إعداد - محمد زكـي - ينطلق اليوم في التاسعة مساءً بتوقيت مسقط السابعة بتوقيت القاهرة نهائي البطولة الأقدم والأعرق على الساحة العربية ألا وهي بطولة كأس مصر والتي يعد النادي الأهلي المصري هو صاحب المقام الرفيع في الفوز بألقابها، حيث يملك في خزينة بطولاته 36 لقباً من هذه الكأس التي انطلقت عام 1921. وسيحتضن استاد الجيش المصري ببرج العرب بالإسكندرية النهائي رقم 89 من هذه البطولة العريقة بين كل من الفارس الأبيض (نادي الزمالك) وبين الموج الأزرق (فريق سموحة) وذلك في ظل أجواء مشحونة ومتوترة سبقت المباراة ؛ فمنذ وصول الفريقين للنهائي وكثر اللغط والحديث عن استقدام حكام أجانب لإدارة المباراة أو إقامتها بحكام مصريين إلى أن استقر الأمر حتى كتابة هذه السطور على إسنادها للحكم الدولي المصري المخضرم «محمد فاروق». الزمالك : يخوض نادي الزمالك اليوم النهائي رقم 39 في تاريخه بكأس مصر وذلك في ظل حالة جموح فني ومعنوي تدفعه حالة من الاستقرار والتميز على يد مديره الفني الكفء خالد جلال والذي أبلى مع الفريق بلاءً حسناً منذ توليه الإدارة الفنية للفريق والتي دفعت الإدارة إلى منحه الفرصة لقيادة الفريق بعد أن كانت النية لأن يتولى بشكل مؤقت لحين استقدام مدير فني أجنبي، ولكن تحقيق الفوز على الأهلي والفوز ببعض مباريات الدوري المصري علاوة على بلوغ نهائي الكأس في ظل أداء فني أعاد إلى الأذهان مدرسة الفن والهندسة مرة أخرى؛ كل ذلك دفع الإدارة لمنحه الثقة والفرصة كاملة لاستكمال التجربة مع جهازه المعاون المتميز. وجدير بالذكر أن الزمالك وصل إلى نهائي البطولة بعد أن خاض 4 مباريات بدءاً من دور 32 حيث احرز الفريق 11 هدفاً منهم هدفان من ركلتي جزاء، وسكن مرماه هدفان فقط خلال مسيرته، ولم يحتكم في تلك المسيرة إلى ركلات الترجيح في أية مباراة. تتعدد دوافع الفارس الأبيض للفوز بالبطولة وحصد اللقب حيث إنه يريد حصد اللقب رقم 26 في مسيرته بالكأس، علاوة على الرغبة في مصالحة جماهيره باستعادة الكأس بعد خسارته اللقب العام الماضي، وأيضاً استمرار تقديم الأداء المتميز فنياً مع الجهاز الفني الحالي، كذلك تعد بطولة الكأس هي الأمل الأخير للحاق الزمالك بقطار المسابقات الإفريقية العام القادم، حيث إنه لابد وأن يفوز بالكأس ليتأهل إلى الكأس الكونفيدرالية الإفريقية لأنه حصل على المركز الرابع في دوري هذا الموسم ولن يتأهل وأيضاً لأنه خرج من البطولة هذا العام من دور 32 على يد أولاتا ديتشا الإثيوبي مع جهازه الفني السابق بقيادة إيهاب جلال. ولذا فإن الفريق يأمل في ظل تلك الحالة التي يعيشها أن يلحق ما فاته ويرضي جماهيره ويحقق طموح إدارته التي دعمت الفريق بكل السبل الممكنة ولم تبخل بأي دعم مادي أو معنوي. سموحة: فريق طموح يقوده مدرب مخلص وطموح هو الكابتن ميمي عبد الرازق الذي يتولى الإدارة الفنية للفريق بشكل مؤقت، حيث يعتبر هو المنقذ دائما للفريق السكندري في حالة التعثر أو سوء النتائج فيأتي مجلس إدارة سموحة بهذا المنقذ الذي لم يخيب رجاءهم ولا آمال الجماهير يوماً قط. ويملك الفريق أيضاً دوافع عديدة للفوز بالبطولة، حيث إنه يريد أن يحقق أول بطولاته فلم يفز بأية بطولة للأندية المصرية وإن كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الدوري والكأس موسم 2014 حين خسر الدوري بفارق هدف واحد مع النادي الأهلي، وكذلك خسر الكأس أمام الزمالك في المباراة النهائية في الدقيقة 89. وأيضاً يريد اللاعبون أن يشكروا الإدارة التي دعمتهم ووفرت لهم كل شيء حتى حصدوا المركز الخامس في الدوري، وأيضاً يريدون تتويج جهدهم مع الجهاز الفني بإهدائهم تلك البطولة، وعلى المستوى الفردي أيضاً يريد اللاعبون تقديم أوراق اعتمادهم للمدير الفني الجديد الذي سيتولى الفريق بعد انتهاء مسابقة الكأس وهو علي ماهر الذي كان مديراً فنياً لفريق الأسيوطي وقدم مستويات رائعة جعلت إدارة سموحة- التي تتميز بالاستقرار المادي ولكن لا تتميز بالاستقرار الفني- تتعاقد معه من نهاية الموسم الحالي، علاوة على الرغبة في العودة للمشاركات الإفريقية باللحاق بالكأس الكونفيدرالية بصفته بطل كأس مصر ولو على حساب الزمالك. ومن خلال كل تلك الدوافع يطمح سموحة في البطولة. وجدير بالذكر أن الموج الأزرق قد خاض أيضاً 4 مباريات منذ بداية المسابقة حتى يبلغ المباراة النهائية حيث بدأ من دور 32 أيضاً وقد احرز خمسة أهداف وسكنت مرماه ثلاثة أهداف، ولكن الفريق فاز في مباراتين ماراثونيتين بركلات الترجيح وذلك في ربع النهائي ونصف النهائي بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي مع وادي دجلة والأسيوطي على الترتيب. مباريات الفريقين : التقى الفريقان في 14 مواجهة سابقة في مختلف البطولات حيث فاز الزمالك في 8 مواجهات وفاز سموحة في 3 مواجهات وتعادل الفريقان 3 مرات أيضاً. وقد احرز الزمالك 15 هدفاً وأحرز سموحة 10 أهداف. وتعد هذه اللقاءات بمثابة 12 مباراة في الدوري المصري ومباراتين في كأس مصر، حيث كانت الأولى حين التقيا في نهائي عام 2014 وفاز الزمالك بهدف كما أسلفنا، والثانية في نصف نهائي 2015 وفاز الزمالك أيضاً بركلات الترجيح 4 -3. فهل سيعيد التاريخ نفسه ويفوز الزمالك كلاكيت ثالث مرة مدعوماً بقوته وجماهيره؟، أم يغير الموج الأزرق التاريخ وينجح في إغراق الفارس الأبيض وإنقاذ البطولة التي يحلم بها ؟ سنجلس حابسي الأنفاس، تملؤنا روح الحماس، لنتابع من سيحصد لقب الكأس.