سر نزوح الإبل إلى السهول والنجد في هذا الموسم -
كتب- أحمد بن عامر المعشني -
تستعد محافظة ظفار لاستقبال أجواء استثنائية فلكيا يوم الخميس 21 يونيو الجاري كانعكاس لتعدد المواسم على أراضي السلطنة، حيث يشتد الصيف في بعض المحافظات لترتفع درجات الحرارة إلى أرقام كبيرة، بينما محافظات أخرى يصبح الجو فيها بديعا واستثنائيا وتنخفض فيها درجات الحرارة بشكل ملحوظ وينتشر الرذاذ. تشتهر محافظة ظفار خلال هذه الفترة بإقامة واحدا من أهم المهرجانات السياحية في المنطقة وهو مهرجان صلالة السياحي الذي يشهد إقبالا كبيرا من السياح في الداخل والخارج، ويشهد العديد من الفعاليات والمناشط الثقافية والترفيهية.
يقول الإعلامي محمد بن عبد الله العليان عضو الرابطة الدولية للكتاب العلميين: إن هذه الأجواء تدخل محافظة ظفار فلكيا فيما يعرف بيوم الانقلاب الصيفي الذي سيقع هذه السنة يوم الخميس ٢١ يونيو الساعة الثانية ظهرا بتوقيت السلطنة. ويؤذن الانقلاب الصيفي بدخول الصيف في نصف الكرة الشمالي وبدء موسم الخريف جراء هبوب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية. والانقلاب الصيفي مصطلح فلكي يشير إلى موقع الشمس بالنسبة إلى خط الاستواء السماوي حيث يكون أحد نصفي الأرض أكثر ميلا نحو الشمس. ويجعل هذا الميل الشمس في أعلى مسارها عبر السماء لذا يكون يوم الانقلاب الصيفي أطول نهار في السنة وأقصر ليل. ويقع الانقلاب الصيفي في الحادي والعشرين من يونيو أو في الثاني والعشرين منه. ويرجع فرق التاريخ الى الفرق بين سنة التقويم والسنة الاستوائية. وبسبب ميل الأرض بدرجة ٢٣.٥ فإنه في يوم الانقلاب الصيفي تسطع الشمس عموديا مباشرة فوق مدار السرطان الذي يمر فوق مدينة مسقط.
توقعات بارتفاع كمية الأمطار
وأضاف العليان ان خبراء الأرصاد يتوقعون ان يكون موسم هذا العام جيدا. وتتوقع مصلحة الأرصاد الهندية IMD أن نسبة الأمطار ستبلغ ٩٧% من الهطول القياسي المعتاد. هذا وتحدث ظاهرة الرياح الموسمية بسبب أن الأرض تسخن وتبرد أسرع من الماء. ففي الصيف تبلغ حرارة الأرض درجة أعلى من درجة حرارة المحيط الأمر الذي يسبب منطقة من الضغط الجوي المنخفض فوق اليابسة. وحيث إن الرياح تهب من مناطق الضغط الجوي المرتفع إلى مناطق الضغط المنخفض تهب في الصيف رياح دائمة من المحيط باتجاه هذه المناطق. ويضم علماء المناخ إلى تعريف الرياح الموسمية كل الظواهر المناخية المرتبطة بدورة الطقس السنوية في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في كل من آسيا واستراليا وإفريقيا والمحيطات والبحار المتاخمة لها. هذا وتهب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية على سواحل ظفار ومرتفعاتها من أواخر يونيو إلى أواخر سبتمبر.
ارتفاع منسوب الخزانات
وقال محمد العليان: إن لهذا الموسم آثارا عدة نافعة منها ارتفاع منسوب خزانات المياه الجوفية ارتفاعا يؤدي إلى جريان العيون وزيادة مياه الأخوار. ولأشجار الجبل دور رئيسي في ترسيب المياه حيث وجدت الدراسات أن شجرة المطيان (الزيتون البري) الواحدة ترسب ٣٠ ألف لتر مكعب من المياه، معربا عن حزنه «أنه لم تعد تنمو أشجار جديدة في مرتفعات ظفار جراء ظاهرة الرعي الجائر التي تشهدها هذه المرتفعات منذ ثمانينات القرن العشرين وأتكلم عن منطقة شاسعة تبلغ مساحتها مساحة لبنان»، مشيرا الى انه «بحسب الخبراء فقد فقدنا ١٠٠ مليون شجرة والجبل يتصحر أمام أعيننا.
أما الآثار النافعة فتتمثل في ارتفاع مياه القاع الغنية بالمغذيات إلى الرف القاري بسبب ظاهرة التيار الصاعد upwilling الأمر الذي يؤدي إلى ازدهار رخويات أذين البحر التي تسمى محليا بالصفيلح».
سر نزوح الإبل للسهول
وحول نزوح الإبل إلى السهل والنجد في هذا الموسم كل عام يقول العليان: كما هو معلوم ليس للإبل حافر بل خف لذا فهي تدحض بسهولة على التربة المتشبعة بمياه الأمطار والصخور المبتلة فقد يحدث لها كسور في أطرافها وهذه الكسور لا تجبر مما يضطر المربون إلى ذبحها. ولتلافي هذا ينزح المربون مع أبلهم إلى المناطق الساحلية والنجدية حين حلول الموسم حيث تبلغ الإبل النازحة إلى سهل الجربيب بضعة آلاف.