رغم ما يظهر للسائح الأجنبي من أن العاصمة لندن تبدو اكثر نظافة وأدق في مواعيد قطاراتها، غير أن تقريرا حصريا كتبه ماثيو تيلور لصحيفة «الجارديان» أشار الى غير ذلك، حيث كان عنوان التقرير يقول: «لندن واحدة من أسوأ العواصم في أوروبا في النظافة والنقل بالمواصلات»، مشيرا الى أن دراسة أجريت على 13 مدينة أوروبية أظهرت أن عاصمة المملكة المتحدة هي الأغلى في وسائل المواصلات العامة، كما أنها ثالث أسوأ مدينة من ناحية نوعية نظافة الهواء، وأخطرها في السير مشياً على الأقدام أو باستخدام الدراجات. وأشارت الدراسة الى أن لندن تتخلف وراء عواصم أوروبية رئيسية أخرى في جهودها لإنشاء نظام نقل نظيف وبأسعار معقولة وآمنة، وأن لندن لديها ثالث أسوأ نوعية للهواء بعد موسكو وباريس، بالإضافة إلى أنها الأغلى في وسائل النقل العام والأكبر من ناحية عدد حوادث ركوب الدراجات. وتقول الدراسة إن كوبنهاجن جاءت في المركز الأول، تلتها أمستردام وأوسلو وزيوريخ، وتأتي لندن في المركز الثالث من القاع ، حيث أداؤها أفضل من روما وموسكو، لكنها أسوأ من عديد من المدن الأوروبية الرائدة، بما في ذلك مدريد وباريس وبرلين. ونقلت الصحيفة عن بول موروزو، من منظمة «جرينبيس» المعنية بشؤون البيئة، قوله: «تتمتع لندن بسمعة كمدينة سريعة الحركة، لكن جهودها لتعزيز النقل النظيف والآمن والميسور تقع خلف غيرها العواصم الأوروبية. وأشارت الصحيفة الى أن عمدة لندن، صادق خان، اظهر التزاما في معالجة تلوث الهواء، وانه يفكر في إدخال نظام «يوم بدون سيارات» في العاصمة لندن، كما أنه سيضع خططا لمنطقة الانبعاثات المنخفضة جدا لشحن المركبات الأكبر تلويثا، لكنه تعرض لانتقادات بسبب إنشاء نفق «سيلفرتاون» تحت نهر التايمز بتكلفة مليار جنيه استرليني بحجة انه سيزيد من تلوث الهواء. وقالت شيرلي رودريغز، نائبة عمدة لندن لشؤون البيئة والطاقة، إن خان «أدخل بعض أكثر التدابير طموحا في أي مدينة رئيسية في العالم»، لكنه لا يستطيع التعامل مع هذا وحده، ويحتاج لإظهار الحكومة طموحا حقيقيا، لذلك يجب عليهم تجميد الأسعار وإعطاء «التاون هول» صلاحيات للتعامل مع مصادر تلوث الهواء الأخرى. وذكرت «الجارديان» أن الدراسة اعتمدت في تحليلها على مجموعة من العوامل، منها نصيب السكان من المشي، وركوب الدراجات، واستخدام وسائل النقل العام، والسلامة على الطرق لراكبي الدراجات والمشاة، وكذلك تلوث الهواء. وأظهرت ان لندن سجلت نتائج جيدة في «إدارة التنقل»، بما في ذلك مشاركة السيارات، والمناطق ذات الانبعاثات المنخفضة، وتطبيق الهاتف العام، لكنها سجلت انخفاض السلامة على الطرق. ووجدت الدراسة أن لندن كانت ثاني أكثر المدن غير الآمنة للسير أو ركوب الدراجات، حيث أظهرت ان عدد الحوادث في ألمانيا بلغ 251 حادثًا لكل 10.000 رحلة، مقابل 113 في باريس و14 فقط في مدريد، وجاءت كوبنهاجن في المرتبة الأولى في السلامة على الطرق.