أجرى الحوار: أحمد بن علي الذهلي - المنشد أنور العاصمي وجه عماني تشكلت بداياته على حب النغم في سن مبكرة، وبالتالي لم يتجه مباشرة للإنشاد كون بدايته كانت في وقت لم يكن هناك ظهور حقيقي للإنشاد في السلطنة، حيث كان مولعا بالموسيقى، وأول آلة «أورج» اشتراها في عمر الرابعة عشرة، بالطبع كان الأمر مرفوضا من عائلته، فعمد على تدريب نفسه بشكل سري حتى اتقن العزف، ثم التحق بفرق غنائية، وسافر إلى عدة دول للمشاركة في الحفلات التي تستقطب جماهير كبيرة، ومن ثم اشترك في دورات علم هندسة الموسيقى، والصوت والمكساج والتوزيع. وفي عام 2000، قرر أنور العاصمي أن يترك عالم الغناء العاطفي، ويتجه نحو الغناء الهادف الذي يصب في الجانبين الديني والمجتمعي، فبدأ في أول الأمر بالعمل في مركز مشارق الأنور للإنتاج الفني في الفترة من 2002 إلى 2006، وخلالها كان ينصب عمله في هندسة الصوت للأستوديو، وكان له نصيبه الوافر من إصدارات مركز مشارق الأنوار منها: (قصة الإيمان، وروعة البيان، وصوت البشائر، وصوت الحياة، وأشكو) وجميعها لعدد من منشدين بالإضافة إلى أنه شارك في بعض الأعمال بمقاطع إنشادية، وبأناشيد كاملة في بعض الأحيان. رفع الرصيد الإيماني والأخلاقي أنور العاصمي خص (روضة الصائم) بهذا الحوار الصحفي حيث تحدث في البداية عن رسالة الإنشاد بشكلها العام قائلا: أرى أنها تتمحور حول رفع الرصيد الإيماني والأخلاقي ومعالجة بعض القضايا المجتمعية، ويبقى أن لكل أنشودة رسالتها الخاصة التي أرادها الشاعر وضمنها في قصيدته. وأضاف: لدي سجل حافل بالمشاركات التي تركت في قلبي ذكرى طيبة وإحساس بالاعتزاز، مثل المشاركة في المهرجان الإنشادي بالجامعة في مواسم مختلفة، وأيضا مؤخرا المشاركة في معرض رسالة السلام في عدة دول منها ألمانيا وبريطانيا وأمريكا وسلطنة بروناي وغيرها. وحتى يصل المنشد بسهولة إلى قلوب الجمهور يقول: بداية دعني أحدثك على نقطة وهي الضروريات التي يجب على المنشد أو صاحب الموهبة الحقيقية التمسك بها، بمعنى أن الشخص لا يكون متطفلا على فن الإنشاد، بحيث يؤمن أن لديه إمكانيات موسيقية تؤهله لأن يكون منشدا أو فنانا حقيقيا وهؤلاء قلة في الساحة العمانية، ثم يأتي بعد ذلك حسن اختيار الكلمة الغنائية السلسة، واللحن القريب من القلب، ويبعد عن التكلف في الأداء أو التكلف في اختيار كلمات غنائية صعبة، الأمر الآخر لابد أن يستجمع العمل الفني مقوماته الأساسية وهي باختصار (التوزيع، الكورال، الأداء، المكساج) ولابد أن تكون كل هذه العناصر على مستوى احترافي كبير. سألت المنشد أنور العاصمي السؤال التقليدي وهو الصعوبات فأجاب قائلا: بالطبع هناك صعوبات في أي مجال، وغالبا أول إشكالية تواجهنا هي قلة الدعم المالي، فالعمل الفني مكلف جدا، حيث إنه يمر بمراحل عديدة، الشاعر يكتب القصيدة بقيمة مالية، والملحن يلحن بقيمة مالية، والأستوديو الذي يتم فيه تسجيل الصوت يحتاج إلى مقابل مالي، وإرسال العمل إلى خارج السلطنة من أجل مرحلة التوزيع الموسيقي والكورال، والأداء، والمكساج والماستر، فضلا عن قيمة تصميم غلاف الإصدار، فإذا كان