ومع هذه التوسعة من المؤمل أن يكون باستطاعة قسم طب الطوارئ بالمستشفى الجامعي استقبال ما يزيد عن 90 ألف مراجع في السنة». أبرز الإنجازات وأكد الوهيبي أنه تم افتتاح مركز العناية الصحية بالموظفين، ويتبع قسم الطب السلوكي، وهذه خدمة فريدة ومميزة من نوعها ينفرد بها مستشفى جامعة السلطان قابوس من بين مستشفيات المنطقة. ويأتي هذا المركز من باب اهتمام المستشفى بالكادر البشري العامل في المستشفى وتوفير سبل المساعدة المعنوية والطبية للموظفين مع تزايد ضغوطات العمل. وأوضح الوهيبي أنه تم استحداث مختبر مركزي متكامل مشترك يجمع تخصصات الكيمياء الحيوية والأحياء الدقيقة ومختبر أمراض الدم، الذي ستكون له صفة تكاملية في إجراء الفحوصات بين الأقسام المذكورة، ويعتبر هذا إنجازا نوعيا للمستشفى يتميز بسرعة إجراء الفحوصات الطبية المختبرية في وقت أقصر وبتكلفة أقل وبفاعلية أكبر باستخدام كادر بشري محدود ومدرب مما يكفل خدمة متكاملة وبجودة أفضل. الحمض النووي وقال الوهيبي «تم ولأول مرة في السلطنة استحداث فحص جديد وهو فحص الحمض النووي (NAAT) المختبري المعتمد لفحص عينات الدم المتبرع بها للتأكد من خلوها من الأمراض المعدية، وهذا الفحص يساعد على الكشف بدقة عن الأمراض المنقولة عن طريق نقل الدم خلال فترة الحضانة متضمنة الفحص عن الحمض النووي لكل من فيروس نقص المناعة وفيروس التهاب الكبد الوبائي «ب» وفيروس التهاب الكبد الوبائي «ج» كما يعد هذا الفحص إضافة لجملة فحوصات عينات دم المتبرعين المتعارف عليها والمتبعة والتي تتضمن الفحوصات المصلية للأمراض المعدية». فحص الفيروسات وأضاف «مختبر فحص الفيروسات واحد من المختبرات القليلة بالسلطنة والمهمة جدا في التعرف على ظاهرة انتشار بعض الأمراض الفيروسية في الفترة الأخيرة وكانت هذه الاختبارات تتم من قبل في خارج السلطنة ويترتب على ذلك صعوبات كثيرة، ويعتبر معملا مرجعياً للكثير من الفحوصات في السلطنة». وتطرق الوهيبي إلى تميز المستشفى بوجود مختبر التطابق النسيجي منذ عام 1991 الذي يخدم على المستوى الوطني حاجة المرضى لزراعة نخاع العظم وزراعة الأعضاء مثل الكلى. ويوفر المستشفى جهازا خاصا بتنقية الدم من الكوليسترول عن طريق تمرير الدم في محلول من المواد الكيميائية، حيث تقوم هذه المواد بالالتصاق بالكوليسترول الخبيث وإزالته من الدم من ثم إعادة الدم المصفى مرة أخرى إلى جسم الإنسان، وهذا العلاج يستفيد منه المرضى المصابون بارتفاع مفرط في الكوليسترول. الطب الوراثي والتطوري وتعد عيادة الطب الوراثي والتطوري من العيادات النادرة على مستوى دول الخليج من حيث الكوادر الوطنية العاملة في مجال الطب الوراثي والطب التطوري أو النمائي، وتقدم العيادة خدمات الرعاية الطبية للمرضى المشخصين بالحالات المرضية الوراثية والأمراض المتعلقة بالعجز النمائي، ويقوم بالعيادة طاقم طبي وفني مؤهل للتعامل مع هذه الحالات إضافة إلى أخصائي اللغة والنطق وأخصائي الوظائف والحركة وأخصائي إرشاد نفسي، ويقوم الفريق بتقييم الحالة للوصول إلى أدق المسببات ثم رسم خطط العلاج والتأهيل على حسب احتياجات الحالة. أمراض الثدي تعد هذه العيادة الوحيدة من نوعها في الشرق الأوسط، حيث تتميز العيادة بالقيام بالتشخيص والفحوصات الطبية والاطلاع على النتائج في يوم واحد دون الحاجة لرجوع المريض في موعد آخر لزيارة العيادة، ويقوم على العيادة كادر طبي وفني وتمريضي مؤهل في مجال أمراض الثدي، وتسهم العيادة في الاكتشاف المبكر لحالات الإصابة بأمراض الثدي والتعامل معها. وتم إنشاء وحدة دراسة حالات النوم غير المنتظم في عام 1993م، وتعد هذه الوحدة الوحيدة من نوعها في السلطنة وتعنى بدراسة حالات النوم غير المنتظمة ومشاكلها وأسبابها وطرق علاجها، ودراسة مشاكل النوم ومنها زيادة اضطرابات النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم ومن أعراضها: الشخير والاختناق والشرقة أثناء النوم، والشعور بعدم الحصول على الكفاية من النوم وزيادة النعاس نهاراً، إضافة إلى اضطرابات النوم الأقل شيوعاً مثل الأرق والحركة