صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد -(وكالات) - قتل ستة أشخاص على الأقل وأصيب 30 بجروح في ضربتين جويتين استهدفتا مقر مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية وسط صنعاء أمس حسبما أفادت مصادر طبية في المدينة الخاضعة لسيطرة جماعة أنصارالله. وقال سكان في حي التحرير: إن هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها مكاتب الرئاسة إلى الاستهداف بغارات جوية منذ بدء عمليات التحالف العسكري في اليمن في مارس 2015. وذكر السكان أن الضربتين أدتا إلى أضرار في أبنية في الحي المكتظ بالسكان والذي يضم فندقا ومصرفا ومتاجر.وتقع المكاتب الرئاسية على مقربة من المصرف المركزي. وقال المسعف أحمد يحيى شارب لفرانس برس: إن الضربتين أدتا إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين.وأكد مصدر طبي آخر مقتل ستة أشخاص وإصابة 30. وأوضح المسعف «سمعنا صوت الطائرة ووقعت الضربة الأولى، فتوجهنا إلى الموقع وحاولنا أن نخرج البعض من تحت الأنقاض قبل أن تقع الضربة الثانية». واتهم «أنصارالله» في وسائل الإعلام المتحدثة باسمهم التحالف بقيادة السعودية بالوقوف خلف الضربتين الجويتين. وقالت منظمة «المجلس النرويجي للاجئين» الحقوقية في بيان ان التحالف شن الغارة، وانها استهدفت «منطقة سكنية مكتظة»، منددة بـ«استمرار استخدام العنف لترهيب المدنيين تحت غطاء حمايتهم». ووقعت الضربتان بعد ساعات من اعتراض قوات الدفاع الجوي السعودي صاروخين بالستيين جديدين أطلقهما جماعة «أنصار الله» في اليمن باتجاه جنوب المملكة، حسب ما أعلن التحالف العسكري. وأشار المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي إلى أن الصاروخين أطلقا من محافظة عمران، شمال العاصمة صنعاء، مضيفا أنهما كانا يستهدفان «المناطق المدنية والآهلة»، لكن تم اعتراضهما من دون تسجيل أي إصابات أو أضرار. وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، انتشرت وحدة من القوات الخاصة الأمريكية نهاية العام الماضي على الحدود السعودية مع اليمن لمساعدة الرياض في تدمير مخابئ الصواريخ التي يملكها جماعة «أنصار الله». وانتشار هذه القوات يظهر مشاركة أمريكية أكبر في حرب اليمن التي أوقعت 10 آلاف قتيل وأكثر من 54 ألف جريح. من جانبها أطلقت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» أول حملة تحصين عبر الفم ضد الكوليرا في اليمن حيث تسبب المرض بوفاة أكثر من ألفي شخص. وقالت «اليونيسيف» على حسابها على تويتر أمس إن الحملة بدأت في مدينة عدن الجنوبية، وانها تستهدف نحو 350 ألف شخص في أربع مديريات بين السادس والعاشر من مايو الحالي. وهذه اول حملة للتحصين ضد المرض في اليمن الغارق في الحرب. وبدأ تفشي الوباء وهو الأكبر في التاريخ المعاصر إذ يقدر عدد المصابين بأكثر من 1,1 مليون، في 2016. وتوفي اكثر من ألفي شخص بين سبتمبر 2016 و مارس 2018، بحسب السلطات المحلية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود. وتعتبر الفترة المقبلة حرجة مع بدء موسم الأمطار لأن ذلك يزيد من انتقال العدوى، بحسب دراسة نشرتها مجلة «ذي لانست غلوبال هيلث» ما يمكن أن يؤدي إلى موجة ثالثة من الإصابات بعد موجة معتدلة في 2016 وثانية استثنائية في 2017. واستنادًا إلى بيانات حالات تفشي سابقة للوباء، يعتقد الفريق أن 54% من المناطق في اليمن يمكن أن تتأثر بتفشي الوباء في العام 2018 ما قد يُعرض «أكثر من 13,8 مليون» شخص للخطر. وتقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية حاليا في العالم، مع 22,2 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية ونحو 8,4 مليون شخص على شفير المجاعة، فيما يعاني نحو مليون يمني من الكوليرا. وكان مجلس الأمن الدولي قد ندد منتصف مارس الماضي بالتدهور الواسع و»المدمر» للوضع الإنساني في اليمن. على صعيد آخر خرجت مظاهرات حاشدة أمس في مدينة حديبو عاصمة محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية تأييدا للرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته الشرعية، وللمطالبة بمغادرة القوات الإماراتية من سقطرى. وقالت مصادر محلية، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن مئات المتظاهرين جابوا شوارع حديبو رافعين أعلام الجمهورية اليمنية وصور هادي، وتوجهوا إلى مقر إقامة الحكومة الشرعية وهم يرددون شعارات مؤيدة لها.