الإصدار يحمل ثماني أغان أو لنقل أناشيد فإن التكلف سوف تكون ضخمة، لذلك نجد كثيرا من الإصدارات تخرج للأسف الشديد رديئة بسبب محاولة القائمين على الإصدار البحث عن الوسائل الرخيصة وغير المكلفة، وقد تلاحظ مؤخرا تراجع عدد الإصدارات ولجوء المنشدين إلى إصدار أناشيد فردية يصدرونها في فترات متباعدة نسبيا. وأضاف: كما أنه لا توجد محافل رسمية للإنشاد على غرار مهرجان الأغنية العمانية، كما لا توجد جهة رسمية تتبنى الإنشاد على غرار جمعية هواة العود الذي تم تأسيسها في ديوان البلاط السلطاني، فلا توجد حاضنة للإنشاد العماني لإبرازه ودعمه، إلا بعض المبادرات الفردية من بعض الجهات وعلى رأسها جامعة السلطان قابوس، من جانب آخر نعاني من عدم وجود متخصصين في النقد الموسيقي، واعتقد أن وجود النقاد سوف يحفز على السعي لإبراز المنشد الحقيقي، وإبعاد المتطفلين على المجال، وفي ظل غيابهم تجد أن البعض يقدم نفسه على إنه محترف، بينما في الحقيقة هو يفتقر لأبجديات الإنشاد. الإنشاد بدون موسيقى أو يقاع وعن توجه البعض نحو الإنشاد وسرعان ما يبعدون عن طريقه، ويتجهون مباشرة نحو الغناء وأحيانا يحدث العكس قال العاصمي: أنا لست في هذا المقام لإصدار الحكم على توجهات أحد، ولا أستطيع أن أقول لكل من استخدم الموسيقى يعتبر في نظري قد حاد عن الطريق، المهم هي الكلمة أو رسالة العمل الفني لأنها هي التي ترفع قيمته وتضعه، فهذه التوجهات ما دامت ذات رسالة قيمة، فإنها ستكون مباركة، ثم إنها تعبر عن التوجهات المتعلقة بميول الشخص نفسه، فأنا مثلا تميل نفسي إلى الإنشاد بدون موسيقى ولا إيقاع، وأيضا يشاطرني في هذا التوجه المنشد الكبير مشاري العفاسي، إلا أنني حينما يعرض علي تقديم عمل إيقاعي لإحدى الجهات فإنني لا أتردد في ذلك. وحول أجواء الإنشاد وتأثيره على فئات المجتمع قال: لا شك أن الإنشاد جذب إليه الشريحة الأكبر في الوقت الراهن، وذلك لأن الجميع مجمع عليه بدون تحفظات، يسمعه الجميع الذين يحبون سماع الموسيقى والذين لا يسمعونها، بينما نجد أن شريحة كبيرة من المجتمع لا يسمعون الموسيقى، وبالتالي فإن المتنفس الوحيد لهم هو سماع الأناشيد، وقد استطاع الإنشاد أن يؤثر في طلاب الجامعات، ويستقطبهم لما فيه من صفاء ونقاء ورسالة هادفة تصبو إليها النفوس، لذلك رأت جامعة السلطان قابوس مثلا أن تقيم حفلا إنشاديا ضخما كل سنة، كما تبعتها في ذلك معظم الكليات المنتشرة في السلطنة، ومؤخرا بدأت بعض القنوات الإذاعية بعمل مسابقات للإنشاد ولاقت نجاحا لا بأس به، وأما عن تراجع أعداد الإصدارات فذلك عائد إلى قلة الإمكانات المادية كما أسلفت الذكر. وحول كثرة الاعتذارات عن المشاركة من بعض المنشدين قال: لا نستطيع أن نطلق حكما شاملا على هذه الحالات، فهناك أسباب كثيرة تمنع المنشد من المشاركة في بعض الظروف مثل: التنظيم السيئ لبعض الأمسيات والحفلات، أو عدم وجود نظام صوتي يساعد على الإنشاد، أيضا البعد الجغرافي لأماكن إقامة الحفلات عن مكان سكن المنشد، خاصة مع عدم وجود مقابل مادي، كما لا ننسى أنه في مرحلة ما كثرت الحفلات بشكل كبير لدرجة