أثناء النوم وغيرها. وأكد الوهيبي أن هناك توسعا في خدمات صحة الفم والأسنان حيث تم تدشين خدمة تركيبات الأسنان الصناعية، وخدمة زراعة الأسنان، والتوسع في جراحات الفم والوجه والفكين. وتم مؤخرا تحويل مسمى القسم إلى قسم الأسنان وجراحة الوجه والفكين. عمليات نوعية وأكد الوهيبي أن هناك عديدا من الإنجازات التي تحققت للمستشفى الجامعي، خصوصا على مستوى العمليات النوعية سواء على مستوى السلطنة أو على مستوى العالم، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مثل جراحات القلب المفتوح وصمامات القلب عن طريق الجراحة المفتوحة وكذلك عن طريق القسطرة، أول عملية زراعة صمام بداخل صمام بالقلب في امرأة حامل، وزراعة قلب صناعي لمريض يعاني من فشل بالقلب لأول مرة في السلطنة، وزراعة دعامات الأوعية الدموية المختلفة عن طريق القسطرة. ونجاح عملية جراحية لإزالة ورم قريب من الغدة الدرقية بواسطة المنظار المرئي، وإجراء ثماني عمليات جراحية ناجحة في مجال جراحة الحوض الترميمية وجراحة المناظير النسائية لعلاج حالات هبوط الرحم أو المهبل المتقدمة، وإجراء عملية هي الأولى من نوعها في السلطنة حول توصيل جزء من الأمعاء بقنوات المرارة في الكبد لطفلة، وعلاج ومتابعة أول حالة حمل مصابة بمرض الكوليسترول الوراثي المتماثل أثناء الحمل باستخدام تقنية (DALI-Apheresis) لغسيل الدم من الكوليسترول الضار، حيث تعد الأولى من نوعها في العالم، وتدشين جهاز تصوير الفوتون الأحادي المقطعي الأول من نوعه في السلطنة وهو من الأجهزة القليلة في الشرق الأوسط. وعمل مثانة جديدة من الأمعاء وعملية زراعة جهاز شحن العصب العاشر أو الحائر بالرقبة لعلاج حالات مرض الصرع المستعصية، واستئصال الغدة الدرقية بواسطة المنظار المرئي لأول مرة على مستوى المستشفيات الحكومية بالسلطنة. ونجاح فريق جراحة العظام في زراعة عظمة فخذ صناعية لأول مرة في العالم. وركز المستشفى خلال الفترة الماضية على تأهيل الكادر البشري كالأطباء والممرضين والفنيين والاداريين، وحتى مع وجود الأوضاع الاقتصادية الراهنة إلا أننا سنواصل هذا النهج بإذن الله. ومن ناحية توسع المستشفى فهناك توسعات جذرية ونوعية في مجال تخصصات عديدة منها المركز الوطني لعلاج أمراض الدم ومركز زراعة النخاع العظمي الذي يعد فريدا من نوعه على مستوى المنطقة، ومركز متكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان، وتوسعة في مبنى خدمة الطوارئ ومبنى الأشعة ومبنى العمليات، ولدينا تصور جديد لمبنى العيادات الخارجية. التعليم والتدريب يعتبر مستشفى جامعة السلطان قابوس مستشفى تعليميا لطلبة كلية الطب والعلوم الصحية بالجامعة وطلبة كليات الطب الأخرى وطلبة كليات الطب الزائرين من مختلف جامعات العالم سواء كانوا عمانيين أو زائرين وكذلك طلبة كليات التمريض. وقال الوهيبي: أحد أهم الأهداف لإنشاء هذا المستشفى هو تدريب وتأهيل طلاب الطب وإعدادهم ككادر طبي مؤهل قادر على الانخراط في المجال الطبي بكفاءة عالية، حيث يستقبل المستشفى حوالي 120 طالبا وطالبة من طلبة كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس سنويا، كما يستقبل المستشفى الجامعي عددا من المتدربين من مختلف المؤسسات الصحية والتمريضية الأخرى من داخل السلطنة، وكذلك من خارجها من دول أوروبية والدول الإسكندنافية، وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية الهند، للقيام بالتدريب الطبي في المستشفى الجامعي، وتكون مدة تدريب الطلبة الزائرين غالبا قرابة الشهرين أو ثلاثة أشهر. ويعتبر مستشفى تدريبيا لأطباء سنة الامتياز والأطباء المتدربين في كافة التخصصات في المجلس العماني للاختصاصات الطبية وكذلك تدريب الأطباء في مجال الدراسات العليا والتخصصات الدقيقة. وأضاف «كما يسعى المستشفى إلى تدريب وتأهيل الكادر الطبي ويشمل الأطباء وطاقم التمريض والفنيين وكذلك الفئات الطبية المساعدة والإداريين، ويكون ذلك ببرامج تدريب مكثفة قصيرة داخل الجامعة وخارجها، أو يكون التأهيل ببرامج تحتاج للابتعاث إلى المراكز العالمية.