أن كل فريق يحاول أن يستقطب أكبر عدد من الأسماء اللامعة دفعة واحدة. وأضاف: البعض يربط الإنشاد الديني بالأعمال التطوعية، وفي الحقيقة أن المنشد يبذل من ماله لإصدار الأناشيد وللذهاب لمثل هذه الحفلات، ويوقف أعماله ولا يجد مقابلا لجهوده، وبالتالي فإن تلك العروض غير مشجعة على ذلك، ومع هذا فأنا من حيث المبدأ أشجع المنشدين على مشاركة إخوانهم في الفرق الأهلية كلما أمكن ذلك. لا يمكن اعتباره قد غير مبادئه وحول عنصري العائد المادي والشهرة وما يمثلاهما في مشوار المنشدين قال: ما دام أن الفنان ما زال يقدم الفن الهادف فلا يمكن اعتباره قد غير مبادئه، وأنا شخصيا لا علم لي بأشخاص انتقلوا من الفن الهادف إلى الفن الهابط، ولا يمكن بحال اعتبار استخدام الموسيقى فنا هابطا، فهذه الصفة تستلزم وجود موضوع هابط أو لحن مائع أو مظاهر غير سوية. وأضاف أنور العاصمي قائلا: الإنشاد فيه ترويح للقلوب، وتعميق لمعنى الإيمان، وحب المصطفى، وإحياء لبعض المناسبات الدينية، وترسيخ للأخلاق والمبادئ الإنسانية، فحينما يتم تنشئة الأطفال عليها فإنهم يكتسبون صفات إنسانية رائعة، بدل شغل أوقاتهم بالفن غير المفيد بل والمضر، لذلك يجب الاهتمام بالإنشاد الديني على مستوى الأسر والمدارس والمجتمعات وعلى المؤسسات الخاصة والعامة دعمه من أجل الارتقاء به. وفي سؤال حول تفضيل بعض المنشدين العمل بشكل دون أن ينتمي إلى إحدى الفرق الإنشادية أجاب العاصمي: هي توجهات أينما وجد الفنان نفسه استقر به الحال، وقد يكون المنشد يعمل منفردا ثم ينخرط في فرقة ثم يعود للعمل منفردا أو العكس، وهناك أمثلة كثيرة على منشدين عمانيين أسسوا فرقا ناجحة، ولهم مشاركات على مستوى الخليج والوطن العربي، إلا أنه يبقى أنه في الغالب يميل المنشد إلى الإنشاد منفردا ليكون مستقلا في فكره والمادة التي يقدمها. لم يشكل هذا التوجه ظاهرة وعن مراحل تطور الإنشاد الديني قال: الإنشاد هو الغناء، ولذا لا يوجد فرق بينهما في الأصل، إلا أن الناس اصطلحت على إطلاق كلمة إنشاد على الأغاني الدينية، بل حتى كبار المغنين حينما يصدرون أغنية دينية يقولون أنشودة دينية، وعلى كل حال فإدراج الموسيقى أو المؤثرات الصوتية هو توجه له احترامه لا نقدح فيه فنحن نرى العديد من المنشدين ممن استخدموا الموسيقى وتغنوا بحب النبي -صلى الله عليه وسلم- فأصبح يردد الناس أغانيهم من كل العالم عربا وعجما، مثل الفنان سامي يوسف، والفنان ماهر زين، وحمود الخضر، فهؤلاء استطاعوا أن يقدموا للناس أعمالا فنية ذات قيمة عالية انتشلت الكثيرين من سماع الأغاني الهابطة إلى سماع الفن الهادف. وحول ما يقدم من أعمال إنشادية تحمل مضامين وعبارات الوعيد والترهيب قال: في السلطنة -والحمد لله- لم يشكل هذا التوجه ظاهرة في المسيرة الإنشادية العمانية، بل إن الأناشيد تتنوع في مختلف المجالات بشكل طبيعي بدون أن يطغى جانب على جانب، نعم ظهرت أناشيد غصت بها السوق من بعض الدول العربية، موضوعاتها تتركز على الترهيب والوعيد والجهاد، إلا أن تلك المرحلة مرت، ولا نكاد نسمع حاليا لهذه الإصدارات أي وجود، وأما عن موضوعات الحزن فلا أظن أن ذلك صحيح فغالب الأناشيد الموجودة تبث المبادئ الإنسانية والتفاؤل، وتكرس مفهوم الإيمان في القلوب. وعن دور الفضائيات في انتشار فن الإنشاد قال: الفضائيات هي وسيلة من وسائل الإعلام وبلا شك فإنه لا يقول قائل بعدم أهمية وجود قناة إنشادية هادفة، عليه فإنه كلما توافرت الإمكانيات فيا حبذا استغلت في إنشاء قناة إنشادية ترقى بالفن الهادف وتقدم الصوت المحترف، وأمنيتي أن تكون هناك قناة عربية تعنى بالإنشاد في جميع الوطن العربي بدون أن تكون لها هوية وتبعية لدولة ما. نفتقد إلى شعراء يكتبون الشعر المغنى في سؤال آخر هل يتحمل كتاب الشعر جزء من قلة المنتج في مجال الإنشاد الديني أم أن هناك وفرة من الشعر واللوم يلقى على بعض المنشدين وعزوفهم عن التنويع في الأعمال التي يقدمونها أجاب العاصمي: في الحقيقة لا يمكن إلقاء اللوم على أحد فالمنشد لو وجد البيئة مهيأة وميسرة لأكثر من الإنتاج، وهذا بدوره ينتقل إلى الشاعر حيث سيكثر الطلب على القصائد، إلا أنه من الجدير بالذكر أننا نفتقد إلى شعراء يكتبون الشعر المغنى، فالقصيدة تستطيع بطريقة كتابتها أن تعطي الملحن مساحة خلاقة في تلحين النص، هناك تطور في كتابة القصيدة المغناة لكنه تطور خجولا فحن نحتاج إلى قصائد قريبة من القلب قريبة من المشاعر سهلة وسلسة وعميقة في الوقت ذاته. في الآونة الأخيرة كثرة برامج المسابقات للإنشاد الديني علق أنور العاصمي قائلا: لقد تابعت بعض هذه البرامج حيث بعضها تبنتها مبادرات شبابية في بعض الولايات، وبعضها جهات حكومية، وبعضها إذاعات محلية، هذه البرامج هي بحق مبادرات رائعة ومطلوبة لاكتشاف المواهب وصقلها وتقديمها للجمهور ووضع أولى خطواتهم في طريق الاحتراف، ونحن نشجع مثل هذه البرامج، إلا أن عتبنا الوحيد أن جميع هذه البرامج في السلطنة، لا يتم اختيار لجنة التحكيم فيها بمعيار مهني، بحيث تكون لجنة التحكيم من الموسيقيين، لذلك إن أراد القائمون على هذه المبادرات تطوير برامجها فعليهم أولا أن يعو بأن الموسيقى والصوت من العلوم التي لا يمكن أن يحكم عليها إلا من درس هذه العلوم دراسة وافية، ولا أقصد بالدراسة الدراسة الأكاديمية فقط بل أيضا باختيار من شهد النقاد والموسيقيون بأنه على درجة عالية من الثقافة والعلم بالصوت والموسيقى.وحول المنطلقات التي يركز عليها شعراء أو الملحنيين في تقديمهم للأعمال التي تخص الإنشاد قال: القصيدة تأتي بعدة طرق، فقد تأتي برغبة من الشاعر بحيث يرغب في الكتابة في موضوع معين فيقوم بكتابة القصيدة، وقد يكتبها بناء على طلب، وهذا الطلب إما أن يكون بناء على طلب يخص موضوع القصيدة، أو أن يُطلب منه كتابة قصيدة لتناسب لحنا معينا، وفي جميع الأحوال فإن ذكاء الشاعر يتجلى في جمال المفردات وانسجام الجمل الشعرية والتصاوير البلاغية مع السلاسة والبساطة. أما الملحن فهو أيضا مطالب بأن يختار لحنا يتناسب مع مناسبة القصيدة، ومتوائما مع أسلوب القصيدة، ومتفاعلا مع الكلمات بما تحمله من مشاعر، وأيضا الملحن اليوم مطالب بأن يخرج عن الألحان المألوفة المستهلكة، ويبدع ألحانا فيها حياة وإبداع وبريق مما يؤهلها للعبور إلى قلوب المتذوقين، فالساحة الفنية تفتقر إلى هؤلاء الملحنين المبدعين وهناك قلة قليلة ممن تحدث ألحانهم فرقا دائما. وأضاف: كل منشد له مساحة صوتية خاصة ولون يتميز به وقدرات خاصة بعضها نابعة من موهبته وبعضها مكتسب من التدريب والتعلم، فما ينشده عمر قد لا يستطيع زيد إنشاده، إلا أن هناك ألوان مجمع عليها تقريبا بحيث يستطيع تأديتها معظم المنشدين، بينما هناك ألوان ومقامات ومدارس لا يمكن للمنشد الإحاطة بجميعها وقد لا تمكنه موهبته من تأدية بعض تلك الألوان، فمثلا الفن اليمني فن عريق تجد فناني اليمن يؤدونه بطلاقة، إلا أن غيرهم يحتاج إلى تدريب طويل حتى يتقنوا ذلك اللون الجميل فبعضهم يستطيع بعد التدريب تأدية هذا اللون والبعض موهبته تقصر عن إتقانه، وأيضا إذا جئنا للمواويل أو الموشحات فكل منها يحتاج إلى تدريب طويل، وليس كل صوت قادر على تأديتها، أيضا مساحة الصوت والطبقات التي يستطيع المنشد أداءها تختلف من شخص إلى آخر، وهنا يكمن ذكاء المنشد في استغلال المساحة الخاصة به لتقديم ما يناسبه. وانتقل المنشد أنور العاصمي بالحديث قائلا: في اعتقادي لا توجد نقطة نهاية للفن، ولا توجد مرحلة وصول، الفن متطور دائما والساحة تحتاج للجديد دوما، بالطبع الإنشاد في السلطنة لم يحقق النتائج المرجوة، للأسباب المذكورة آنفا، إلا أنه في مرحلة من المراحل تفوق في الانتشار أكثر من الأغنية العاطفية الموسيقية، إلا أن الرواج الذي يعقبه نزول لا يمكن الاعتداد به، نحن نحتاج إلى مسيرة مستمرة مواكبة لأصول الفني الحقيقي. وأضاف: لا شك أن المنشد العماني يحاول أن يصل لأكبر شريحة ممكنة من الجمهور ليوصل رسالته إلا أن الساحة العربية تموج بالمنشدين المتميزين والمنشد العماني ليس أقل من أحد إلا أنه يحتاج إلى الدعم بشرط أن يتوجه هذا الدعم للأصوات المحترفة التي شهد المختصون وأكرر، وأكد أن يشهد المختصون على قوتها وحرفيتها، لكي يكون خير من نظهره إلى الجمهور في أصقاع العالم العربي. وعن أوجه الدعم التي تراها مناسبة حتى يستطيع الإنشاد النهوض والانطلاقة بشكل أفضل قال: في الحقيقة أننا نأمل أن يكون هناك معاهد تدريب حكومية يتدرب فيها الفنان وقارئ القرآن، يتم في تعليم المقامات وعلم الصوت وطريقة التنفس والتدرب على السلم الموسيقي، إن جميع من تراهم على الساحة الفنية هم نتاج تدريب ذاتي غالبا، فنحن تنقصنا الاحترافية، نحتاج إلى اهتمام بالمجال الغنائي لكي تظهر أسماء لامعة مشرفة نفخر بها. وحول النصحية التي تتوجه بها إلى كل من يمتلك الإمكانيات التي تؤهله ليكون منشدا في المستقبل قال: نصيحتي لكل صاحب موهبة ألا يدع موهبته تضمر بعدم الاهتمام بها، المواهب هي عطايا الخالق لنا فعلينا أن نشكره عليها وذلك بتنميتها والتدريب المستمر وأن نوظفها فيما يرضي الله، ونصيحتي لصاحب الصوت الجميل أن الطريق صعب ولكن مع السعي والتوكل على الله قد يفتح الله لك طريق للوصول إلى العالمية، فلا تقلل من شأن نفسك، عليك بالتعلم مهما بلغت من خبرة، فالتعلم لا يتوقف، وكن صاحب رسالة واضحة ونبيلة لأنك قدوة لغيرك.